
كلف ترميمها 50 مليون درهما.. حلبة مصارعة الثيران بطنجة تستعد للعودة قريبا بحلة جديدة
تستعد حلبة مصارعة الثيران التاريخية في طنجة لاستعادة مجدها السابق، بعد مشروع ترميم طموح حوّل هذا الصرح إلى فضاء ثقافي متعدد الاستخدامات.
المشروع الذي بلغت تكلفته 50 مليون درهم، يقترب من مراحله النهائية، ليعيد لمدينة البوغاز رمزا ثقافيا نابضا بروح جديدة، قادرا على استقطاب عدد من الزوار من داخل المدينة وخارجها.
وقد أشرفت على مشروع الترميم وكالة تنمية أقاليم الشمال بشراكة مع ولاية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، والمجلس الجهوي، وجماعة طنجة. وقد صُمم المشروع ليحافظ على الروح المعمارية الأصلية للمعلمة، مع دمج عناصر حديثة تعزز من جاذبيتها ووظيفتها.
ويتضمن المشروع إنشاء مسرح مفتوح بسعة 7000 شخص، وقاعة معارض، ومطاعم، ومتاجر ثقافية، إضافة إلى فضاءات ترفيهية متعددة. هذه الإضافات ستجعل من الساحة مركزًا بارزا لاستضافة الأحداث الفنية والثقافية والاقتصادية الكبرى.
الترميم الذي حظيت به هذه المعلمة ليس مجرد إعادة تأهيل معمارية، بل هو مسعى للحفاظ على القيمة التاريخية للمبنى مع الاستجابة لاحتياجات العصر الحديث.
وقد نظمت وكالة تنمية أقاليم الشمال مسابقة معمارية شملت عددًا من المهندسين المغاربة، أسفرت عن تصميم متوازن يجمع بين أصالة المكان وإضافة لمسات معاصرة تمنحه مزيدًا من الجاذبية والمرونة الوظيفية.
محرك جديد للسياحة والثقافة من المنتظر أن تصبح ساحة مصارعة الثيران، بعد افتتاحها، مركزا ثقافيا وسياحيا بارزا، ما سيسهم في تعزيز مكانة طنجة كوجهة رئيسية على المستويين الوطني والدولي. ولا يهدف المشروع فقط إلى إحياء الذاكرة المعمارية للمدينة، بل يسعى أيضًا لدفع عجلة التنمية السوسيو-اقتصادية من خلال خلق فرص جديدة للقطاعات الثقافية والفنية والتجارية.
وتتداول هذه الأيام على منصات التواصل الاجتماعي صورا للمبنى بعد ترميمه، حيث يبرز مضاءً ليلاً في مشهد يجمع بين الأصالة والجمال المعماري، مما يعكس الأثر الإيجابي الذي سيحمله هذا الصرح للمدينة، بعد سنوات من الإهمال.
وقد أكدت تصريحات عدد من المسؤولين بجهة طنجة تطوان الحسيمة أن تاريخ الافتتاح الرسمي سيُعلن عنه قريبًا، لكن الحماس الذي يسود أوساط السكان والمسؤولين يُظهر أن ساحة مصارعة الثيران في طنجة مهيأة لتكون علامة فارقة في المشهد الثقافي المغربي. إرث يعود لسنوات الخمسينات تُعد حلبة مصارعة الثيران بطنجة معلمة تاريخية فريدة شُيدت عام 1950 خلال فترة الحماية الإسبانية، وهي الحلبة الوحيدة من نوعها في المغرب. كانت تُستخدم في البداية لاستضافة مصارعة الثيران، وهو تقليد إسباني شهير، إلا أن هذا النشاط توقف بعد استقلال المغرب عام 1956. بعد ذلك، أغلقت الحلبة لسنوات طويلة وعانت من الإهمال، قبل أن يبدأ مشروع ترميمها مؤخرًا لتحويلها إلى مركز ثقافي متعدد الاستخدامات.