مقاولات ناشئة تستثمر “تشبيك جيتكس” في تطوير ريادة الأعمال الشبابية

بجولة بسيطة في أروقة “جيتكس” المختتمة ثالثة دوراته الإفريقية، أمس الأربعاء في مراكش، يتبين حجم استفادة مجتمع المقاولات الناشئة المغربية، النشيطة في مجالات متعددة من السياحة إلى الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، من مستويات النضج وفعالية التشبيك وفرص الاحتضان التي بات يتيحها منذ انطلاقته سنة 2023.

حسب معاينة جريدة النهار خلال جولة لها، ترددت “أصداء إيجابية” من داخل الفضاء المخصص للمقاولات الناشئة، والذي عرف مشاركة حوالي 880 شركة ناشئة؛ منها مائتا شركة مغربية استفادت من مبادرة “موروكو 200 Morocco”، التي استهدفت من ورائها دعم المقاولات الناشئة المغربية وتعزيز حضورها القاري والدولي، خاصة في مجالات واعدة كالذكاء الاصطناعي.

إعلان

وكان لقاء جمع، على هامش المعرض، المسؤولة الحكومية الوصية على القطاع مع أصحاب المقاولات الناشئة التي تم اختيارها للمشاركة في هذه المبادرة.

وضمت قائمة المقاولات المنتقاة، في دورة هذه السنة، 34 مقاولة ناشئة أسستها نساء وشابات؛ فيما استحوذ قطاع الذكاء الاصطناعي على النسبة الأكبر من المشاريع (13 في المائة).

مبادرة “موروكو 200″، التي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع وكالة التنمية الرقمية، تضمنت دعما ماليا يغطي 95 في المائة من تكاليف استئجار أجنحة العرض للمقاولات الناشئة المشاركة في معرض “جيتكس إفريقيا المغرب 2025″.

كما حظي أصحاب هذه المقاولات بـ”تكوينات تحضيرية” بالشراكة مع مستثمرين وموجهين ومُسرعي مشاريع، لتعزيز قدراتهم على عرض مشاريعهم بفعالية وإعدادهم لتوقعات السوق.

وقال صاحب مقاولة ناشئة مغربية شاركت في “جيتيكس مراكش 2025″، في حديث لجريدة جريدة النهار، إن “فعاليات جيتكس إفريقيا هذا العام قد وفرت لنا كشباب منصة للمقاولات الناشئة المغربية للتواصل مع المستثمرين والشركاء الدوليين، منوها إلى مبادرة برمجة أجندة المعرض من “تنظيم أكثر من 600 لقاء بين الشركات الناشئة والفاعلين في المجال التكنولوجي”.

وبعد اقتحامه عددا من مجالات النشاط الإنساني، يخطو الذكاء الاصطناعي بثبات نحو “تغيير قواعد اللعبة في قطاع السياحة”؛ فالمقاولات الناشئة المغربية في هذا المجال “تستخدم الذكاء الاصطناعي لخلق تجارب سفر أكثر ذكاء وتخصيصا للزوار المحليين والدوليين على حد سواء”، وفق ما توفر لجريدة النهار من معطيات.

وبشكل ملحوظ تزايَدَ “تحديد أفضل الوجهات وتخصيص تجارب السفر بناء على الاهتمامات والميزانيات على عكس منصات السفر العامة”.

في هذا الإطار، أكد أشرف لعقيسي، الرئيس التنفيذي لشركة مغربية ناشئة في مجال السفر بالذكاء الاصطناعي، أنه “يُمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة السياح على تجنب عمليات الاحتيال في المتاجر المحلية”، مع ميزة “ضمان عدم المبالغة في الأسعار المقترحة”.

بدورها، تَستخدم بعض المقاولات المغربية الناشئة الذكاء الاصطناعي لغرض “مساعدة المزارعين على زيادة المحاصيل وتقليل الخسائر”؛ بل وإمكانية “اكتشاف أمراض المحاصيل في وقت مبكر”.

وقال محمود البويحياوي، الرئيس التنفيذي لشركة ناشئة تركز على الزراعة، متحدثا للجريدة: “يمكن للذكاء الاصطناعي اكتشاف الأمراض في أجزاء من الثانية وزيادة الإنتاج وإعطاء حلول عملية للمزارعين”.

ولم يسلَم الذكاء الاصطناعي من تأثيره على المجال القانوني؛ وهو ما أوضحه سعد لشهب، المدير التقني لشركة قانونية مغربية ناشئة، لجريدة النهار بقوله إن “الذكاء الاصطناعي في المجال القانوني يساعد في تحليل النصوص القانونية المعقدة، وتبسيطها حتى يتمكن الشخص العادي من فهمها(…)”.

وصار، حسب المصرح، بإمكان الذكاء الاصطناعي “تفسير النصوص القانونية المعقدة والتفاعل معها وشرحها؛ مما يوفر الوقت لكل من الخبراء والجمهور”.