قيوح يستعرض تجربة المغرب في تطوير النقل الجوي خلال مؤتمر “الإيكاو”

استعرض عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجستيك، اليوم الخميس في العاصمة القطرية الدوحة، الإنجازات والمشاريع التي انخرط فيها المغرب لتحسين وتجويد خدمات النقل الجوي والتجهيزات المرتبطة به، وأكد التزام المملكة بمواصلة العمل مع منظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو” وباقي الفاعلين لتعزيز الابتكار وتحقيق شمولية أكبر.

وقال قيوح في كلمة ألقاها في اليوم الأخير من فعاليات مؤتمر تسهيل النقل الجوي 2025 لمنظمة الطيران المدني الدولي، الملتئم تحت شعار: “تسهيل مستقبل النقل الجوي: التعاون، الكفاءة، الشمولية”، إن المغرب أطلق “برنامجاً جديداً يهدف إلى تحسين تجربة المسافرين في المطارات، يرتكز على تسريع الإجراءات وتقليص زمن المعالجة”.

إعلان قيوح يستعرض تجربة المغرب في تطوير النقل الجوي خلال مؤتمر "الإيكاو"

وأوضح أن البرنامج الجديد يستهدف تقليص المدة الزمنية لانسيابية المسافرين، من خلال اعتماد تقنيات رقمية متقدمة، وتحسين التنسيق بين مختلف المتدخلين في سلسلة السفر، وذلك انطلاقا من الرؤية المستقبلية التي تعتمدها المملكة المغربية.

وسجل المسؤول الحكومي أن هذه الرؤية تعتمد نهجا متكاملا يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية، يتمثل الأول في التحول الرقمي من خلال اعتماد التسجيل الإلكتروني لتقليل أوقات الانتظار، وتطبيق البوابات الذكية والوثائق البيومترية لتيسير المرور، بالإضافة إلى تعزيز أنظمة المعلومات المسبقة عن المسافرين (API/PNR) لضمان تعزيز أمن الطيران.

وزاد قيوح أن المحور الثاني من الرؤية يتعلق بتعزيز الإطار القانوني والتنظيمي، إذ تم إصدار “القانون رقم 40-13 المتعلق بالطيران المدني، والمرسوم رقم 2.15.259 الذي ينظم عمل لجنة تسهيل النقل الجوي الوطني، بالإضافة إلى اعتماد برنامج تسهيل النقل الجوي الوطني لضمان تنسيق أكثر فاعلية بين الجهات المعنية”.

وذكر المتحدث أن المحور الثالث يهم تعزيز التعاون بين الشركاء الدوليين والوطنيين، حيث تم إنشاء لجان تنسيق وطنية ومحلية تضم سلطات الطيران المدني والأجهزة الأمنية وشركات الطيران ومقدمي الخدمات، بهدف تنسيق الجهود وضمان أعلى مستويات التكامل والكفاءة في العمليات.

قيوح يستعرض تجربة المغرب في تطوير النقل الجوي خلال مؤتمر "الإيكاو"

وشدد قيوح على أن نجاح جهود تيسير النقل الجوي يعتمد أساساً على “التعاون الوثيق بين جميع الشركاء الدوليين”، مؤكدا التزام المملكة المغربية بـ”مواصلة العمل مع منظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو” وباقي الفاعلين لتعزيز الابتكار وتحقيق شمولية أكبر وضمان تجربة سفر سلسة وآمنة للجميع”.

كما اعتبر أن النقل الجوي عنصر أساسي في تعزيز الاقتصادات الوطنية والدولية، لافتا إلى أنه مع التطورات المتسارعة في هذا القطاع، أصبح من الضروري “تحديث البنى التحتية وتبسيط الإجراءات لضمان تجربة سفر آمنة وسريعة وسلسة”.

وإيمانا من المملكة المغربية بالدور الاستراتيجي للنقل الجوي في تعزيز التنمية الاقتصادية والتواصل بين الشعوب، أفاد قيوح بأنها تظل “شريكا فاعلا ومسؤولا في المجتمع الدولي، ونؤكد التزامنا التام بالتعاون مع منظمة الإيكاو لتحقيق الأهداف المشتركة لتيسير النقل الجوي، وتحسين كفاءة العمليات، وضمان أعلى معايير الأمن والسلامة للمسافرين”.

وأشار المسؤول الحكومي إلى أن اختيار المغرب لاستضافة النسخة الخامسة من “الندوة العالمية لدعم التنفيذ” (GISS) في مجال الطيران المدني، التي ستنعقد في أبريل من العام المقبل بمراكش، سيكون “فرصة هامة لتعزيز التنسيق الدولي وتبادل الخبرات بهذا الخصوص”، مذكرا بالفعاليات والتظاهرات العالمية والإقليمية التي استضافها المغرب في إطار العمل المشترك مع الإيكاو.

قيوح يستعرض تجربة المغرب في تطوير النقل الجوي خلال مؤتمر "الإيكاو"

كما أكد أن المغرب يواصل تحت قيادة الملك محمد السادس تنفيذ مشاريع “طموحة لتطوير البنية التحتية للمطارات وتعزيز قدراتها الاستيعابية، ومن أبرزها توسيع 7 مطارات بسعة تبلغ 42 مليون مسافر”، كاشفا أن هذا الاستثمار الاستراتيجي تطلب استثمارات ناهزت قيمتها 3 مليارات دولار، وذلك في سياق التحضيرات الكبرى التي يقوم بها المغرب لاستضافة أحداث رياضية عالمية مثل كأس الأمم الأفريقية 2025 وكأس العالم 2030.

وأشار قيوح إلى أن هذه الاستثمارات ستمكن من رفع الطاقة الاستيعابية لمطارات المملكة من 38 مليون مسافر إلى 80 مليون مسافر بحلول سنة 2030، معلنا أن المغرب يفخر بمصادقته أخيرا على “البروتوكول المعدل للمادة 50 (أ) من اتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي، مما يعكس التزام بلادنا بتحديث الإطار القانوني الدولي وتعزيز تمثيلية مختلف المناطق داخل مجلس منظمة الإيكاو”.

زر الذهاب إلى الأعلى