عودة الربط الجوي ترفع أعداد السياح الصينيين الوافدين على المغرب

بعد مرور قرابة شهرين على عودة الربط الجوي المباشر بين الصين والمغرب أكد فندقيون فاعلون في القطاع السياحي بالمغرب أنه أثمر “طفرة واضحة” في أعداد السياح الصينيين الوافدين على المملكة والحاجزين تاليا بفنادقها، رغم أن “ذروة هذه الطفرة مستبعد أن تتم إلا خلال الأشهر القادمة، بالنظر إلى كون هذه الفئة من السياح متشبعة بثقافة الحجز المسبق لستة أشهر من قبل على الأقل”.

وعاد الربط الجوي المباشر بين المملكة والبلد الآسيوي المذكور بعد انطلاق رحلات الخط الجديد شنغهاي- الدار البيضاء في 19 يناير الماضي، ثم استئناف رحلات الخط الرابط بين العاصمة الاقتصادية للمملكة وبكين بعدها بيومين، إثر توقف دام لسنوات بسبب تداعيات جائحة كورونا.

إعلان عودة الربط الجوي ترفع أعداد السياح الصينيين الوافدين على المغرب

ويؤكد فندقيون تحدثت إليهم جريدة جريدة النهار الإلكترونية “ارتفاع أعداد السياح الصينيين بعد نشاط الخطين المذكورين؛ إذ تقدر نسبة زيادتهم بـ15 في المائة ببعض الوجهات السياحية، أساسا الواقعة بدرعة تافيلالت”، غير أنهم يلفتون إلى أن “تضاعف هذه النسبة على الصعيد الوطني ينتظر خلال الفترة القادمة؛ على أنه أساسا ظهرت ملامح ذلك حاليا من خلال زيادة أعداد حجوزات هؤلاء السياح لرأس السنة بعدة فنادق مغربية”.

سفيان بشر، مهني رئيس الجمعية الجهوية للصناعة الفندقية بدرعة تافيلالت، أكد أن “عودة الربط الجوي المباشر بين الصين والمغرب من خلال إعادة تشغيل خط الدار البيضاء- بكين، وإطلاق الخط الرابط بين العاصمة الاقتصادية للمملكة وشنغهاي، نتج عنها تطور واضح في أعداد السياح الصينيين الوافدين على المنطقة والنازلين بفنادقها، بنسبة زيادة تقدر بـ 15 في المائة، مقارنة بالسابق، خصوصا في الفترة الحالية”.

وأضاف بشر، ضمن تصريح لجريدة النهار، أن “آثار هذه العودة على تدفق السياح الصينيين داخل الوجهات السياحية المغربية، وضمنها الواقعة بدرعة تافيلالت، موجودة”، وزاد مستدركا: “بالنظر إلى إشكال تشبع سياح سوق الدولة الآسيوية المذكورة بثقافة الحجز المسبق، ستة أشهر من قبل على الأقل، فإنه لا يمكن أن تظهر بوضوح هذه الآثار إلا أواخر السنة الجارية”.

وأوضح المتحدث ذاته أن “حجوزات السياح الصينيين لعطلة رأس السنة الميلادية 2026 بدأت ترتفع من الآن بعدد من فنادق المنطقة”، مؤكدا أن “غالبية هؤلاء يضعون الوجهات الصحراوية الرملية على رأس قائمة تفضيلاتهم التي يقدمون للمغرب من أجل زيارتها؛ خصوصا أن ما تقدمه من منتجات غير متواجد بالصين”.

وأكد المهني ذاته أن سياح السوق الآسيوية المذكورة “عندما يزورون المغرب يحرصون على تمضية 9 أيام على الأقل”، مردفا بأنهم “غالبا ما يحرصون على اختيار أجود الفنادق بأسعار قوية؛ غير أنه مقتنياتهم تظل ضعيفة”.

وبشأن وجهة مراكش أفاد مصطفى أماليك، فندقي والكاتب العام للمجلس الجهوي للسياحة بمراكش، بأنه “في الأساس، من الناحية المبدئية، سوف يكون لعودة الربط الجوي المباشر بين الصين والمغرب أثر إيجابي واضح”، مؤكدا أن “حركية السياح الصينيين بالمنطقة بعد عودة هذا الربط موجودة، إذ إن الطلب على الفنادق من قبلهم يعرف دينامية”.

وأيد أماليك، ضمن تصريح لجريدة النهار، ما ذهب إليه بشر، بشأن “تفضيل السياح الصينيين غالبا القيام بالحجز مسبقا، بخلاف الأسواق التقليدية، أي الأوروبية أساسا”، مضيفا: “لذلك فإن الآثار المرتقبة لإطلاق خط الدار البيضاء شنغهاي، وإعادة تشغيل الخط الرابط ما بين المدينة المغربية والعاصمة الصينية، سوف تظهر بشكل جلي خلال الأشهر القادمة”.

وأورد الكاتب العام للمجلس الجهوي للسياحة بمراكش أنه “عموما تبقى أعداد الواصلين من السياح الصينيين إلى المغرب مهمة، في انتظار تطعيم هذا الطرح بالإحصائيات”، مشددا على أنه “مبدئيا لا يمكن لشركات الطيران الجوي أن تطلق الخطين المذكورين لو أنهما لم يثبتا مردوديتهما الكبيرة خلال فترة الدراسات”.

زر الذهاب إلى الأعلى