الوكالة الوطنية للمياه والغابات تطلق برنامجا رائدا لعصرنة المهن الغابوية

تم، أمس الخميس، بجماعة الحدادة بإقليم القنيطرة، إعطاء الانطلاقة الرسمية لحملة جني الفلين لموسم 2024 على الصعيد الوطني، وتنفيذ برنامج رائد لعصرنة المهن الغابوية المتعلقة باستغلال الغابات، وخاصة جني الفلين.

ويندرج برنامج التحديث هذا في إطار المحور الثالث لاستراتيجية “غابات المغرب 2020 – 2030” التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في فبراير 2020، والهادف إلى عصرنة المهن الغابوية من خلال تعزيز القدرات التقنية والمادية للشركات والمقاولات المتخصصة في جني الفلين، باستخدام معدات الجني الحديثة ووضع التدابير التحفيزية المناسبة، مع توفير التكوين والإشراف اللازمين.
وتهدف الوكالة الوطنية للمياه والغابات، من خلال هذا البرنامج الذي يستعمل تقنيات مبتكرة، بشكل أساسي، إلى الحفاظ على النظم الإيكولوجية للبلوط الفليني في المغرب، عبر الحد من حالات الأضرار الصحية التي تلحق بالأشجار أثناء عملية الجني، وبالتالي المحافظة على الأشجار بطريقة دائمة، خصوصا وأن إنتاج الفلين يتطلب أكثر من 27 سنة بعد عملية الغرس الأولية.
وستتيح هذه التكنولوجيا الجديدة فرصة لخلق تكيف أفضل مع التغيرات المناخية، مما سيؤدي إلى تقليص فترة الجني، وبالتالي تحسين الجودة والقيمة المادية للفلين الذي يتم جنيه.
ويهدف هذا البرنامج، الذي أعطيت انطلاقته، بحضور المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، عبد الرحيم هومي، إلى توفير التكوين الملائم في مجال الجني الميكانيكي والآلي للفلين لفائدة المقاولات الغابوية العاملة في هذا المجال.

وستنفذ هذه الدورة التكوينية بشراكة مع الجمعية المغربية لصناعة الفلين، وتحت إشراف تقنيين متخصصين ومتمرسين في المجال.
كما سيتم تعميم برنامج الجني الميكانيكي، الذي يتم تطبيقه هذه السنة على أساس تجريبي بجهة الرباط – سلا – القنيطرة ، في سنة 2025 على الجهات المعنية الأخرى بالتراب الوطني.
وقال هومي، في تصريح للصحافة، بالمناسبة، إن هذه التكنولوجيا الجديدة ستضمن عصرنة عملية الجني وتثمين مادة الفلين، وبالتالي الحفاظ على الألواح الفلينية المعدة للتصنيع، بدل القطع الصغيرة ذات القيمة المنخفضة.
وكشف أن التغيرات المناخية قلصت من فترة موسم جني الفلين، الأمر الذي انعكس على عملية استغلاله وجنيه، مضيفا أن هذه التكنولوجيات الجديدة ستضمن استغلالا أمثل لهذه المادة، عبر الرفع من المردودية وتغطية مساحات أوسع، من خلال تعزيز القدرات التقنية والمادية للشركات والمقاولات المتخصصة في جني الفلين واستعمال معدات الجني الحديثة.
من جهته، قال رئيس الجمعية المغربية لصناعة الفلين، أنس محمد، في تصريح مماثل، إن المعدات التكنولوجية الجديدة تعمل على قطع الفلين من الشجرة عبر استشعار درجة الرطوبة فيها وتفادي جرح طبقتها الداخلية، وهو ما يساعد على تعافي الشجرة.
وسجل أن عملية الجني التقليدية كانت تتم بواسطة أدوات تقليدية مثل العصي، وهو ما كان يلحق أضرارا سواء بالشجرة أو بمادة الفلين.
يذكر أن المغرب يحتل المرتبة الرابعة على الصعيد العالمي من حيث مساحة غابات البلوط الفليني. وعلى المستوى الاقتصادي، يوفر الفلين، وهو منتج غابات غير خشبي، مادة خاما لعشر شركات صناعية التي تقدر الكمية المستغلة منها بما يفوق 80 ألف ستير (وحدة لقياس حمولة متر مكعب من الفلين) سنويا في المتوسط، خلال السنوات المواتية مناخيا. كما أن عملية جني وبيع الفلين تدر موارد مالية على أكثر من 52 جماعة ترابية تتوفر على غابات بلوط الفلين، مع إيرادات إجمالية تبلغ 54 مليون درهم سنويا في المتوسط.
 

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى