الزراعة المحمية تثير التفاؤل بالمغرب

أظهر تقرير استطلاعي حديث تفاؤل المصدرين المغاربة بارتفاع إنتاج البيوت الزراعية المحمية (البلاستيكية) خلال سنة 2025 بأكثر من نقطة مقارنة بالسنة التي قبلها، وسط تسجيل قفزة ملحوظة في صادرات الطماطم المزروعة داخل هذه البيوت، طيلة العقد الأخير، لتصل إلى 700 ألف طن، وكذلك ارتفاع صادرات الخيار المنتج بهذه المنشآت إلى 28 ألف طن، في 2024.

وبيّن تقرير “التحديث العالمي عن البيوت البلاستيكية لسنة 2025.. نظرة إيجابية للإنتاج”، المبني على استطلاع أنجزته المجموعة البنكية متعددة الجنسيات “Rabobank”، التي تتخذ من هولندا مقرا لها، أنه بسؤال مصدري صناعة البيوت المحمية، أو ما يصطلح عليها كذلك بالدفيئات الفلاحية، عن توقعاتهم بشأن الفرص خلال السنة الجارية، كانت “النظرة إيجابية بشكل خاص في منطقتين”، إحداهما شمال إفريقيا، أساسا المغرب والجزائر وتونس.

وكشفت معطيات التقرير ذاته، اطلعت عليه جريدة النهار، في هذا الصدد أن توقعات المصدرين بشمال إفريقيا، بمن فيهم المغاربة، بشأن الفرص المذكورة، ارتفعت بـ1,1 نقطة خلال سنة 2025 مقارنة بالسنة التي قبلها. فيما كانت أيضا “المشاعر في أمريكا الشمالية (كندا، الولايات المتحدة، والمكسيك) إيجابية بشكل واضح”، وفقا للمصدر نفسه.

واستنادا إلى ما توصلت إليه عبر الاستطلاع، أفادت المجموعة البنكية المذكورة بأن “مصدري صناعة البيوت المحمية (البلاستيكية) العالمية، (بما في ذلك أولئك الذين يقدمون البذور والتكنولوجيا والخدمات الاستشارية وخدمات البناء)، يتمتعون بنظرة إيجابية تجاه الوضع الاقتصادي”؛ إذ إن الاستطلاع، كشف عن “تقييمهم المشاعر الحالية في صناعة البيوت البلاستيكية العالمية بـ 6.7 على مقياس من 1 إلى 10”.

على صعيد متصل، أكد التقرير أن إنتاج البيوت البلاستيكية بالمغرب من المنتجات الزراعية “جاهز لمزيد من النمو المستدام”، مبرزا أن “شمال إفريقيا هي واحدة من أكثر المناطق التي يتم النظر إليها بإيجابية فيما يتعلق بفرص البيوت المحمية، وفقا لاستطلاعنا، وهو ما ينعكس في أداء الصادرات المغربية”.

في هذا الإطار، أظهرت المعطيات الإحصائية التي طالعتها جريدة النهار ضمن الوثيقة نفسها، والمجمعة من بحث المجموعة وتقارير مؤسسات دولية مختصة، أن صادرات المغرب من الخيار المزروع داخل البيوت البلاستيكية ارتفعت من حوالي 8 آلاف طن خلال سنة 2014 إلى حوالي 28 ألف طن سنة 2024، واستأثرت بالجزء الأكبر منها أساسا إسبانيا والمملكة المتحدة وموريتانيا.

أما بشأن صادرات المملكة من طماطم الدفيئات الفلاحية، فقد انتقلت من حوالي 500 ألف طن سنة 2014 إلى أكثر من 700 ألف طن سنة 2024، وفقا للمعطيات ذاتها التي كشفت أن الوجهات الرئيسية تشمل أساسا كلا من المملكة المتحدة وهولندا وفرنسا وموريتانيا وإسبانيا.

وأفادت “رابو بنك” بأن “هذا النمو يتم دفعه من خلال الطلب من الأسواق الإسبانية والبريطانية”، مبرزة أن “الخيار المغربي أصبح أكثر تنافسية مقارنة بالخيار الإسباني”.

وأكدت في هذا الصدد أنه “في سنة 2018، كان متوسط سعر الاستيراد للتأمين والشحن للخيار في المملكة المتحدة 1.17 دولارا أمريكيا للكيلوغرام بالنسبة للمغرب، و1.14 دولارا أمريكيا للكيلوغرام بالنسبة لإسبانيا”، غير أنه “بحلول عام 2023، ارتفعت هذه الأسعار إلى 1.45 دولارا أمريكيا و1.79 دولارا أمريكيا (للكيلوغرام دائما) على التوالي”.

كما أظهر “التحديث العالمي عن البيوت البلاستيكية لسنة 2025.. نظرة إيجابية للإنتاج” أن المغرب أصبح “أكثر تنافسية” في صادرات الفلفل، حيث “نمت بمتوسط 6% سنويا خلال العقد الماضي، مع بقاء إسبانيا الوجهة الرئيسية”.

وتوقع التقرير ذاته أن “يشهد إنتاج الدفيئات الفلاحية في المغرب مزيدا من النمو بفضل انخفاض تكاليف التشغيل، ووجود شركات كبيرة ذات خبرة، ودعم الحكومة”، مستدركا بأنه “مع ذلك، ستستمر التحديات مثل ضغوط الأمراض، وتوافر المياه، والأحداث الجوية المتطرفة”.

وفي هذا الجانب، استحضر المصدر نفسه “موجة الحر سنة 2023 التي أثرت بشكل كبير على صادرات الطماطم، في مواجهة قطاع البيوت المحمية بالمملكة”، موردا أنه لذلك، “يُعتبر التركيز على الاستدامة البيئية والاجتماعية، بالإضافة إلى إدارة المخاطر (المناخ، الآفات، والأمراض)، أمرا ضروريا للحفاظ على هذه القصة الناجحة”، للبيوت الزراعية البلاستيكية المغربية.

Exit mobile version