مراسم جنازة لرئيسي في طهران قبل الدفن

تجمّع عشرات آلاف الإيرانيين، في وقت مبكر الأربعاء، في وسط طهران للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي قضى الأحد في حادث تحطم مروحية في شمال غرب إيران، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي.

وتجمّعت الحشود في جامعة طهران ومحيطها، حيث أدى آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، محاطا بمسؤولين كبار الصلاة على جثمان رئيسي وسبعة من وفد مرافق؛ بينهم حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية.

وانضم إلى موكب التشييع إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، ونعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني.

وقال هنية للحشود: “نحن مطمئنون أن الجمهورية ماضية في سياستها وثوابتها، برعاية قائدها في دعم فلسطين والمقاومة”، وسط صيحات “الموت لإسرائيل”.

وتحطمت المروحية، الأحد، على سفح جبل في شمال إيران وسط ضباب كثيف، وكانت متّجهة إلى مدينة تبريز بعد تدشين مشروع سد عند الحدود مع أذربيجان.

وأطلقت عملية بحث وإنقاذ ضخمة، بمساعدة من تركيا وروسيا والاتحاد الأوروبي.

وأعلن التلفزيون الرسمي وفاته، في وقت مبكر الاثنين.

وفي العاصمة، رفعت لافتات ضخمة تشيد بالرئيس الراحل ووصفته وأعضاء الوفد الذين كانوا معه بأنهم “شهداء الخدمة”؛ في حين ودّع آخرون من كان “عونا للمحرومين”.

وتلقى سكان طهران رسائل هاتفية تحضّهم على “حضور جنازة شهيد الخدمة”.

ومن المقرر أن تنطلق المواكب، التي ستشارك فيها شخصيات أجنبية بارزة، من جامعة طهران إلى ساحة انقلاب الشاسعة في وسط المدينة، وفقا للإعلام الرسمي.

الدفن في مشهد

وبدأت، الثلاثاء، مراسم جنازة الرئيس الراحل وأعضاء الوفد المرافق له الذين قضوا معه، بمشاركة عشرات الآلاف من المشيعين الذين ارتدوا اللباس الأسود في مدينة تبريز وفي قم.

ومن طهران، ستنقل الجثامين إلى محافظة خراسان الجنوبية قبل نقلها إلى مدينة مشهد مسقط رأس رئيسي في شمال شرق البلاد، حيث سيوارى الثرى الخميس بعد مراسم جنازة في ضريح الإمام الرضا.

وأعلن خامنئي الحداد الوطني لمدة خمسة أيام، وكلّف نائب الرئيس محمد مخبر (68 عاما) تولي مهام الرئاسة وصولا إلى انتخابات ستجرى في الـ28 من شهر يونيو المقبل لاختيار خلف لرئيسي.

وجرى تعيين علي باقري، كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني الذي كان نائبا لأمير عبداللهيان، قائما بأعمال وزير الخارجية.

وأمر محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة في البلاد، بإجراء تحقيق لكشف ملابسات تحطّم المروحية.

وانتُخب رئيسي رئيسا في العام 2021، خلفا للمعتدل حسن روحاني على خلفية تدهور اقتصادي من جراء العقوبات الأمريكية المفروضة بسبب أنشطة إيران النووية.

وشهدت فترة حكم رئيسي المحافظ المتشدد احتجاجات حاشدة وأزمة اقتصادية متفاقمة.

وقضى رئيسي بعد شهر ونيّف على شنّ إيران هجوما غير مسبوق على إسرائيل ليل 13-14 أبريل، رداً على تدمير مبنى قنصلية طهران في دمشق مطلع الشهر ذاته بضربة نُسبت إلى الدولة العبرية وأسفرت عن مقتل سبعة عناصر في الحرس الثوري، بينهم قياديان، أحدهما كان أكبر مسؤول عسكري إيراني في سوريا.

بعد وفاته، قدّمت روسيا والصين، حليفتا إيران وقوى إقليمية تعازيها، وكذلك فعل حلف شمال الأطلسي؛ في حين وقف مجلس الأمن الدولي دقيقة صمت.

كذلك، تدفقت رسائل التعزية من حلفاء إقليميين لإيران، لا سيما سوريا وحركة “حماس” الفلسطينية وحزب الله اللبناني، وكلاهما مدعوم من طهران.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى