
مفاوضات لتفادي تداخل الطماطم المغربية مع الفرنسية في الأسواق
تفاعلا مع تداول الإعلام الفرنسي أنباءً بشأن ترقب التوقيع على اتفاق بين ممثلي منتجي الطماطم المغاربة والفرنسيين، منتصف مارس الجاري، “لمنع تداخل إنتاج كليهما بفرنسا خلال موسم الطماطم الفرنسية”، أكدت الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية لجريدة جريدة النهار الإلكترونية أن اجتماعات عقدت بين الطرفين، على هامش معرض باريس للفلاحة، “طرحت مسألة توقيع اتفاق في التاريخ المذكور، غير أن التاريخ والمقتضيات لم يحسم فيها نهائيا حتى الآن”.
الإعلام الفرنسي كان تحدث، أسبوعا بعد نهاية المعرض الدولي للفلاحة بباريس، عن التوقيع على اتفاق بين الطرفين، يهدف إلى “التوافق بشأن الموسمية؛ بحيث لا تتداخل الطماطم الكرزية المغربية والفرنسية على أرفف المتاجر خلال الموسم الفرنسي”، وفقا لموقع “REUSSIR” الفرنسي المتخصص في الخضراوات والفواكه.
وأفاد المصدر نفسه بأن رئيس اتحاد “خضراوات فرنسا” Les Légumes de France صرّح بأنه “عقدت ما لا يقل عن أربعة اجتماعات بين ممثلي المنتجين (للطماطم)، الفرنسيين المغاربة، بين أبريل 2024 (معرض الزراعة في مكناس، المغرب) وموعد معرض الزراعة 2025 في باريس”، مؤكدا أن الاتحاد يعمل مع عضوه جمعية منظمات منتجي الطماطم والخيار في فرنسا “على هذه القضية منذ فترة طويلة”.
وأوضح المتحدث أن الهدف الرئيسي من هذه الاجتماعات هو “التوصل إلى اتفاق لتجنب أن تؤثر الطماطم الكرزية المغربية على السوق الفرنسية في بداية الموسم”، موردا أنه من المقرر التوقيع على الاتفاق المذكور في الرباط بالمغرب.
تفاهمات جمعيات
مقدما معطيات تفصيلية أكد رشيد بنعلي، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير)، أنه “على هامش معرض باريس الدولي للفلاحة التقى، بالفعل، منتجون مغاربة للطماطم مع نظرائهم الفرنسيين، بحضور كومادير”، مردفا بأن “الجمعية المغربية لمنتجي ومصدري الخضر والفواكه ‘APEFEl’، الكائنة بأكادير، جلست إلى طاولة النقاش مع نقابات وجمعيات المزارعين المنضوية تحت لواء الاتحاد الفرنسي المذكور”.
وكشف بنعلي، ضمن إفادات خاصة لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، أنه “دار الحديث بين المجتمعين المغاربة المنتجين للطماطم ونظرائهم الفرنسيين حول إمكانية توقيع اتفاقية في ما بينهم منتصف شهر مارس الجاري”، مبرزا أنه “لا شيء محسوم حتى الآن، ولا وجود لمؤشرات تحسم بأن الاتفاقية سوف توقع في هذا التاريخ بالضبط”.
وأوضح رئيس “الباطرونا الفلاحية” أن “الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية حضرت نقاشات منتجي الطماطم المغربية ونظرائهم الفرنسيين، غير أنها لا تتدخل نهائيا في شؤون الطرفين أو التفاهمات بينهما”، مضيفا: “هذا الموضوع لا نريد التدخل فيه لأنه يرتبط بأمور سياسة بين المغرب وأوروبا؛ وذلك في نهاية المطاف حتى نتفادى خلق مشاكل بين الطرفين”.
وبشأن صحة “توخي الاتفاق المزمع أساسا منع تداخل الطماطم المغربية والفرنسية على أرفف المتاجر الفرنسية خلال بداية الموسم الفرنسي” شدد المسؤول المهني نفسه على أنه “لم يتم توقيع أي اتفاق بعد؛ ووحدهم الفرنسيون من يتحدثون عن هذا الهدف”.
وبحسب المصدر نفسه فإن الاجتماعات التي عقدتها “كومادير” على هامش معرض باريس الدولي للفلاحة “لم يكن بينها ما خصص لموضوع صادرات الطماطم المغربية بفرنسا”، هذا الموضوع الذي يثير قلق المنتجين الفرنسيين.
“نهاية توترات؟”
في مجال الفواكه والخضراوات، وفق موقع “REUSSIR” الفرنسي المتخصص، “تركزت التوترات مع المغرب بشكل رئيسي حول الطماطم”، مستحضرا أنه “لفترة طويلة ظل السوق متوازنًا، حيث كانت الطماطم المغربية تصل في موسم غير موسم الطماطم الفرنسية”، مستدركا بأن “تطور قطاع الطماطم الكرزية، سواء في فرنسا أو المغرب، بالإضافة إلى توسع الإنتاج في جنوب المغرب، غيّر المعادلة”.
ويدفع المصدر نفسه بأن “الطماطم الكرزية المغربية التي تُزرع اليوم في بيوت محمية غير مدفأة، وتُروى بمياه البحر المحلاة في جنوب المملكة، بتكلفة عمالة وإنتاج إجمالية أقل بكثير من تلك الموجودة في فرنسا، تتواجد على أرفف المتاجر الفرنسية في بداية الموسم الفرنسي بأسعار لا يمكن للمنتجين الفرنسيين بالطبع منافستها”، ويردف: “تم الشروع في تهدئة هذه التوترات”، خصوصا مع إعادة تفعيل اللجنة المشتركة الفرنسية المغربية للفواكه والخضراوات، بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب، نهاية أكتوبر الماضي.
وأكد الموقع أن مهنيي قطاع الطماطم الفرنسيين يصرون، من خلال الجمعية والاتحاد الفرنسيين المذكورين، على أنهم “سيظلون في حالة تأهب حتى يتم التوصل إلى هذا الاتفاق الثنائي”.
جدير بالذكر أن حجم “انزعاج مزارعين فرنسيين من صادرات الطماطم المغربية” كان وصل باتحاد التنسيقية الريفية (Coordination Rurale)، وهو منظمة يمينية تلم المزارعين الفرنسيين، إلى التأكيد قبل افتتاح النسخة المنقضية من معرض باريس للفلاحة أنه سوف يستغلها “لإيصال رسالته بشأن التحرك ضد الطماطم المغربية، وإنهاء الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والمملكة”.