مسؤولون مغاربة يستعرضون رهانات البنية التحتية قبل “مونديال 2030”

استعرض مسؤولون مغاربة مستجدات وطموحات المغرب لتقوية البنية التحتية جوا وبحرا وبرا استعدادا للمونديال أمام شركائهم الفرنسيين، من تقدم في بناء ملعب بنسليمان ورهان المحطة الجوية بالدار البيضاء ومسارات الاستقبال بالموانئ، وسط تأكيد على تحدي ضيق الوقت.

وكشف يوسف بلقاسمي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية “سونارجيس”، أن أعمال الحفر قد بدأت في ملعب الدار البيضاء الكبير ببنسليمان، ويجري حاليا التحضير لصفقات الأشغال الكبرى والبنية التحتية.

إعلان مسؤولون مغاربة يستعرضون رهانات البنية التحتية قبل "مونديال 2030"

وأضاف بلقاسمي، في كلمته خلال إطلاق منتدى الأعمال المغربي-الفرنسي الخاص بكأس العالم 2030، اليوم الخميس، أن باقي الملاعب المرتبطة بالمونديال “في نهاية المرحلة الأولى من التحديث والتطوير”.

هذه المعطيات الجديدة جاءت في استعراض قدمته مؤسسات مغربية أمام نظيراتها الفرنسية عن المشاريع المغربية في مجال البنيات التحتية، حيث أبرزت الشركة المغربية للهندسة السياحية (SMIT) أربعة أهداف متوخاة من تظاهرة المونديال في عام 2030.

وقال عماد بالرقاد، المدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية، إن أول هدف هو تحسين تجربة السائح، عبر الاستثمار فيه من خلال صندوق الإيداع والتدبير، بما يقارب المليون يورو من الاستثمارات؛ وثانيًا، تعزيز القدرة الفندقية، عبر تعبئة ما يقرب من نصف مليار يورو من قبل الدولة لمساعدة الفنادق على الارتقاء وتحسين جودة الخدمة، وزاد: “لدينا نحو 62 ألف سرير في طور الترميم، وهو عنصر مهم بالنسبة للشركات التي ترغب في الانخراط”.

الهدف الآخر، وفق بالرقاد، هو “خلق قدرة استيعابية جديدة، وإنشاء بعض المشاريع المهيكلة مثل الحدائق الترفيهية، بغية تسريع التنمية برؤية استثمارية تتراوح بين 3 إلى 4 مليارات يورو؛ مما سيكون له أثر ملموس على النسيج الصناعي المغربي، وكذلك على جودة تجربة السائح”، وفق تعبيره.

في مجال النقل السككي، تطرق هشام مشمومي عن المكتب الوطني للسكك الحديدية إلى “توسيع القطار فائق السرعة، انطلاقًا من الخط الذي دشنه الملك في 2018، والذي يربط طنجة بالقنيطرة على طول 200 كيلومتر، ليتم توسيعه ليصل إلى مراكش مرورًا بالرباط والدار البيضاء، مع التوقف في مطار الدار البيضاء، ومطار الرباط، وملعب الدار البيضاء”.

وتابع مشمومي: “في موازاة التنقل بين المدن، نعمل أيضًا على التنقل الحضري في الرباط والدار البيضاء ومراكش، من خلال تحرير السعة الحالية لتوفير خدمات حضرية للمواطنين؛ عبر مشروع تبلغ كلفته حوالي 5 مليارات يورو”.

كما تم إطلاق طلب عروض دولي لاقتناء القطارات فائقة السرعة، أورد المتحدث، مذكرا بفوز المصنع الفرنسي “ألستوم”؛ وهو “سيمثل طفرة في شبكة النقل المغربية”، وفق تعبيره.

وفي قطاع المطارات، أوضح عبد الله بوخلوف، عن المكتب الوطني للمطارات، أن الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” يفرض نحو 90 متطلبًا تنقسم إلى 4 محاور: الملكية القانونية، البنية التحتية (السعة، المرافق، المكاتب)، العمليات التشغيلية (مسارات خاصة للمسؤولين، كبار الشخصيات، الإعلام، الضيوف)، والخدمات الخاصة بالبطولة.

وأضاف بوخلوف أنه يجب على المغرب تلبية هذه المعايير إلى جانب المعايير الدولية الخاصة بأمن وسلامة المطارات، وزاد: “مشروعنا الكبير هو المحطة الجوية الجديدة بمطار الدار البيضاء، باستثمار قدره 15 مليار درهم. أطلقنا بالفعل طلب العروض لأعمال التهيئة بـ350 مليون درهم، وأعلنا عن طلب إبداء اهتمام لتحديد المنافسين المحتملين”.

وشدد المتحدث على وجود تحدي ضيق الوقت، مشيرا إلى أن “لا مجال للخطأ”.

وعلى مستوى المنصات المينائية، تحدث مصطفى فارس، المدير العام للوكالة الوطنية للموانئ، عن توجه لاحترام المتطلبات الصارمة لـ”الفيفا”، من خلال “موانئ طنجة المتوسط، الناظور، الحسيمة، الدار البيضاء، أكادير، والعيون”.

وأضاف فارس أن هذه “موانئ توفر كافة أنواع النقل، من تجاري وسياحي وشحن. والعام الماضي، استقبل المغرب 3 ملايين راكب، و660 ألف مركبة”، مشيرا إلى أن “الرهان الحالي هو توفير مسارات خاصة للفرق الرسمية، و”الفيفا”، والإعلام والمشجعين”.

ورحّب المسؤولون المغاربة في مداخلاتهم بانضمام الرأسمال الفرنسي في هذه الأوراش، مشددين على “رغبتهم في الاستفادة من الخبرة الفرنسية”.

زر الذهاب إلى الأعلى