لقجع: تنظيم “مونديال 2030” يعزز علاقات التعاون بين ضفتي المتوسط

تتعزز الشراكة الاقتصادية المغربية الفرنسية، من خلال مشاريع مونديال 2030. وبعد عام من الدعوة إلى تنظيم منتدى خاص، يتحقق ذلك اليوم الخميس، وسط اهتمام فرنسي بمشاريع بناء ملعب بنسليمان وخط القطار فائق السرعة، إلى جانب الجيل الخامس من الإنترنيت.

فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قال بالمناسبة: “ما يربطنا بالجمهورية الفرنسية يتجاوز بكثير مجرد تنظيم حدث رياضي، ويصل إلى رابط ضارب في جذور الحضارة الإنسانية، ساهم في تشكيل تاريخ البشرية”.

إعلان لقجع: تنظيم "مونديال 2030" يعزز علاقات التعاون بين ضفتي المتوسط

وأضاف لقجع أن هذا الرابط “كان دائما نموذجا للتعاون بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ومثالا يُحتذى به في جميع مجالات التعاون ضمن هذا الفضاء المتوسطي الغني بالتاريخ والحضارة”.

وأشار المسؤول المغربي إلى أن تنظيم كأس العالم والفعاليات الدولية الأخرى “يشكل فرصة لتعزيز هذه العلاقة، وإثراء هذا التاريخ المشترك، وبناء جسور إنسانية وحضارية إضافية تترك إرثا تاريخيا للأجيال المقبلة”.

وتابع: “التحدي الأكبر في السياسات العمومية هو كيفية تحقيق التقاطع بينها، إذ إن الخصوصيات القطاعية تعرقل غالبا هذا التقارب؛ لكن تنظيم حدث كبير كهذا يفرض هذه الضرورة”، مشيرا إلى أن هذه التقاطعات “نعتقد جميعا، على ضفتي المتوسط، أنه بالإمكان تحقيقها بفضل التعاون بين عالم المقاولة في باريس والدار البيضاء، والاستفادة من الخبرات الفرنسية والثروات الشبابية المغربية والفرنسية، من أجل إنجاح هذه الاستحقاقات وبناء نماذج نجاح تنافس على المستوى الدولي”.

وأكد لقجع أن هذا الأمر ليس لصالح عالم الأعمال في كلا البلدين فحسب؛ بل “أيضا لفائدة شبابهما، وسيكون تجسيدا لإرادة سياسية مشتركة عبّر عنها بوضوح قائدا البلدين”.

وتم الكشف عن بعض تفاصيل عمل منتدى الأعمال المغربي-الفرنسي الخاص بكأس العالم 2030، الذي أُطلق رسميا بمركب محمد السادس بالمعمورة، بحضور أرباب شركات فرنسية ومغربية.

وتحدث لوران سان-مارتان، الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية وشؤون الفرنسيين بالخارج، عقب لقائه بفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس لجنة تنظيم كأس العالم 2030، قائلا إن المنتدى “سيعمل على متابعة دقيقة لكل أشكال التعاون بين الشركات والمؤسسات ومختلف الأطراف المعنية بهذا الحدث”.

وأوضح سان-مارتان أن هذا المنتدى الاقتصادي، الذي يجمع البلدين اليوم، “هو تتويج لهذه الإرادة المشتركة، إذ يفتح المجال أمام شراكات جديدة، خصوصا في مجال اقتصاد الرياضة الذي يشهد نموا هائلا”.

وأضاف المسؤول الفرنسي: “عزز هذه الطموحات كل من الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الأخيرة”، لافتا إلى أن العلاقة بين فرنسا والمغرب تُحدد أساسا عبر المجال الاقتصادي، مؤكدا أن “علاقات المقاولات بين البلدين تشهد اليوم حالة ممتازة”.

وتطرق الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية وشؤون الفرنسيين بالخارج إلى الاهتمام الفرنسي بالمشاريع المغربية المرتبطة بالمونديال، مشيدا بسعي الرباط إلى “توسيع خط القطار السريع نحو مراكش، بالشراكة مع شركات فرنسية مثل ‘ألستوم’، وتطوير البنية التحتية السياحية والتكنولوجية، مثل شبكات الجيل الخامس والفنادق الجديدة لاستقبال حوالي مليون زائر”.

واعتبر المسؤول الفرنسي أن المشروع الأهم هو بناء أكبر ملعب في العالم بمدينة بنسليمان بسعة 115 ألف مقعد، الذي “سيُصبح رمزا لطموح المغرب الرياضي والاقتصادي”، على حد تعبيره.

وأضاف الوزير المنتدب: “يجب أيضا التأكيد على أهمية تنظيم كأس العالم 2030 بطريقة مستدامة، عبر الاستثمار في مشاريع منخفضة الكربون وابتكارات صديقة للبيئة، تماما كما فعلنا في الألعاب الأولمبية في باريس”، مشيرا إلى أن “كلا من فرنسا والمغرب ينتميان اليوم إلى نادٍ حصري من الدول التي تستضيف أحداثا رياضية عالمية كبرى؛ ففرنسا نظمت في السنوات الأخيرة بطولة أوروبا 2016، وكأس العالم للسيدات 2019، وكأس العالم للرجبي 2023، وأولمبياد باريس 2024. أما المغرب، فهو مقبل على تنظيم سلسلة من التظاهرات الرياضية؛ أبرزها كأس العالم للفتيات تحت 17 سنة لمدة خمس سنوات متتالية”.

زر الذهاب إلى الأعلى