“القبطان” يعرض قصص مهاجرين أفارقة

عززت القاعات السينمائية المغربية مع بداية السنة الجديدة برمجتها المتنوعة من الأفلام السينمائية المغربية والعالمية بشريط سينمائي جديد يحمل عنوان “أنا القبطان”، وهو من إخراج الإيطالي الشهير ماتيو جاروني، صاحب فيلم “دوغمان”.

ويروي فيلم “أنا القبطان” رحلة المغامرة التي يقوم بها شابان يبلغان من العمر 16 عامًا، هما سيدو وموسى، إذ يقرران مغادرة داكار موطنهما الأصلي على أمل الوصول إلى أوروبا، لكن في طريقهما سرعان ما تتحطم أحلامهما وآمالهما في حياة أفضل بسبب مخاطر هذه الرحلة والمطبات التي حالت دون بلوغ مرادهما.

إعلان "القبطان" يعرض قصص مهاجرين أفارقة

وحسب مخرج العمل فإن القصة نسجت من قصص عدة شباب عاشوا تجربة العبور من إفريقيا إلى أوروبا، إذ أدرك بعد الاستماع لهم أن قصصهم تشكل بلا شك القصة الملحمية المعاصرة الوحيدة الممكنة، مضيفا أنه قبل الشروع في صناعة الفيلم كان يعرف من منظور وسائل الإعلام المغامرات والفظائع التي تعرض لها المهاجرون خلال رحلاتهم الطويلة، لكنه أراد أن تقوم عدسة كاميرته بالتصوير في الاتجاه المعاكس تماما، باحتضان وجهة نظر هؤلاء الناس لرواية هذه الرحلة الملحمية للحياة والموت.

وتابع المتحدث ذاته أنه ليتمكن من سرد قصة هذه المغامرة المليئة بالمخاطر من الداخل كان من الضروري بالنسبة له أن يغمر نفسه في عالم هؤلاء الشباب الذين عانوا من الرعب، والبعيد جدا عن عالمه، فكان عليه بناء علاقة تعاون مستمر معهم لبناء الشريط.

كما أبرز ماتيو غاروني أن اعتماده على الأبطال أمام الكاميرا وخلفها كان مفتاحا بالنسبة له لنقل القصة بواقعية، إذ ترك لهم المساحة الخاصة للتعبير عن ذواتهم دون توجيه منه، بالنظر لحساسية الموضوع الذي يتطرق له، مشيرا إلى أن التحدي الأكبر تمثل في ضمان بقاء عالمه غير مرئي، كما لو كانت القصة تحكي نفسها.

من جهته قال الناقد السينمائي المغربي عبد الكريم واكريم، في تحليل لشريط “أنا القبطان”، إن الأخير “يسلط الضوء على موضوع الهجرة السرية نحو أوروبا كما لم يشاهد من قبل في أفلام تكررت فيها التيمة ولم يتكرر الإبداع في أغلب الأحيان”، مضيفا أن “ماتيو غاروني كسر قسوة مسار شخصيته الرئيسية وهو في ذروته بمشاهد شاعرية عبارة عن أحلام لهذه الشخصية، تحلق فيها في فنطازيات تعبر عن دواخل الشخصية وتستجلي استيهاماتها”.

واعتبر الناقد المغربي أن “نقطة الضعف في الفيلم هي عندما حاول غاروني أن يجعل من ‘سيدو’ شخصية قيادية في آخر المطاف، لأنها كانت تستمد قوتها الدرامية من ضعفها وليس من قوتها، فبدا المخرج وكأنه يريد كسب جمهور واسع وهو يلوي عنقها ليذهب بها إلى مسارات لا تستحملها”.

وعلى مستوى الأداء التمثيلي أشاد المتحدث ذاته بالممثل الشاب الذي أدى دور “سيدو”، إذ كان في نظره جيدا، خصوصا في تعابير وجهه طيلة لحظات الفيلم؛ كما أشاد بجمالية مشاهد الصحراء التي كانت تعبر عن تيه الشخصيات في ذلك الفضاء الجميل والقاسي معا.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى