استوردت رومانيا، من خلال شركة “Seefco”، أكثر من 30 ألف طن من الأسمدة التي وصلت إلى البلاد على متن سفينة “Basic Island”، أمس الثلاثاء، عبر ميناء كونستانتا المطل على البحر الأسود، حسب ما أفادت به وسائل إعلام رومانية.
وأضافت المصادر ذاتها أن السفينة سالفة الذكر تصل حمولتها إلى 38 ألف طن من الأسمدة المركبة، موزعة على ثلاثة أنواع، فيما من المتوقع أن تصل إلى المستودعات خلال الأيام القليلة المقبلة لتلبية احتياجات المزارعين الرومانيين.
وأكد غابرييل يونيسكو، المدير العام لشركة “Seefco”، في تصريحات صحافية لموقع “أكرو إنتيليجنتا”، أن الشركة تعاقدت بالفعل على أكثر من ثلثي الشحنة القادمة من المغرب، فيما يُنتظر بدء عمليات التوزيع على العملاء فور الانتهاء من الإجراءات على مستوى الميناء.
وتوقع المتحدث ذاته أن “تنتهي عملية تسليم الكميات المتعاقد عليها في غضون أسبوعين”، مشددًا على أنه “رغم استمرار عملية استيراد الأسمدة من الخارج إلا أن الكميات التي جرى استيرادها حتى الآن أقل بكثير مما كانت عليه في السنوات السابقة”.
وأشار المدير العام للشركة الرومانية سالفة الذكر إلى أن تأخر الطلب على الأسمدة هذا العام أدى إلى ارتفاع أسعارها ونقص الكميات المتاحة في السوق، معتبرًا في هذا الصدد أن “العديد من الأسواق قامت بشراء كميات كبيرة، ما أدى إلى تأجيل عمليات التسليم حتى شهر أبريل، وهو وقت متأخر جدًا بالنسبة للمزارعين”.
وسجل غابرييل يونيسكو استيراد بلاده حوالي 35 ألف طن من الأسمدة عبر الطرق البحرية خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، إلى جانب كميات صغيرة وصلت عبر القطارات أو الشاحنات انطلاقًا من دولة صربيا، مبرزًا أن “استهلاك الربيع من الأسمدة يصل في المتوسط إلى حوالي 300 ألف طن، أما هذا العام فقد تم استيراد وبيع 100 ألف طن فقط إلى حدود الساعة، مع وجود عقود مستقبلية على هذا المستوى”.
وحسب معطيات رسمية رومانية فقد استوردت بوخارست حوالي مليوني طن من الأسمدة الطبيعية والكيماوية ما بين شهري يناير وأكتوبر من العام الماضي، بكلفة استيراد بلغت أكثر من 730 مليون يورو. وجاءت روسيا ضمن قائمة الموردين الرئيسيين، إذ صدرت أكثر من 317 ألف طن من الأسمدة إلى رومانيا، وهو ما يمثل 16 في المائة من مجموع الكميات المستوردة.
وتشير المعطيات ذاتها إلى حلول المغرب في المركز الثاني ضمن قائمة موردي رومانيا من الأسمدة الطبيعية بأكثر من 121 ألف طن، تليه اليونان بأكثر من 107 آلاف طن، إلى جانب دول أخرى كأوكرانيا ومصر وصربيا.
وسبق لرئيس الوزراء الروماني، مارسيل شيولاكو، أن أكد في تصريحات أدلى بها للتلفزيون الرسمي لبلاده أن الأخيرة تستورد أزيد من 60 في المائة من احتياجاتها من الأسمدة، أغلبها من روسيا، التي يرى الاتحاد الأوروبي أن زيادة إمداداتها من الأسمدة إلى دوله تمثل تهديدًا للأمن الغذائي الأوروبي.
وأعلنت شركة “Seefco”، في وقت سابق، ضمن بيان على موقعها الإلكتروني الرسمي، عن دخول المجمع الشريف للفوسفاط السوق الرومانية من خلال إنشاء مركز إقليمي في البلاد، بشراكة مع مجموعة “الظهرة” الإماراتية، التي تدير أكبر المزارع في الاتحاد الأوروبي.
ومن المتوقع أن يؤسس المجمع المغربي والمجموعة الإماراتية شركة مشتركة في رومانيا برأس مال يقدر بأكثر من 5 ملايين دولار أمريكي، ستعمل على استيراد وتخزين وتوزيع الأسمدة في رومانيا والأسواق الإقليمية الأخرى.
