جاي دي فانس .. من “حزام الصدأ” إلى مرشح لمنصب نائب الرئيس الأمريكي
قبل جاي دي فانس بترشيحه لمنصب نائب الرئيس، في حال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، بعدما تحول من انتقاد الملياردير الجمهوري إلى مدافع شرس عنه؛ وهو تعيين يكرس بروزه السريع الخارج عن الدروب المطروقة.
هذا الكاتب والعسكري السابق، البالغ 39 عاما، دعا الأمريكيين إلى “اختيار مسار جديد” عبر التصويت للرئيس الجمهوري السابق، في خطاب ألقاه خلال مؤتمر الحزب الجمهوري.
وقال السناتور عن ولاية أوهايو أمام مؤتمر الحزب الجمهوري في ولاية ويسكنسن: “الليلة هي ليلة أمل واحتفال بما كانت عليه أمريكا ذات يوم، وبفضل الله، بما ستكون عليه قريبا مرة أخرى”.
لطالما دافع أمام الكونغرس عن القضايا الأساسية بالنسبة إلى ترامب، على غرار مكافحة الهجرة والحمائية الاقتصادية.
وحذر السناتور ذو الوجه المستدير واللحية المشذبة، في تصريحات مطلع السنة الحالية، “ذاكرتي لا تخونني. إذا حاربتم ترامب والمرشحين الذين يدعمهم سياسيا اليوم لا تأتوا إليّ لطلب مساعدتي، بعد سنة من الآن، لتمرير قانون تقترحونه أو مشاريع تهمكم”.
وقد سخر معارضوه من هذه التصريحات التي شددوا على أنها تنم عن مفارقة كبيرة. فقبل أن يعلن وقوفه بحزم إلى جانب ترامب، لم يتردد جاي دي فانس في توجيه انتقادات لاذعة إليه.
وسبق له أن أكد أنه “من النوع الذي لن يكون أبدا مؤيدا لترامب”، ووصف ترامب بأنه “غبي” و”مضر”، معربا حتى عن قلقه ممن سماه “هتلر أمريكا”.
بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترامب السبت الماضي، حمل فانس على “حملة بايدن” الانتخابية التي تصف دونالد ترامب بأنه “فاشٍ متسلط يجب ردعه بأي ثمن”، وأكد أن “هذا الخطاب أدى مباشرة إلى محاولة اغتيال الرئيس ترامب”.
قبل الوصول إلى واشنطن، كان لفانس مسار خارج عن المألوف؛ فهو نشأ في عائلة منفصلة متواضعة الحال في منطقة تُسمى “راست بيلت” (حزام الصدأ) في شمال شرق الولايات المتحدة، تأثرت كثيرا بالتراجع الصناعي، ثم التحق بالجيش، ودرس المحاماة لاحقا في إحدى أعرق جامعات البلاد قبل أن يعمل في “سيليكون فالي”.
لكنه اشتُهر بفضل كتابه “هيلبيلي إيليجي”، الذي صدر العام 2016. وفي هذه الرواية الذاتية التي دخلت تصنيف أفضل المبيعات وحولت إلى فيلم سينمائي، يروي فانس طفولته الصعبة في أوساط تنهشها البطالة والإدمان ليرفع صوت العمال المحبطين والمهمشين ويشعرون بالسخط على المجتمع وباستياء منه.
التحلي بالإيمان
لم يتقرب فانس سوى قبل فترة قصيرة من معسكر ترامب. ولفت كتابه، خصوصا، انتباه نجل ترامب الأكبر، دونالد ترامب جونيور، الذي صار صديقا مقربا له. واضطلع هذا الأخير على ما يبدو بدور كبير في اختياره لمنصب نائب الرئيس المرشح.
يدافع فانس عن المواضيع الرئيسية التي يركز عليها دونالد ترامب، ويعتمد لهجته الصدامية وخطابه الشعبوي. وقد حظي بدعم الملياردير خلال حملته للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ، في العام 2022.
وهو يشدد على أن “إيمانه المسيحي” يشكل بوصلته في حياته الشخصية والسياسية، ويبرز في الكونغرس على أنه مدافع كبير عن ترامب الذي يواجه متاعب قضائية عديدة.
وكتب عبر منصة “إكس”، في مارس الماضي، “إدارة بايدن تريد أن ترى ترامب ميتا في السجن. هذا أكبر هجوم على الديمقراطية”، وتابع: “إذا كنتم جبناء جدا لكي تنددوا بذلك، فإنكم تفوتون هذه المحطة التاريخية في السياسة الأمريكية”.
يمين جديد
صار فانس، وهو أب لثلاثة أطفال، من رواد البرامج التلفزيونية الحوارية التي يدافع عبرها بحماسة عن المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقررة في نونبر المقبل.
وبينما يصطف تماما مع طروحات ترامب حول الهجرة والاقتصاد، يبدو أكثر تشددا على صعيد قضايا أخرى؛ مثل الإجهاض، إذ يعارض الاستثناءات التي تتيح الإجهاض حتى في حالة الاغتصاب أو السفاح.
وأصبح فانس أبرز شخصية في تيار “اليمين الجديد”، الذي يضم جمهوريين شبابا يحاولون إضفاء بعد راديكالي أكثر للحمائية ومناهضة الهجرة، على ما كتبت “بوليتيكو” في مارس الماضي.
وجاء في المقال: “خلافا لأنصار ترامب الجمهوريين التقليديين، فإن مجموعة اليمين الجديد بزعامة فانس تعتبر أن ترامب ليس سوى المحطة الأولى من ثورة شعبوية قومية أوسع بدأت تغير وجه اليمين الأمريكي”، كما ورد فيه: “في حال نجحوا في مسعاهم فإن ذلك سيغير وجه المجتمع الأمريكي برمته”.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News