
السفارة الفرنسية تشيد بدور “معرض الفلاحة” في تقوية التعاون مع المغرب
قال المستشار الفلاحي المساعد المكلف بـ”الابتكار والأبحاث والتكوين” بالسفارة الفرنسية في المغرب، برتراند فيبريشت (Bertrand Wybrecht)، إن “التعاون الزراعي-الفلاحي بين فرنسا والمغرب مكثّف بشكل خاص، ومستمر تحت عدد من الأشكال المختلفة والمتعددة”.
وأضاف المسؤول الدبلوماسي الفرنسي في تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، على هامش المعرض الدولي للفلاحة بمكناس بين 21 و27 أبريل الجاري، أن “السنة الراهنة 2025 ستشهد أيضا تطوير مجال التعاون المؤسساتي بين البلدين، خاصة في مجالات التعليم العالي والبحث الزراعي، وكذا صحة النباتات”، على ضوء زخم مَعرضيْ الفلاحة الدوليين بكل من باريس (فبراير) ومكناس (أبريل) مانحا دفعة قوية للعلاقات الفلاحية والتجارية بين الرباط وباريس.
وعدّد فيبريشت، مفصلاً أشكال التعاون وأوجه التقارب المتوقع، أولا في “مشاريع استثمارية كبرى مموّلة من مساعدات ومِنَح الوكالة الفرنسية للتنمية (AfD)”. وقال شارحا: “تشمل هذه المشاريع الاستثمارية الكبرى كل ما يتم إنجازه على سدّ قدوسة لتطوير المناطق المسقيّة (تكييف الزراعة المسقية مع التغيرات المناخية)، وعلى وجه الخصوص تطويرُ زراعة نوع “نخيل التمر” في أقاليم الجنوب والجنوب الشرقي للمغرب.
ومن الأمثلة الأخرى لمواكبة فرنسا للقطاع الفلاحي بالمغرب التي ضربها المسؤول الفرنسي، برنامج “IHYAE”، وهو “مشروع لتنشيط المناطق القروية”، يسعى، من خلال تنفيذه في ثلاث جهات (فاس-مكناس، وسوس-ماسة، والشرق) إلى “تطوير ريادة الأعمال الزراعية وريادة الأعمال القروية في مجالات ترابية مغربية ذات طابع ريفي، وتشجيع تطوير الزراعة الإيكولوجية، وبالتالي ممارسات أكثر صداقة للبيئة في الزراعة”، وذلك بتمويل قيمته 70 مليون يورو (760 مليون درهم) من الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوروبي حتى عام 2027.
تعاون يتقوّى
في سياق متصل، ألقى المستشار الفلاحي المساعد المكلف بـ”الابتكار والأبحاث والتكوين”، متحدثاً لجريدة النهار، مزيدا من الضوء أيضا على “ما سيتم تطويره في عام 2025 ضمن مجال التعاون المؤسساتي في القطاعات الفلاحية”.
وقال في هذا الإطار: “لدينا شكل آخر من أشكال التعاون، هو التعاون المؤسّسي بين وزارة الفلاحة الفرنسية ونظيرتها المغربية. ويوجد حاليًا مجالان رئيسيان للتعاون: التعليم والبحوث الزراعية، والصحة النباتية”، مسجلا أن ذلك مدعومٌ بـ”شكل ثالث من أشكال التعاون، هو التعاون بين المهنيين الزراعيين في البلدين، مع وجود العديد من اتفاقيات التعاون بينهما؛ ويتعلق الأمر بالعمل بين المهنيين لتحسين تشغيل عدد من السلاسل الزراعية.
وقال مفصلا: “من ناحية، ستكون هناك شراكة أساساً للتبادل حول مسألة تدبير وإدارة المياه الفلاحية، وهو موضوعُ دورة ملتقى مكناس الفلاحي لهذا العام”. ومن ناحية أخرى، “سَنُطلق أيضًا شراكة جديدة للعمل معًا بشكل أكبر وأفضل في قطاع الثروة والإنتاج الحيوانييْن”.
المهنية والتمويل
بخصوص التعاون المهني، كشف المستشار الفلاحي بسفارة فرنسا في الرباط عن “مشروع يجري إعداده حالياً مع الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، سيحشُد مهارات كل من غرفة الزراعة في أوفيرني–رُون-الألب ومنظمة فرنسية تدعم اختيار الحيوانات المجترة الصغيرة (Petits ruminants)”.
ولم يُغفل المسؤول الفرنسي عينه التطرق إلى أهمية رافعة التمويل، كقوة دفع لمختلف المشاريع والشراكات المغربية الفرنسية في التعاون الفلاحي الثنائي أو متعدد الأطراف، موردا أن ذلك يجسّده “التعاون بين الوكالة الفرنسية للتنمية ومجموعة القرض الفلاحي للمغرب (الذي يعدّ رابع أكبر بنك في المملكة)”.
وأكد أن “من المهم أيضا تسليط الضوء على الشراكة القائمة التي تشمل إعادة تمويل العمليات التي تستهدف المجتمع الفلاحي المغربي، والشراكة في مختلف أشكال الائتمان المالي التي يجب وضعها إذا أردْنا حقًا مساعدة المزارعين المغاربة”، بتعبيره.