دواء مغربي من مستخلصات القنب الهندي يعيد الأمل إلى مرضى الصرع
تابع مرضى الصرع بالمغرب بكثير من الاهتمام الإعلان الأخير عن إنتاج أول دواء مغربي من القنب الهندي يخص بالأساس هذا المرض الذي يعتبر من الأمراض العصبية الأكثر شيوعا، إذ يصيب ما يصل إلى 50 مليون عبر العالم ويبقى ذا مضاعفات خطيرة، حسب درجته.
ويتعلق الأمر أساسا وفقا ما حصلت عليه جريدة النهار من معطيات بإنتاج شركة “فارما 5” المغربية أول دواء مصنوع من القنب الهندي يخص مرض الصرع، سيتم تسويقه في القريب العاجل. ويعتبر هذا الدواء “أول دواء مغربي مصنوع من القنب الهندي يستجيب لدورية سابقة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية حول شروط تسجيل الأدوية من هذا النوع”.
وبحسب أرقام سبق أن وفرتها الرابطة المغربية لمكافحة الصرع فإن “هذا المرض العصبي المزمن يصيب أكثر من 400 ألف شخص بالمغرب، غير أنه رغم ذلك مازال غير معروف بشكل كاف بالمملكة بسبب المعتقدات الشعبية التي تحد من فعالية علاجه”.
وعادة ما تعاني هذه الفئة من صعوبات في التداوي، على اعتبار أن غالبية الأدوية التي يتم استعمالها تكون مستوردة من الخارج، ويتم استيراد بعضها بعد تقديم طلب مسبق بخصوصها، بينما يكون مخزون بعضها بالصيدليات غير مستقر، ما يؤثر سلبا على مسلسل تداوي المريض من خلال دفعه إلى أخذ تشكيلات مختلفة من الأدوية.
ويأمل مرضى الصرع بالمغرب أن يكون الإعلان عن إنتاج دواء من القنب الهندي بالمغرب بداية لمسلسل من الإنتاجات الوطنية التي تخص الأدوية الخاصة بهذا المرض العصبي، وذلك بعدما كان مسلسل العلاج لدى كثيرين يتوقف على أدوية معينة، بما فيها depakine وtegretol وأسماء أخرى، منها التي تصنع بمختبرات شركات فرنسية.
في حديثها عن الموضوع قالت منّانة القصري، الكاتبة العامة لجمعية أصيلة للصرع والصحة النفسية، إن “المغاربة الذين يعانون من مرض الصرع الشائع يعرفون بدقة الإشكاليات التي تهم التزود بالدواء، وحتى أثمانه التي تظل مرتفعة ويصعب على المريض تحمّلها على الدوام”.
وسجلت القصري، في تصريح لجريدة النهار، “وجود أصناف من الدواء تنقطع عن الصيدليات بين الفينة والأخرى، إذ إن بعض الأدوية التي يتم استيرادها من الخارج تظل مفقودة في الصيدليات لما يصل إلى 6 أشهر، ما يجعل المرضى يتجهون نحو بدائل أخرى”، وزادت: “ننتظر من وراء هذا الدواء الجديد المعلن عنه إحداثَ تحولٍ في منظومة التداوي بالنسبة لمرضى الصرع بالمغرب، بينما لا تلقى هذه الفئة ما تحتاجه من اهتمام وعناية كبيرين ومواكبة في إطار تعايشها مع هذا المرض”.
وبعدما أشارت إلى غلاء تصنيفات دوائية أوردت الفاعلة ذاتها: “رغم بساطة أثمان بعض هذه الأدوية إلا أن الاستمرارية وضرورة أخذ الدواء في كل يوم يضع المرضى أمام تكاليف شهرية تتجاوز مثلا 500 درهم في الشهر”، مشددة على “أهمية فتح باب الصناعة الدوائية الوطنية أمام تصنيع الأدوية التي يقتنيها مرضى الصرع”.
من جهته قال عبد الحميد بولهند، رئيس جمعية دعم مرضى الصرع والتوحد بوالماس، إنه “جرت متابعة هذا الموضوع باهتمام كبير من قبل مرضى الصرع بالمملكة، الذين كانوا في انتظار مثل هذه الخطوة منذ أمد بعيد، ويتطلعون اليوم إلى أن يتم الإعلان عن أثمان منخفضة التكلفة تُغنيهم عن رهن علاجهم بالمنتجات الدوائية الأجنبية”.
وبيّن المتحدث لجريدة النهار “وجود مجموعة من الأدوية التي يتم استعمالها اليوم بالمغرب وتخص درجات معينة من إصابة الشخص بالمرض، بما فيها دواء keppra من فئة 500 مليغرام”، متابعا: “هذه الفئة تعاني للأسف في صمت، وتشمل عددا كبيرا من المغاربة”.
كما سجّل “سعي هذه الفئة إلى أن تكون التفاتات تجاهها، لاسيما ما يتعلق بالتداوي، مع ضرورة مواكبتها خلال فترة علاجها؛ فالكثير من المصابين يعانون في صمت من ارتفاع تكاليف العلاج وارتباط التعافي بأخذ الدواء بشكل دائم”.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News