إسرائيل تواصل شن ضربات على قطاع غزة في ثاني أيام عيد الأضحى
شنّت إسرائيل، الاثنين، ضربات على شمال قطاع غزة، وأشار شهود إلى انفجارات في الجنوب، لكن الوضع هناك يشهد هدوءا نسبيا لليوم الثاني على التوالي كما حصل في أول أيام عيد الأضحى.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة الاثنين أن حصيلة قتلى الحرب المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر بين إسرائيل والحركة ارتفعت إلى 37347 على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان إن 10 أشخاص على الأقل قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية وأشارت إلى أن عدد المصابين في الحرب بلغ 85372 منذ السابع من أكتوبر.
وفي رسالة إلى المسلمين بمناسبة عيد الأضحى، دافع الرئيس الأميركي جو بايدن عن خطة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، ورأى فيها أفضل وسيلة لمساعدة المدنيين الذين يعانون “أهوال الحرب” المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وتزامن اليوم الأول من العيد مع إعلان الجيش الإسرائيلي هدنة تكتيكية في عملياته في منطقة بجنوب القطاع لتسهيل نقل المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها سكان غزة بشدة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي هدنة من “الساعة 8:00 حتى 19:00 (5:00 حتى 16:00 ت غ) يوميا حتى إشعار آخر”، انطلاقاً من معبر كرم أبو سالم وحتى طريق صلاح الدين ومن ثم شمالا.
“معارك من مسافة قريبة”
لكن مسؤولا إسرائيليا ذكر لوكالة فرانس برس، الاثنين، أنه “ليس هناك تغيير في سياسة الجيش الإسرائيلي”، خصوصا في رفح (جنوب) حيث أطلق مطلع ماي عملية برية أدت إلى فرار مئات آلاف الأشخاص.
وقال الجيش، في بيان، الاثنين، إن القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها في رفح وفي وسط غزة، وتخوض “قتالا من مسافة قريبة” مع مسلّحين، مضيفا أن الجيش دمر عددا من المنشآت العسكرية التي كانت تشكل تهديدا للقوات.
وأشار أطباء في مستشفى المعمداني في مدينة غزة في الشمال إلى سقوط خمسة قتلى والعديد من الجرحى في ضربتين جويتين.
وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، لوكالة فرانس برس، أن “الجيش الإسرائيلي، على نحو الثانية فجر اليوم الاثنين، وعبر طائراته، شن غارتين على شقة سكنية ومنزل في مدينة غزة بمنطقة الزرقة (…) نجم عنهما شهداء، بينهم طفل ورجل مسن وجرحى انتشلناهم ونقلناهم إلى مستشفى المعمداني”.
وأضاف أن “باقي المناطق في قطاع غزة هادئة نوعا ما، مع تحركات لآليات الاحتلال الإسرائيلي وإطلاق نار ومدفعية في المناطق الشرقية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وإطلاق نار شرق مخيم البريج وسط القطاع”.
وبحسب مسؤولين محليين، أطلقت دبابات نيرانها على مناطق في شرق رفح وجنوبها. وأشار شهود إلى انفجارات في المدينة.
من جانب آخر، أفاد سكان بأن وسط القطاع استهدف بضربة جوية في مخيم البريج.
“هذا ليس عيدا”
وقال عامر عاجور، وهو أحد سكان رفح نزح إلى دير البلح (وسط): “لسنا في أجواء عيد، العيد هو حين نعود إلى منازلنا حين تنتهي الحرب (…) كل يوم يسقط شهيد، هذا ليس عيدا”.
وأعلن الجيش، الأحد، أن الهدنة “التكتيكية” و”المحلية” يفترض أن تتيح “زيادة حجم المساعدة الإنسانية التي تصل إلى غزة”، غداة مقتل 11 جنديا في القطاع، بينهم ثمانية سقطوا في انفجار قنبلة.
هذه الحصيلة هي الأعلى للجيش الإسرائيلي في القطاع الفلسطيني في يوم واحد منذ بدء الحرب.
اندلعت الحرب عقب هجوم غير مسبوق نفّذته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، أسفر عن مقتل 1194 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصاً، ما زال 116 منهم محتجزين رهائن في غزة، توفي 41 منهم، بحسب الجيش.
رداً على ذلك، شن الجيش الإسرائيلي هجوماً واسع النطاق في غزة خلف 37337 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في حكومة غزة التي تقودها حماس.
بحاجة إلى “إجراءات ملموسة”
وقال الناطق الرسمي باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لايركه، إن المنظمة الأممية رحبت بالخطوة الإسرائيلية، رغم أن “هذا لم يُترجم بعد إلى وصول المزيد من المساعدات للمحتاجين”.
ودعا إسرائيل إلى أن “يؤدي ذلك إلى إجراءات ملموسة أخرى” لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
وتدافع إسرائيل منذ فترة طويلة عن جهودها للسماح بدخول المساعدات إلى غزة، بما في ذلك عبر معبر كرم أبو سالم قرب رفح، وتلقي باللوم على المسلحين في نهب الإمدادات وعلى العاملين في المجال الإنساني لفشلهم في توزيعها على المدنيين.
ورغم جهود الوساطة الدولية، لا تزال الآمال بالتوصل إلى وقف إطلاق نار تصطدم بمطالب متناقضة من إسرائيل وحماس.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News