كيف تعزز التظاهرات الاقتصادية مكانة المغرب في الابتكار الرقمي بإفريقيا؟

يُعد معرض “جيتكس أفريقيا”، الذي استضافته مدينة مراكش في نسخته الثالثة من 14 إلى 16 أبريل الجاري، نموذجًا بارزًا للتظاهرات الاقتصادية التي تُسهم في ترسيخ مكانة المغرب كقطب رقمي رائد في إفريقيا.

ويرى خبراء أن أهمية هذه التظاهرات تتجاوز مجرد العروض التجارية، إذ تُشكل فرصة لتسليط الضوء على الكفاءات الشابة المغربية والشركات الناشئة، وتعزيز التعاون جنوب-جنوب في مجالات الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، والتكنولوجيا المالية.

إعلان كيف تعزز التظاهرات الاقتصادية مكانة المغرب في الابتكار الرقمي بإفريقيا؟

ومن خلال تنظيم فعاليات مثل “جيتكس أفريقيا” يعزز المغرب مكانته كفاعل رئيسي في الاقتصاد الرقمي، مدعومًا بإستراتيجية “المغرب الرقمي 2030” التي تهدف إلى تسريع التحول الرقمي ودعم المقاولات الناشئة.

ويؤكد محمد جدري، الخبير الاقتصادي، أن تنظيم التظاهرات الاقتصادية الكبرى، مثل “جيتكس أفريقيا”، يُعد رافعة أساسية للاقتصاد الوطني المغربي، خاصة في مجالي التحول الرقمي وريادة الأعمال.

وأبرز جدري، ضمن تصريح لجريدة النهار، أن طموح المغرب ليكون منصة إفريقية رائدة، ولاسيما في شمال وغرب إفريقيا، يتطلب جاذبية اقتصادية تتجسد في استضافة مثل هذه الفعاليات، مشيراً إلى أن هذه التظاهرات تُعزز من مكانة المملكة كوجهة استثمارية، حيث تجذب المستثمرين وتُبرز إمكانياتها التكنولوجية، ما يُسهم في بناء اقتصاد رقمي تنافسي.

وأضاف المتحدث ذاته أن هذه الفعاليات تولد ضغطًا إيجابيًا على المملكة لتحسين بنياتها التحتية الرقمية وتطوير منظومتها التكنولوجية، معتبراً أن تنظيم حدث مثل “جيتكس أفريقيا” يفرض على المغرب مواكبة المعايير الدولية في التكنولوجيا والابتكار، ما يدفع المقاولات الوطنية إلى رفع مستوى أدائها والتخلص من النواقص؛ الأمر الذي يُحفز، حسبه، القطاع الخاص والحكومي على العمل معًا لضمان نجاح هذه التظاهرات، ما يُعزز من دينامية الاقتصاد الرقمي ويُسهم في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمملكة بحلول 2035.

وشدد الخبير الاقتصادي ذاته على أن هذه التظاهرات تُحيي النظام الاقتصادي الوطني بأكمله، إذ تُشكل منصة لتسويق الشركات الناشئة وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال بين الشباب؛ فعلى سبيل المثال “جيتكس أفريقيا” أصبح فضاءً للحديث عن الشركات الناشئة والتحول الرقمي، ما يُلهم الأفراد والمقاولات الصغيرة والكبيرة على حد سواء.

من جانبه أبرز مصطفى ملوي، رئيس المرصد الوطني للسيادة الرقمية، الدور المحوري للتظاهرات الاقتصادية الكبرى في ترسيخ مكانة المغرب كمنصة رائدة للابتكار الرقمي وريادة الأعمال في إفريقيا، مؤكداً أن هذه الفعاليات تُتيح للمملكة فرصة عرض بنيتها التحتية الرقمية المتطورة، وكفاءاتها الشابة، وقدراتها التكنولوجية، ما يُعزز من جاذبيتها كوجهة استثمارية؛ فضلا عن إسهامها في بناء شراكات إستراتيجية مع فاعلين دوليين، ما يفتح آفاقًا جديدة للشركات المغربية الناشئة ويُعزز من مكانة المغرب كبوابة للأسواق الإفريقية.

وأضاف ملوي، في حديث لجريدة النهار، أن هذه التظاهرات تُحفز المقاولات الناشئة المغربية من خلال توفير منصات لعرض ابتكاراتها، وتجذب الاستثمارات الأجنبية، مع إبراز دور المغرب كبوابة ولوج للأسواق الإفريقية في المجال الرقمي.

وأشار رئيس المرصد الوطني للسيادة الرقمية إلى أن المشاركة الواسعة للفاعلين الحكوميين والاقتصاديين في هذه الفعاليات تعكس الرؤية الملكية الطموحة لجعل المغرب قطبا قاريا في مجالات الابتكار والتحول الرقمي.

زر الذهاب إلى الأعلى