الفلاحة المغربية تحظى بإشادة دولية.. ورغبة فرنسية في “تعاون مكثف”

من منصة “سيام” في دورته السابعة عشرة، المستمرة فعالياته بالعاصمة الإسماعيلية مكناس إلى غاية 27 أبريل الجاري، أشاد بنيامين حداد، الوزير المنتدب لدى وزير أوروبا والشؤون الخارجية، المكلف بأوروبا، بمستوى “النضج” الذي بلغه الملتقى الدولي للفلاحة؛ خاصاً بالذكر الدورة الحالية التي تستضيف جمهورية فرنسا “ضيف شرف”.

ودعا حداد، متحدثاً خلال ندوة رفيعة المستوى حول تدابير المياه والفلاحة المستدامة، الثلاثاء، إلى “مزيد من تبادل الخبرات وضرورة تعزيز نقل المعرفة في القطاع الفلاحي بين المغرب وفرنسا؛ خاصة في أنشطة الزراعة وتربية المواشي في ظل تحديات مناخية ضاغطة”، مستحضراً “تألق وإشعاع المنتجات الفلاحية المغربية في المعرض الدولي للفلاحة بباريس الذي استضاف المملكة المغربية ضيف شرف في شهر فبراير 2025”.

حداد شدد أمام حضور غفير، يتقدمه وزيرَا الفلاحة والماء في الحكومة المغربية الحالية، على “أهمية دعم التعاون التقني بين البلدين بشكل فعال”، خاصة في سياق يتسم بتنامي نقاش قضايا السيادة الغذائية والتكيف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الموارد، التي “تتطلب تعبئة مشتركة”، حسب توصيفه.

وفي تقدير الدبلوماسي الفرنسي فإنّ تقوية التعاون سالف الذكر “ستُشجع على ظهور حلول ملموسة ومستدامة، مدفوعة بالابتكار ومتكيّفة مع واقع المجالات الترابية”.

ولم تخلُ كلمة المسؤول الفرنسي من إشادة صريحة من قلب مكناس بـ”تسريع وتيرة المبادلات بين فرنسا والمغرب، فيما تشكّل الإدارة والتدبير الزراعيان موضوعاً رئيسياً لهذا التعاون”، مشيراً إلى أن “اختيار فرنسا كضيف شرف في الدورة السابعة عشرة لـ’SIAM’ يعكس شراكة متينة مع المملكة المغربية”.

وأضاف المتحدث ذاته أن هذا الملتقى، بمختلف أنشطته وأرْوقته وأقطابه، “سيمكن من تحديد الخطوط العريضة لتبادل طَموح، ما يجعل الشراكة بين الرباط وباريس قوة دافعة إستراتيجية في منطقة المتوسط بأكملها”.

“تعاون متوازن”

من جانبه أكد فرانشيسكو لولوبريجيدا، وزير الفلاحة والسيادة الغذائية والغابات في إيطاليا، على “أهمية وحتمية التعاون المتوازن بين أوروبا وإفريقيا لمواجهة تحديات الأمن الغذائي والمياه وتغير المناخ”.

وقال لولوبريجيدا إنه يؤيد “التنمية المشتركة القائمة على التكافؤ”، مشددًا على “الدور المركزي لإفريقيا في الديناميكيات العالمية”.

ولتحقيق هذه الغاية دعا وزير الفلاحة الإيطالي إلى “تعاون يجمَع بين القدرات البحثية والابتكارية الأوروبية والموارد والإمكانات البشرية للقارة الإفريقية”، مشيداً بـ”التعاون الثنائي بين إيطاليا والمغرب في مجال إدارة الموارد المائية، من خلال الاتفاقيات والمبادرات العلمية الثنائية أو متعددة الأطراف”.

كما أوصى الوزير ذاته بـ”تبادل أكبر للخبرات وأفضل الممارسات”، مشددا على “وجوب الاعتراف بالزراعة ليس فقط كمستهلك للمياه، ولكن قبل كل شيء كضامن للاستدامة والأمن الغذائي”.

تجربة تحلية المياه تنال الإشادة

كما تميزت الندوة الدولية رفيعة المستوى “تدبير المياه من أجل فلاحة مستدامة وقادرة على الصمود” بكلمة تفاعل معها الحاضرون ألقاها لويك فوشون، رئيس المجلس العالمي للمياه، منوّهاً بـ”المجهودات الكبيرة التي يبذلها المغرب في مجال تدبير الموارد المائية، ومواجهة التحديات المناخية”، مؤكداً أن “المملكة أصبحت نموذجاً يُحتذى به على المستوى الدولي، خاصة من خلال الربط الذكيّ بين الأمن المائي وتوظيف الطاقات المتجددة”.

ولم يُخف رئيس “World Water Council” إعجابه بتجربة محطة تحلية المياه بالدّاخلة، واصفاً إياها بـ”ثورة مغربية حقيقية”، وقائلاً إنها “تجسّد بامتياز ريادة المغرب في استعمال الطاقات المتجددة وتقليص كلفة إنتاج الماء المحلّى”، وأضاف متحدثا بالإيطالية: “هذا تميّز مغربي(…) فأنتم تملكون المعرفة، وتملكون الإرادة. لهذا أشجّع المغرب دائماً”.

واقترح فوشون على الحكومة المغربية “إحداث مركز عالمي للطاقات المتجددة يكون مقره بالمملكة”، مؤكداً أن “المشروع انتقل من مرحلة التفكير إلى التخطيط، وسيتم الشروع قريباً في تنفيذه على أرض الواقع”، وأوضح أن “هذا المقترح نابع من إيمان المجلس بدور المغرب المحوري في قيادة التحول نحو طاقات نظيفة ومستدامة على مستوى العالم”؛ قبل أن يخلص إلى تثمين “السياسات العمومية المغربية في مجال الماء”، مشيداً بـ”حكامة جيدة واستشراف إستراتيجي”، ومعتبرا أن “مَا يحمي الماء حقاً هي القرى والبوادي التي تعرف قيمة الماء لأنها تعاني من ندرته، ما يجعلها تصونه يومياً”.

Exit mobile version