أيوب سالم أمين عام المجلس الأعلى للجاليات العربية بتركيا: الجالية المغربية تطمح لتكون نموذجية بالمنطقة

تشير أرقام غير رسمية إلى وجود أزيد من 45 ألف مهاجر مغربي فوق التراب التركي، يشتغلون ويدرسون ويمثلون أنشط الجاليات العربية المقيمة ببلد الأناضول، ويساهمون بشكل فعال في تنمية أواصر الصداقة والأخوة بين المجتمعين التركي والمغربي إلى جانب مجتمعات الجاليات الأخرى المقيمة بتركيا.

في هذا الصدد سنسلط الضوء على «مؤسسة المغرب» التي رأت النور أخيرا والتي تعنى بقضايا وشؤون أفراد الجالية المغربية بتركيا من خلال هذا الحوار الذي أجرته «الصحراء المغربية» مع أيوب سالم، الذي يشغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للجاليات العربية بتركيا، وانتخب رئيسا للمؤسسة الجديدة (مؤسسة المغرب).

 

حدثنا عن المؤسسة الجديدة وكيف انبثقت فكرة التأسيس؟
– بحكم أن الجالية المغربية تعتبر من أقدم الجاليات العربية بتركيا وأكثرها حضورا في المجتمع التركي، حيث تضم في صفوفها كفاءات ونخبا أكاديمية وعلمية وثقافية بارزة، إلى جانب أن المغرب يشغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للجاليات العربية المقيمة بتركيا، انبثقت فكرة إنشاء «مؤسسة المغرب» لتكون بيتا لكل المغاربة المقيمين بهذا البلد بهدف تسهيل ومواكبة اندماجهم بشكل أقوى في كافة المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية مع المحافظة على أواصر الانتماء إلى الوطن، وتقوية التلاحم المجتمعي بين أفراد الجالية المغربية، وتعزيز سبل الصداقة وتنمية علاقات التعاون بين الشعبين التركي والمغربي بما يخدم المصالح المشتركة، من خلال فروع المؤسسة التي تتوزع على سبع مدن تركية بتنسيق مع القنصلية المغربية بإسطنبول والسفارة المغربية بأنقرة.

 

ماهي أهداف مؤسسة المغرب والأعمال التي ستدرجها مستقبلا؟
– تسعى مؤسسة المغرب لخدمة أبناء الجالية المغربية وتنمية المصالح المشتركة بين البلدين في ظل رئاسة رجب طيب أردوغان وتحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من خلال تطوير وتوطيد أواصر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، ودعم العلاقات بين الجاليات المغربية والمؤسسات التركية، وتعزيز حضورها وخلق جسور التواصل الدائم والمثمر مع المسؤولين بتركيا وصناع القرار والمجتمع المدني وشبه الحكومي، والتعريف بالتراث الوطني والحضاري للمملكة المغربية فوق التراب التركي.
كما تهدف المؤسسة إلى تعزيز أواصر الأخوة مع باقي الجاليات العربية المقيمة بتركيا حتى تكون سندا لنا في المحافل الدولية ومدافعة عن قضايا المملكة وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمغرب.

 

كيف ستساهم هذه المؤسسة في مواكبة اندماج أفراد الجالية المغربية وحل الإشكاليات التي من المكن أن يواجهوها بالبلد الصديق؟
– أود التذكير بهذه المناسبة أن الدماء المغربية هي الوحيدة التي اختلطت بالدماء التركية ليلة الانقلاب على الدمقراطية، التي شهدتها البلاد يوم 15 من يوليوز سنة 2016، ومن هذا المنطلق يبرز مدى أهمية الجالية المغربية بتركيا والدور الطلائعي الذي تقوم به للمساهمة في حفظ أمن وسلام البلد وتعزيز أواصر التسامح والأخوة بين الشعبين، ومن خلال هذه المؤسسة المدنية نحاول العمل على فتح المجال للمهاجرين المغاربة المقيمين بتركيا للتعبير عن أفكارهم بدون تمييز وتوعيتهم بالمساطر القانونية ومواكبتهم لتسهيل اندماجهم عن طريق الإنصات لشؤونهم وتوحيد طاقاتهم وجمع شملهم وتعزيز مراكزهم داخل المجتمع التركي بما لا يتعارض مع القوانين والتشريعات المعمول بها في جمهورية تركيا.
وإلى جانب ما ذكرته سلفا، تراهن مؤسسة المغرب على تطوير العلاقات التركية المغربية عن طريق دعم الكفاءات المغربية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وإدراج خبرتها في السياسات العمومية وتقديم المشاورات وتفعيلها وتنفيذها لصالح مجتمعنا.

 

ما هي الأعمال التي ستدرجها مؤسسة المغرب مستقبلا؟
– نرتكز حاليا على تنظيم ندوات ومحاضرات علمية وتأطير ورشات أعمال متخصصة تحت إشراف محاضرين ذوي كفاءة عالية من المغاربة والأتراك وجلب كذلك كفاءات مغربية من الجالية المقيمة خارج الوطن، بغية تسليط الضوء على أمجاد وبطولات وملاحم المملكة المغربية وريادتها، إلى جانب برمجة لقاءات مع أبناء الجالية المغربية المقيمة بتركيا في عدة محافظات خارج إسطنبول من خريجي الجامعات والمؤسسات الحكومية التركية بهدف التعارف ومتابعة أوضاعهم ما بعد التخرج، ومساعدتهم في الاندماج والتواصل مع المنظمات والمؤسسات المغربية الحكومية وشبه الحكومية، أخذا بعين الاعتبار البرامج التي تنظمها الوزارة الوصية على هذا القطاع من مخيمات وجامعات صيفية وبرامج دعم اللغة العربية والتراث المغربي حتى يستفيد منها أبناء المهجر من المغاربة.
كما سيتم تنظيم معارض للتعريف بالسياحة في المغرب من أجل استقطاب رجال الأعمال والمستثمرين لزيارة المملكة ودعم الاقتصاد المغربي.
ونأمل أن تحظى مؤسسة المغرب بدعم معنوي من قبل المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية بالمغرب وأن تجد صدرا رحبا من قبل جميع المساهمين والشركاء من أجل تحقيق الأهداف المرجوة وجعل الجالية المغربية المقيمة بتركيا جالية نموذجية بالمنطقة.

 

أسماء إزووان

Exit mobile version