في تصعيد جديد .. طلبة الطب والصيدلة يهددون بمقاطعة الدخول الجامعي
في انتظار ما سيسفر عنه تدخل مؤسسة وسيط المملكة في ملف طلبة الطب والصيدلة، أكد الطلبة تشبثهم بمواصلة المقاطعة المفتوحة منذ قرابة تسعة أشهر حتى تحقيق المطالب، التي دفعتهم لخوض أطول مقاطعة شهدتها كليات الطب والصيدلة العمومية، كما أكدوا عزمهم الفعلي على مقاطعة الدخول الجامعي الجديد في حالة ترسيب الطلبة المقاطعين، محملين مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وأفادت مصادر من كليات الطب والصيدلة، أنه بعد أزيد من 265 يوما من انخراط الطلبة التام في مختلف الأشكال الاحتجاجية ومقاطعة خمس دورات متتالية من الامتحانات، آخرها مقاطعة الدورة الاستدراكية للأسدس الأول بنسبة تجاوزت 90 في المائة بمختلف كلية الطب والصيدلة العمومية، وبعد استنفادهم كافة الوسائل والسبل لدفع الجهات الوصية لفتح أبواب الحوار لمناقشة المطالب وإيجاد حلول توافقية للنقاط الخلافية بغية الخروج من الأزمة، يبقى الأمل معلقا على مبادرة مؤسسة الوسيط التي فتحت بابها لممثلي الطلبة وأن تلقى هذه الخطوة آذانا صاغية بما يسهم في إيجاد مخرج لهذه الأزمة.
وأوضحت المصادر لـ»الصحراء المغربية» أن الاجتماع الذي انعقد الخميس الماضي بين وسيط المملكة وأعضاء من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، كان فرصة لتوضيح مختلف النقاط المتعلقة بالملف المطلبي، كما تم خلال هذا الاجتماع تصحيح المغالطات التي تم الترويج لها بشأن النقاط العالقة ودواعي المقاطعة، فضلا عن تناول الأسباب التي ساهمت في تأجيج الأوضاع وتعميق الأزمة.
وأكدت المصادر ذاتها أنه من المرتقب عقد اجتماعات أخرى في الأيام المقبلة في إطار الوساطة الجادة التي تقوم بها مؤسسة الوسيط باعتبارها جهة محايدة ومستقلة بمقدورها تقريب وجهات النظر وحل الخلافات مع الجهات الوصية دون انحياز لأي طرف، معربة عن أملها أن تسهم هذه الخطوة في تسوية الخلافات ومعالجة الإشكاليات المطروحة بما يسهم في الخروج من الأزمة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من السنة الجامعية. وفي انتظار ذلك، أعلن الطلبة تشبثهم بالمقاطعة حتى تحقيق المطالب، أبرزها رفع «الحيف» الذي طال الدفعات الخمس الحالية بسبب قرار تقليص سنوات الدراسة، وكذا إلغاء العقوبات التأديبية الصادرة عن مجالس الكليات في حق الطلبة وممثليهم وإرجاع الموقوفين والمكاتب الطلابية.
كما طالبوا بإنصاف شعبة الصيدلة وتدوين ما تم الاتفاق عليه شفهيا في محضر يلزم الأطراف المعنية، وجددوا دعوتهم إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على تحمل المسؤولية والتحلي بالجدية والجلوس مع ممثلي الطلبة على طاولة الحوار والإنصاف الفعلي لمطالبهم حفاظا على جودة التكوينات الطبية وتحصينا لكفاءة أطباء وصيادلة الغد.
يشار إلى أنه تزامنا مع مقاطعة الدورة الاستدراكية للفصل الأول التي انطلقت الخميس الماضي، شهدت كليات الطب والصيدلة في الرباط والدارالبيضاء، وقفات احتجاجية نظمها الطلبة وأولياء أمورهم، وهي الوقفات التي جاءت بعد تعثر الوساطة البرلمانية الأخيرة في إيجاد مخرج للأزمة المتواصلة بكليات الطب والصيدلة، حيث عبر الطلبة خلال هذه الوقفات عن استيائهم العميق من «تعنت» الجهات المسؤولة وإغلاقها لباب الحوار، وطالبوا بضرورة الاستجابة الفورية لمطالبهم لتفادي سنة بيضاء قد تؤثر بشكل خطير على سير التكوين الطبي في هذه الكليات، لا سيما مع اقتراب الدخول الجامعي الجديد في ظل الضبابية وعدم اليقين التي تعيش على وقعهما كليات الطب والصيدلة منذ شهور عديدة، وهو الأمر الذي لا يزال يشكل مصدر قلق وارتياب في صفوف الطلبة وأسرهم بشأن مستقبل التكوينات الطبية.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News