تأثيرات فورية لتقلبات الذهب.. و”المَصوغ” بالمغرب يناهز الألف درهم

أفادت مصادر مهنية من قطاع الحلي والمجوهرات أن ارتفاع أسعار معدن الذهب إلى مستويات غير مسبوقة عالميًا كانت له “تأثيرات فورية في السوق المغربية” وسط حالة مسيطرة من “عدم اليقين”.

وأكدت مصادر مهنية عليمة لجريدة جريدة النهار الإلكترونية “حدوث ارتفاعات يرتقب أن تستمر خلال الأسابيع القليلة المقبلة في السوق الوطنية لتجارة الذهب والمجوهرات”، رغم استمرار “حالةٍ من الركود التجاري بصمت أيام شهر رمضان الجاري”، حسب إفادة رئيس الفيدرالية المغربية للصياغين، التي تضم جمعيات مهنية في قطاع الحلي والمجوهرات.

وتبعاً لتأثير تجاوز “المعدن الأصفر” النفيس قمةً قياسية جديدة نهاية هذا الأسبوع، فإن سعره الخالص من “عيار 24” ناهز، اليوم السبت، في أسواق ومتاجر المغرب 800 درهم للغرام الواحد (797,50 درهماً بالتحديد)، حسب المصادر التي تحدثت لجريدة النهار.

ولفتت المصادر ذاتها إلى أن “سعر المجوهرات المصوغة من الذهب تراوحت خلال اليوم نفسه بين 850 درهماً و1000 درهم للغرام المصوغ”.

المختار كرومي، مهني وباحث متابع لمجال الذهب وتطوراته، أكد بدوره ان “المعدن الأصفر ما زال محافظاً على قيمته بأبعادها الثلاثة، النقدية والادخارية وكذا الاستثمارية”، مضيفا أن “تتبع تقلباته منذ زمن ما بعد كورونا كان له تأثيره، خاصة في أوساط المستثمرين لأنهم يعتبرونه من أكثر الأصول المالية ملاذاً، فضلا عن إمكانياته لضمان التحوّط من تقلبات الأسواق المالية العالمية في ظل سياسة تجارية جمركيّة متشددة بدأ بها الرئيس الأمريكي ترامب ولايته الثانية”.

ولم يستبعد كرومي، في تصريح أدلى به لجريدة جريدة النهار، احتمالات كبيرة لمنحى ارتفاع سعر الذهب “قد يستمر خلال الأشهر المقبلة إذا استمرت هذه الاتجاهات الاقتصادية العالمية المطبوعة بالخشية من إشعال فتيل عودة التضخم إلى مستويات مؤثرة على استهلاك الأسر كما المقاولات”.

وأضاف المتحدث، الذي يشغل أيضاً رئاسة جمعية الصياغين التقليديين بجهة الدار البيضاء- سطات، أن “الذهب يلعب دورا حاسماً خلال فترات الأزمات، حيث تظهر دراسات تاريخية لمسار تقلبات الأسعار العالمية للذهب أن وتيرة زيادة أسعاره تضاعفت منذ سبعينيات القرن العشرين، ولم تعد تنتظر تغييرات كبيرة دورية في السعر خلال عقد أو عقدين من الزمن”.

ويظل الرابع عشر من مارس “تاريخاً مفصليًا” بالنسبة للذهب ومجتمع المستثمرين والبنوك المركزية العالمية، إذ تجاوز مستوى 3000 دولار للأونصة للمرة الأولى، مدفوعاً بحالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية، والتخوف من أن تدفع التوترات التجارية الأسعار إلى الارتفاع، إلى جانب تزايد التوقعات بتخفيف السياسة النقدية من جانب الاحتياطي الفيدرالي.

وصعد سعر الذهب الفوري بنسبة 0.50 بالمائة ليصل إلى 3002.72 دولار للأوقية (الأونصة)، وهو ثاني ارتفاع أسبوعي على التوالي، محققاً “مكاسب بنسبة 2.5 بالمائة حتى الآن”.

Exit mobile version