منتدى دولي يسلط الضوء بمراكش على أهمية الأشجار الحاسمة لحفظ المياه

انطلقت، أمس الجمعة بمتحف محمد السادس لحضارة المياه بالمغرب، بمدينة مراكش، أشغال الدورة الثالثة للمنتدى الدولي للأشجار، المنظمة تحت شعار” تربية غابة- زراعة المياه”، بمشاركة خبراء دوليين ونشطاء بيئيين، لمناقشة أهمية الأشجار والغابات في الحفاظ على المياه والتنوع البيولوجي، ومقاربة ماهو اقتصادي وبيئي وعلمي، والتطرق الى أهمية الحفاظ على الموارد المائية والإرث الغابوي والنباتي في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية.

ويشكل هذا المنتدى، المنظم إلى غاية 15 أبريل الجاري، بمبادرة من جمعية الأشجار والعلوم ومؤسسة ابن رشد وجمعية ابن البيطار، بدعم من جامعة القاضي عياض، فرصة لتبادل المعرفة وتقاسم الخبرات والأفكار ومناقشة الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات البيئية التي تواجه العالم، وفضاء للحوار والتعاون بين المشاركين لتبادل معارفهم وأفكارهم ومشاريعهم من أجل مستقبل أكثر استدامة.
وتوقف المشاركون، خلال اليوم الاول من هذا المتدى، عند الأبعاد المختلفة للعلاقة الحيوية بين الأشجار والغابات والماء والحياة على الأرض، مؤكدين على الدور الجوهري للأشجار في جذب المياه والحفاظ عليها وتنظيمها.
وأجمع المشاركون أن الغابات هي “رئة الأرض الحقيقية”، التي تتنفس بها الارض وهي أحد أهم المصادر الطبيعية المتجددة التي تقوم بدورها الحيوي على أكمل وجه في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الضارة الأخرى من الجو وإطلاق الأكسجين النقي.
وأشاروا الى أن الأشجار تكتسي أهمية خاصة بالنسبة للبيئة، من خلال مساهمتها في توفير الأكسجين، والحفاظ على المياه، وتحسين جودة الهواء، والمحافظة على التربة، ودعم الحياة البرية.
وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، أكدت زبيدة شروف رئيسة جمعية ابن البيطار،  أن غرس الأشجار المثمرة في أراض فلاحية يساعد على وقف انجراف التربة، وتحقيق مداخيل إضافية للفلاحين، ومكافحة تغير المناخ من خلال تثبيت الكربون في التربة، كما أنه يساعد على النهوض بالتنوع البيولوجي والحفاظ عليه.
وأوضحت شروف الأستاذة بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن المغرب يزخر بثروة كبيرة من النباتات والأشجار والإعشاب الطبية التي تناهز أربعة آلاف نوع لم تستغل بعد بشكل جيد، وعلى رأس هذه النباتات التي ينفرد المغرب باحتضانها دون سواه من بلدان المعمور، شجرة الأركان المباركة.
وأشارت الى جمعية ابن البيطار، تعمل على بناء مجتمع قائم على الإنصاف وبيئة سليمة واقتصاد دائري وتنوع بيولوجي يحظى بالتثمين.
من جانبه، أكد بدر الدين قرطاح رئيس مؤسسة ابن رشد لتشجيع البحث العلمي والابتكار والتنمية المستدامة، على أهمية هذا المنتدى الذي يهدف إلى التوعية بالدور المهم الذي تلعبه الأشجار على المستوى الاقتصادي والبيئي والثقافي، مشيرا إلى أن الأشجار تعتبر الحل الأول لمشاكل المستقبل التي تطال بشكل مباشر الحياة البيولوجية والاجتماعية للإنسان.
وسيجري خلال هذا المنتدى، استعراض التقنيات التقليدية والحديثة في تدبير المياه، وحماية الأشجار والغابات للحفاظ على المياه العذبة والتنوع البيولوجي لمواجهة التقلبات المناخية.
ويتضمن برنامج هذه الدورة، تنظيم موائد مستديرة وعرض أفلام ومعارض، وزيارات تروم إتاحة الفرصة للمشاركين لمعرفة أحدث التطورات في مجال المحافظة على الأشجار والغابات وتدبير المياه وحماية التنوع البيولوجي.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى