جماعة الدارالبيضاء تدق ناقوس خطر أزمة العطش في الصيف
تعيش مدينة الدارالبيضاء، خلال فصل الصيف، أزمة حادة في ندرة الماء، نتيجة قلة التساقطات المطرية والجفاف الناجمين عن تغير المناخ، ما يستدعي اتخاذ تدابير استعجالية لترشيد وعقلنة الماء والحفاظ عليها للأجيال الحالية والمقبلة.
وفي هذا الصدد، دقت جماعة الدارالبيضاء ناقوس خطر أزمة العطش، معلنة أن المدينة تعاني إجهادا مائيا قد يعيد سكانها إلى سنوات الثمانينات التي شهدت توالي فترة الجفاف.
وقال مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة الدارالبيضاء المكلف بالنظافة والمساحات الخضراء، لـ”الصحراء المغربية”، إن “مدينة الدار البيضاء، تواجه خصاصا كبيرا في الماء، نتيجة الجفاف وندرة التساقطات المطرية، لكن سكانها مازالوا غير واعين بهذه الأزمة والوضعية الحرجة بسبب استهلاكهم المفرط لهذه المادة الحيوية”.
وأضاف أفيلال، أن كميات كبيرة من الماء تهدر أيضا من طرف بعض أصحاب المصانع والمحلات التجارية، دون الأخذ بعين الاعتبار الإجهاد المائي الذي يعيشه المغرب.
ومن أجل التصدي لإشكالية الماء، أكد نائب العمدة أن جماعة الدارالبيضاء دقت ناقوس خطر صيف حار دون ماء بسبب عدم وعي البيضاويين بإشكالية الإجهاد المائي، مشيرا إلى أن الجماعة بصدد إيجاد حلول رفقة الشركاء بينهم شركة ليدك، وذلك لضمان التزود بالماء خلال فصل الصيف.
ومن أجل تفادي تسجيل ندرة في المياه بالدارالبيضاء، شدد أفيلال على ضرورة التقليل من استعمال مياه الشرب لأغراض أخرى غير الشرب، كما هو الحال حاليا، وهو ما يجعل الفرشة المائية تتراجع.
ومن بين الإجراءات التي ستتخذها الجماعة حث المواطنين من جديد على تغيير السلوك في استعمال الماء والتقيد بتدابير الترشيد والعقلنة للحفاظ على هذه النعمة للأجيال المقبلة.
وكشف المسؤول ذاته أن الدار البيضاء تحتاج 23 ألف متر مكعب يوميا من الماء، لهذا يقول يجب على البيضاويين الحفاظ عليه لضمان استمرار الحياة.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن الجماعة شرعت في تخفيض صبيب الماء الشروب بشبكات التوزيع يوميا بعدد من الأحياء التي تعاني خصاصا وشحا في المياه، موضحا أن هذا الانخفاض لم يصل إلى حد الانقطاع، بل السكان القاطنين في الطوابق العليا يشكون من الانقطاع، لكن الأمر بسبب الضغط الكبير على الماء .
وأضاف المسؤول نفسه أن المجلس الجماعي سبق أن وجه تعليمات إلى شركات النظافة من أجل وقف استعمال المياه الصالحة للشرب في التنظيف وغسل الشوارع، للتقليل من تضييع هذه المادة الحيوية، واستغلال المياه العادمة بعد تحليتها في سقي المساحات الخضراء واستعمالها في التنظيف.
وتأتي، هذه الإجراءات في سياق حالة الطوارئ التي أعلنتها المملكة بسبب تراجع التساقطات المطرية التي أثرت بشكل ملحوظ على الفرشة المائية، ذلك أن هذا الإجراء من شأنه الحفاظ على الثروة المائية وضمان استمرار التزويد.
ووفق مسؤولي الجماعة، فإنه تمت مناقشة مسألة استغلال العيون والمنابع المتواجدة بالمدينة والتي تم طمرها بسبب الأشغال، مؤكدين أنه إذا تم استغلال العيون الطبيعية المتواجدة بعدة مناطق بها لن تعرف المدينة خصاصا في المياه.
وفي هذا السياق، لفت أفيلال إلى أن عددا من المناطق على غرار عين عماليتي عين السبع وعين الشق توجد بها مجموعة من العيون التي تم طمرها بسبب الأشغال في السنوات الماضية، والتي تذهب مياهها عبر الصرف الصحي ولا يتم استغلالها من أجل الماء الشروب.
يشار إلى أن العاصمة الاقتصادية، بناء على مشروع حكومي، ستشهد بناء سد من أجل مواجهة الخصاص، خاصة على مستوى الدار البيضاء الجنوبية حيث منطقة الحي الحسني وعين الشق ومولاي رشيد.
وكان نزار بركة وزير التجهيز والماء، أكد أنه من المتوقع أن تعرف العاصمة الاقتصادية عجزا في الماء على المدى المتوسط، خاصة في ظل تأخر إنجاز مشروع تحلية مياه البحر المبرمج ضمن الاستراتيجية الوطنية للماء 2009ـ2030.