كأس العام 2030 .. المقاولات المغربية تواجه تحدي الاعتماد على اللغة الإنجليزية

مع استعداد المغرب لاحتضان أكبر التظاهرات الرياضية العالمية، وهي كأس العالم 2030، تتجه الأنظار إلى المقاولات المغربية التي مازالت تعتمد اللغة الفرنسية في تواصلها الإشهاري.

وسيكون المغرب سنة 2030 أمام استقبال سوق استهلاكية جديدة من الجماهير العالمية، التي تتحدث غالبيتها العظمى اللغة الإنجليزية، وهو ما يفرض في الوقت الحالي تحديات تكوين الموارد البشرية بالمقاولات المغربية على التواصل مع هذه السوق بلغتها.

إعلان كأس العام 2030 .. المقاولات المغربية تواجه تحدي الاعتماد على اللغة الإنجليزية

وتطغى اللغة الفرنسية في الوقت الحالي ومنذ الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي على السوق المغربية، فيما المقاولات بالمملكة مازالت وفية لتعزيز تعاونها مع نظيرتها الفرنسية في شتى المجالات.

وبحسب خبراء اقتصاديين فإن استضافة المغرب هذه التظاهرة تضع المقاولات المغربية أمام تحديات تكوين أطرها ومواردها البشرية، خاصة في شق التسويق، من أجل اعتماد اللغة الإنجليزية.

وقال عبد الخالق التهامي، أكاديمي وخبير اقتصادي، إن “العمل يجب أن يبدأ من مراكز التكوين والمعاهد منذ هذه السنة، طالما أن الوقت كاف لكي تعتمد المقاولات المغربية الإنجليزية في تواصلها مع ضيوف المملكة سنة 2030”.

وأضاف التهامي لجريدة النهار أن كل المجالات التي ستهمّ استقبال الوافدين الأجانب يجب أن تشتغل منذ الآن على اللغة الإنجليزية، موضحا أن “المجال السياحي معني بالشق الأول بهذه المسألة”.

وأورد الخبير الاقتصادي عينه أن “الشباب المغاربة، الذين من المفترض أن يكونوا حاملين شعلة الاقتصاد المغربي في السنوات القادمة، بدؤوا يهتمون باللغة الإنجليزية في مسارهم الأكاديمي، وهذه إشارة إلى تسارع الوعي بأهمية هذه اللغة”.

وبيّن المتحدث ذاته أن “هذا التحدي في الواقع ليس صعبا، فاللغة الإنجليزية لا تتطلب الكثير من الوقت لتملّكها”، معتبرا أن “وضع إستراتيجية تكوين سريعة قبل 2030 تستهدف أساسا الشباب سينفع المقاولات في المونديال وبعده”.

وفي سياق هذا التحدي تبرز معضلات أخرى تتعلق بلجوء الطلبة المتخرجين من المعاهد ومراكز التكوين بالمغرب إلى الدراسة في فرنسا، وتملّك اللغة الفرنسية وحدها، ثم العودة إلى المغرب للعمل.

ومؤخرا أطلقت سفارة فرنسا تسهيلات أمام الطلبة المغاربة من أجل الحصول على مواعيد التأشيرات قصد زيارة فرنسا بعد تخرجهم من معاهدها، وشدد مصدر قنصلي فرنسي لجريدة النهار على أن “الأمر ليس استهدافا للكفاءات المغربية أو محاولة لاستقطابهم”.

وأظهرت أرقام دراسة أجراها المجلس الثقافي البريطاني سنة 2021 اهتمام الشباب المغاربة بتعلم اللغة الإنجليزية.

وفي الواقع فإن مسار الانجذاب للغة الإنجليزية أجبر المقاولات المغربية على تبني هذه اللغة في خطابها الإشهاري، خاصة مع ارتفاع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وفق ياسين اعليا، خبير اقتصادي.

وقال اعليا لجريدة النهار: “اعتماد المقاولات المغربية على الفرنسية سببه أن السوق المغربية مازالت وفية لهذه اللغة منذ الاستعمار، وقد اختل هذا الأمر مؤخرا مع موجات التسويق الرقمي التي لا تعرف سوى الإنجليزية”.

“كأس العالم سيكون تحديا للمقاولات المغربية في ما يخص اللغة”، يورد الخبير الاقتصادي عينه، مبينا أن “هذا الأمر يتطلب استعدادا كثيفا، خاصة من خلال التكوين”، ولافتا إلى أن “هذا الأمر بكل تأكيد لن يكون خفيا أمام أنظار أرباب المقاولات المغربية”.

“ويلاحظ مؤخرا أن الشباب المغربي يهتم باللغة الإنجليزية”، يتابع اعليا، مستدركا بأن “المدرسة المغربية مازالت محتشمة في مواكبة هذا التطور، فيما على المعاهد ومراكز التكوين أن تقطع مع نموذج قطاع التعليم المتأخر في اعتماد تدريس اللغة الإنجليزية للشباب المغربي الذي سيصبح مسؤولا مستقبلا في المقاولات المغربية”.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى