استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يشعل الغضب في المغرب

قابلت قيادات سياسية ومدنية مغربية بالتنديد والغضب استئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة على إيقاع تعثر مفاوضات كانت جارية حول مقترح أمريكي محدّث لوقف إطلاق النار، معتبرين أنه “بمثابة إعادة عداد الشهداء من الفلسطينيين للدوران، بما يشكل تنفيذا قسريا لخطة ترامب لتهجيرهم من البقعة الفلسطينية المحاصرة، بعدما لاقى رفضا شعبيا عربيا واسعا”.

وأكدت القيادات عينها أن “الخطة المرفوضة والتصريحات الإسرائيلية السابقة بشأن سقف الحرب التي كانت معلّقة كلها كانت مؤشرات على أن استئناف الحرب على غزة قادم لا محالة”، مبرزة أنه “في ظل تنصل إسرائيل مرة أخرى من اتفاق وقف إطلاق النار، يتبيّن أن مخرج هذه المعركة هو تحقيق أحد الطرفين النصر النهائي”.

إعلان استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يشعل الغضب في المغرب

وتجيء الغارات التي شنتها الطائرات الإسرائيلية، الثلاثاء، على قطاع غزة، مخلفة أكثر من 400 شهيد، بعد تعثر مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين منذ نهاية الأولى في مطلع الشهر الجاري. وبالرغم أن فصائل المقاومة الفلسطينية أعلنت الجمعة موافقتها على مقترح لإطلاق رهائن إسرائيليين في هذا الإطار، فإن عدم توافقها وإسرائيل بشأن مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف دفع في اتجاه عودة الحرب.

ولاقت الخطوة الإسرائيلية انتقادات من لدن فعاليات عربية ومغربية؛ فوصفتها المبادرة المغربية للدعم والنصرة “باستئناف الاحتلال الصهيوني عمليات الإبادة الجماعية للمدنيين في قطاع غزة في انقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار”، الذي جاء “بعد حصار مطبق على غزة وتجويع لأهلها منذ بداية شهر رمضان، وإغلاق كل المعابر ووقف دخول المساعدات الإنسانية”، معلنة الاحتجاج، اليوم الثلاثاء، أمام مقر البرلمان بالرباط، وفي مدن مغربية عديدة.

سقف مفتوح

جمال العسري، الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، أشار إلى أن “اليمين الإسرائيلي المتطرف كانت له دائما المصلحة في استئناف حرب الكيان الدموية على قطاع غزة”، مستحضرا أن “وزير دفاعه يسرائيل كاتس أخبر رئيس الأركان الجديد لدى تعيينه بأن سقف سلفه يجب أن يكون هو الحد الأدنى بالنسبة إليها؛ ما يعني أن كل الخطوط فتحت أمامه، وبإمكانه أن يعيث فسادا وقتلا في الفلسطينيين”.

وعدّ العسري، ضمن تصريح لجريدة النهار، أن “عودة إسرائيل إلى قصف قطاع غزة تعني أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدما لم تستطع فرض الاستسلام على المقاومة الفلسطينية عادت إلى الحرب”، مستذكرا “مؤشرات مؤكدة؛ ضمنها تهديد الجمهوري بفتح أبواب جهنم والجحيم على القطاع، ومقترحه بشأن تهجير سكانه منه، والإنذار الأخير لمبعوثه ستيف ويتكوف قبل يومين بأن حماس والفصائل الفلسطينية لديهما آخر فرصة”.

وانتقد الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد “عدم احترام المواثيق الدولية أو إعارتها أدنى اهتمام من خلال استئناف الحرب الدموية على البقعة الفلسطينية المحاصرة”، متأسفا لأن ذلك “يتم في ظل صمت مطبق للعالم العربي؛ فقرارات جامعته ومنظمة التعاون الإسلامي في هذا الجانب لا يتم تطبيق حتى حدها الأدنى”.

نسف اتفاق

وقال أوس الرمال، رئيس حركة التوحيد والإصلاح بالمغرب، إنه “باستئناف الحرب على غزة فإن العالم أمام معاكسة ما كان يعد به الرئيس ترامب قبل صعوده بأنه يريد وقف جميع الحروب وإحلال السلام”، مؤكدا أنه “يعني أن الإسرائيليين لجؤوا مرة أخرى إلى دأبهم في نكث الوعود؛ فنسفوا اتفاق وقف إطلاق النار، وعادوا إلى التقتيل بطريقة بشعة في جنح الظلام”.

وأوضح الرمال، ضمن تصريح لجريدة النهار، أن “ذلك يتم في وقت تعيش فيه غزة أساسا في ظلام دامس، ليلا ونهارا”، مشددا على أن “عودة عداد الشهداء للدوران يجسد حقيقة أن الصهاينة لا يبحثون عن السلم، وأن خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من القطاع يبدو أنها تنفذ بشكل قسري خصوصا بعد الرفض العربي الذي كانت لاقته”.

وبشأن المخرج من أطول حرب في تاريخ غزة، قال المصرح إن “كلا طرفيها أصبحت بالنسبة إليهم متعلقة بالوجود؛ فبالنسبة للصهاينة تجدهم يدركون بأن انهزامهم فيها يعتبر نذير شؤم، في مقابل اعتقاد الفلسطينيين بالأمر ذاته، خصوصا أن الأمر يتصل بأرضهم في نهاية المطاف وليس لهم مكان ليذهبوا إليه ويعيشون فيه”.

اعتبارا لذلك، خلص الرمال إلى أن “المعركة ستستمر حتى تحقيق النصر النهائي من منظور الإسرائيليين، وكذلك الأمر بالنسبة لفصائل المقاومة الفلسطينية، هذه الأخيرة التي ظلت ثابتة رغم الفرق الشاسع في القوة والعتاد”، مشددا على أن “الصهاينة لا يحاربون هذه الفصائل وإنما يتعمدون قتل النساء والأطفال ليضغطوا عليها من خلال ذلك”.

وقالت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية إنها “تتابع بغضب شديد استئناف الكيان الصهيوني المجرم لحرب اﻹبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل ومواصلته لحصاره المطبق على غزة في انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار وللقانون الدولي”.

وأوردت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في بيان لها، أن استئناف حرب الإبادة أدى، إلى حد اﻵن وفي ليلة واحدة، إلى أزيد من 400 شهيد وشهيدة والمئات من الجرحى أغلبهم من اﻷطفال والنساء في أحد أكبر المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني منذ انطلاق طوفان الأقصى”.

وندّد البيان، الذي وقّعه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بـ”أشد وأقوى العبارات بالعدوان الصهيوني الوحشي وبخرقه السافر لاتفاق وقف إطلاق النار”، مؤكّدا أن “هذا الكيان الخبيث يثبت مرة أخرى، وللمرة الألف، بأنه كيان دموي مارق ومجرم، لا يعترف ولا يكترث باتفاقات ومواثيق ولا يؤمن بالسلام”.

زر الذهاب إلى الأعلى