إسرائيل تواكب “مفاوضات الهدنة” في الدوحة بالغارات على قطاع غزة
قتل 23 فلسطينيا على الأقل، بينهم أطفال، وأصيب العشرات جراء غارات شنها الطيران الإسرائيلي على مناطق عدة في غزة، بحسب ما أفاد الدفاع المدني، اليوم الأحد، في وقت استؤنفت في الدوحة المباحثات غير المباشرة بين الدولة العبرية وحركة حماس، سعيا للتوصل إلى هدنة مع الإفراج عن الرهائن.
في هذا الوقت، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تنظيم حزب الله اللبناني من أن بلاده ستضطر للتحرك في حال تواصل ما وصفه بعدم التزام الحزب بشروط اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ بين الطرفين أواخر نونبر.
ميدانيا، أعلن الدفاع المدني، الأحد، نقل “23 شهيدا على الأقل إثر غارات جوية منذ الليلة الماضية وحتى ظهر اليوم” على أنحاء متفرقة من القطاع.
وأفاد المتحدث باسم الهيئة، محمود بصل، بأن 11 شخصا على الأقل قتلوا في غارة جوية على منزل في منطقة الشيخ رضوان في شمال غرب مدينة غزة.
وقال: “لا يزال خمسة مواطنين مفقودين تحت الأنقاض، حيث تتواصل عمليات البحث”، مضيفا: “لا معدات لدى الدفاع المدني، يقوم المواطنون بالبحث بأيديهم للوصول إلى المفقودين”.
كما أعلن الدفاع المدني مقتل خمسة فلسطينيين على الأقل إثر استهداف الطيران، بعد ظهر اليوم الأحد، “منزل مواطن من عائلة أبو جربوع في مخيم النصيرات” وسط القطاع.
وأظهرت لقطات لفرانس برس من غارة أخرى رجال إنقاذ ينقلون جثامين وجرحى إلى مستشفى.
ويحاول مسعف إنعاش رجل جريح داخل سيارة إسعاف، بينما يحمل آخر طفلا مصابا إلى المستشفى.
وشوهد أقارب يبكون على جثتي رجلين ملفوفين بأكفان بيضاء.
وحذّر المتحدث باسم الدفاع المدني من أن الجيش الإسرائيلي يوجه “ضربات جوية عنيفة باستهداف المنازل التي تؤوي عشرات النازحين بذريعة كاذبة، بوجود مقاومين. هذا كذب”.
وكان الدفاع المدني أفاد بسقوط “4 شهداء وعدد من الإصابات جراء غارة جوية إسرائيلية من طائرة مسيرة استهدفت ظهر اليوم (الأحد) مجموعة من المواطنين في بلدة جباليا” بشمال القطاع.
كما قتل فلسطيني وأصيب آخرون في غارة جوية استهدفت منزلا في منطقة مصبح في شمال شرق رفح (جنوب)، بحسب الدفاع المدني الذي أكد نقل الجثمان إلى مستشفى ناصر في خان يونس.
وأشار بصل إلى “استشهاد مواطنَين وإصابة خمسة جراء قصف شقة سكنية في مخيم خان يونس فجر اليوم”.
جهود عقيمة
أكدت إسرائيل أنها تواصل مهاجمة أهداف في القطاع المدمّر جراء الحرب الأطول في تاريخ النزاع.
وقال الجيش في بيان: “ضرب سلاح الجو أكثر من 100 هدف في أنحاء قطاع غزة وقضى على العشرات من حماس” يومي الجمعة والسبت.
كذلك، أشار الجيش إلى أنّه استهدف مواقع عدة استخدمها المقاومون الفلسطينيون لإطلاق مقذوفات باتجاه إسرائيل خلال الأيام الأخيرة.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء الماضي، أن إسرائيل ستكثّف الضربات على القطاع إذا استمرّت حماس في إطلاق صواريخ.
وبعيد اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، تراجعت وتيرة إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه إسرائيل بشكل كبير. إلا أن تل أبيب تؤكد رصد إطلاق صواريخ من القطاع بشكل شبه يومي منذ نحو أسبوع.
تتوسط قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية منذ أشهر في محادثات بين إسرائيل وحماس.
والعقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق هي إحجام إسرائيل عن الموافقة على وقف إطلاق نار دائم.
ولم يتم حتى الآن تحقيق تقدم في المفاوضات، رغم الجهود الدبلوماسية المكثفة للوسطاء، التي أدت إلى هدنة وحيدة لمدة أسبوع في نهاية نونبر 2023.
تحذير حزب الله
اتهم كاتس، اليوم الأحد، حزب الله اللبناني بعدم الالتزام بشروط اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ بين الطرفين أواخر نونبر المنصرم.
وتبادل الطرفان الاتهامات خلال الأسابيع الماضية بخرق تفاهمات الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية.
وأتى موقف كاتس غداة تحذير الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، من أن التنظيم مستعد للرد على خروقات إسرائيل.
وقال كاتس، في بيان صادر عن مكتبه، إن حزب الله لم ينسحب بعد إلى “أبعد من نهر الليطاني” في جنوب لبنان، أي إلى منطقة شمال النهر والابتعاد بالتالي عن حدود إسرائيل.
وأضاف: “في حال لم يتم تنفيذ هذا الشرط لن يكون ثمة اتفاق، وستضطر إسرائيل إلى التحرك بمفردها لضمان العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”، وذلك عقب زيارته مقر القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي.
وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار الإسرائيلي اللبناني، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نونبر 2024، عمليات عسكرية استمرّت أكثر من عام.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News