هل تعلن الحكومة “حالة الطوارئ المناخية” مع استمرار انحباس التساقطات؟

مع استمرار الجو الصحو الذي يسود سماء المملكة وغياب التساقطات المطرية طيلة شهر نونبر الذي أوشك على نهايته، بدأت تلوح في الأفق بوادر سنة جافة جديدة تثير الكثير من المخاوف لدى الفلاحين والمسؤولين والخبراء، الذين دقوا ناقوس الخطر إزاء الوضع المناخي والمائي بالبلاد، وطالبوا الحكومة بالتعاطي مع الوضع بشكل استعجالي دون مزيد من التأخر.

في هذا السياق المتسم بالنقص في الموارد المائية، لا يستطيع أحد تصور الوضع مع سنة جافة جديدة ستكون تداعياتها وخيمة على البلاد والعباد، ما استدعى من البعض مطالبة الحكومة بإعلان حالة الطوارئ المناخية في المغرب.

محمد بنعبو، خبير في المجال البيئي، قال إن حالة الطوارئ المناخية “ليس لها علاقة مباشرة بالجفاف، بقدر ما لها علاقة مباشرة بالظواهر المناخية التي يعيش على إيقاعها المغرب”.

وأضاف بنعبو، ضمن تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، أنه “عند الحديث عن التغيرات المناخية وآثارها على المملكة المغربية، نتكلم عن الجفاف والإجهاد المائي وندرة المياه، ولا ننسى آلاف الهكتارات التي نفقدها سنوياً جراء حرائق الغابات”، مشيرا إلى أن موجة الحر التي تعيشها بلادنا “لم تعد تقتصر على فصل الصيف فقط”.

وسجل الخبير ذاته أن شهري أبريل وأكتوبر من هذه السنة يعدان من “أسخن الأشهر على الإطلاق منذ عقود طويلة”، مبرزا أن التغيرات المناخية في العالم تسير بـ”سرعة كبيرة في عدد من أنحائه، وبالتالي إعلان حالة الطوارئ المناخية لا يعني أن المغرب مقصر في مواجهة الظاهرة”، لافتا إلى أن المغرب يقع في منطقة جغرافية تعيش على إيقاع تغيرات مناخية “استثنائية”.

وتابع بنعبو بأن إعلان حالة الطوارئ المناخية “سيسهل مأمورية المغرب في الولوج إلى مجموعة من التمويلات الخضراء ونحن على مشارف قمة المناخ التي ستعقد بعد يومين”، واستدرك قائلا: “لا نبحث عن مبررات، بقدر ما نبحث أن يكون الولوج السهل والسلس لهذه التمويلات”.

من جهته، اعتبر عبد الرحيم هندوف، خبير في المجال المائي، أن المغرب يواجه مشكلة هيكلية على مستوى الماء، غير مرتبطة بهذه السنة أو بمرحلة معينة.

وقال هندوف، في تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، إنه “حتى إذا بقيت التساقطات نفسها التي كان يعرفها المغرب في السنوات الماضية، فإن حصة الفرد السنوية من الماء ستتراجع، لأن الموارد المائية محدودة”.

وأفاد أن “حصة الفرد المغربي من الماء كانت تقدر بـ2000 متر مكعب في السنة، وبالمقارنة مع دولة مثل البرازيل، فإن حصة الفرد من الماء تقدر بـ12 ألف متر مكعب”، مؤكدا أن الموارد المائية محدودة مقارنة مع مناطق أخرى في العالم.

وأعرب هندوف عن عدم اتفاقه مع إعلان حالة الطوارئ بخصوص الوضع المائي بالبلاد، مبررا ذلك بكون “الوضع لا يتعلق بمسألة مؤقتة يمكن معالجتها، بل بقضية يجب أن تتعامل معها الحكومة بشكل جدي وهيكلي”.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى