تقرير نيابي جديد يشخـص شـروط وظـروف الإقامة بالأحـياء الجامعية

كشف تقرير نيابي جديد أن بعض الأحياء والإقامات الجامعية لازالت تعاني فقرا في البنية التحتية، وضعفا في جودة الخدمات المقدمة للطالبات والطلبة.

وأكد تقرير المهمة الاستطلاعية المؤقتة حول «شروط وظروف الإقامة بالأحياء الجامعية»، الذي يتوقع أن تعرض خلاصاته، اليوم الثلاثاء، بجلسة عمومية بمجلس النواب، على ضرورة تحسين هذه الخدمات وجعلها تساهم بشكل كبير في مساعدة الطلبة وتحفيزهم على التحصيل العلمي، خاصة أن بعض الأحياء والإقامات الجامعية لازالت تعاني فقرا في البنية التحتية، وضعفا في جودة الخدمات المقدمة للطالبات والطلبة.

ورصدت المهمة الاستطلاعية في تقريرها العديد من «الاختلالات»، التي تعتري الإقامات والأحياء الجامعية، مسجلة أنه إضافة إلى تهالك البنية التحتية لعدد من الأحياء، تعيش غالبية الأحياء الجامعية، اكتظاظا مهولا، حيث تستقبل ضعف طاقتها، مقابل غياب شروط السلامة في عدد منها.

وفي السياق ذاته، أفاد تقرير المهمة النيابية أن الطاقة الاستيعابية للأحياء الجامعية بالمغرب، لا تتجاوز 93 ألف سرير، موزعة على 24 حيا جامعيا و31 مؤسسة داخلية تابعة للمؤسسات والمعاهد العليا، و17 إقامة طلابية، كاشفا أن نصيب الأحياء الجامعية منها ما يقارب 60 ألف سرير، مقابل مليون و250 ألف طالب وطالبة. و

أضاف التقرير ذاته أن بعض الفصائل الطلابية، تتحكم في تسيير بعض الأحياء الجامعية، وتتولى تنظيم شؤون الإيواء وتوزيع الغرف بين الطلبة، وتقترح زيادة الطلبة في الغرف، مما يؤدي إلى الاكتظاظ، حيث يمكن أن تحتوي غرفة واحدة على 6 أو 7 طلبة.

كما سجلت المهمة الاستطلاعية نقصا في خدمة الإطعام من حيث الجودة والكمية، مؤكدة أن عملية تدبير الإطعام للطلبة عملية معقدة تشوبها العديد من الملاحظات التي تستوجب المزيد من المراقبة والتتبع، واتخاذ التدابير اللازمة والصرامة لضمان حسن تطبيق دفاتر التحملات وتقديم خدمة ذات جودة كما ونوعا.

وأضاف تقرير المهمة الاستطلاعية أن الأحياء الجامعية تعاني أيضا من قلة المراكز الصحية وضعف تجهيزها بالأطر الطبية الكافية والتي لا تتناسب مع عدد الطلبة، فضلا عن الافتقار للعديد من المستلزمات الطبية والأدوية والإرشاد والتوجيه النفسي، مسجلا عدم استجابة الأحياء الجامعية لاحتياجات القاطنين نظرا لعدم كفاية توفير الخدمات والمرافق الاجتماعية.

وطالبت المهمة الاستطلاعية النيابية، كذلك، بضرورة توسيع الطاقة الاستيعابية للأحياء حتى يتسنى لعدد كبير من الطلبة الاستفادة منها لأنها تساهم في الهدر الجامعي، مشددة على ضرورة معالجة الاختلالات والمشاكل التي تعرفها الأحياء الجامعية في أقرب الآجال، وإيجاد صيغ جديدة لإحداث أحياء جامعية أخرى وعقد شراكات مع الجماعات الترابية والقطاع الخاص، من أجل تشييد أحياء جامعية جديدة.

تجدر الإشارة إلى أنه تم تشكيل المهمة الاستطلاعية المؤقتة حول «شروط وظروف الإقامة بالأحياء الجامعية»، في دجنبر سنة 2022، بعد حادث اندلاع حريق في الحي الجامعي بوجدة، راح ضحيته طالبان، في حين باشرت مهمتها في مارس 2023.

وقامت المهمة الاستطلاعية بزيارة العديد من الأحياء الجامعية، وبعقد لقاءات مع العديد من الطلبة القاطنين بالأحياء الجامعية لمعرفة ظروف إقامتهم، كما اجتمعت مع مديري ومسؤولي هذه الأحياء لمعرفة التحديات التي يواجهونها، على مستوى شروط وكيفية الولوج والاستفادة من السكن الجامعي، ونوعية الوجبات المقدمة إلى الطلبة، وظروف وشروط السلامة الصحية والبيئية.
 

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى