“الكسابة” يطالبون الحكومة بالدعم

في وقت استقبل غالبية المغاربة بفرح كبير قرار الملك محمد السادس الذي أهاب فيه بالمواطنين عدم إقامة شعيرة الذبح لهذه السنة، وهو ما ثمنته الحكومة والأحزاب السياسية، كانت فئة من المجتمع “آلمها القرار” من دون أن تبدي اعتراضها عليه، خاصة “الكسابة” الصغار الذين باتوا يواجهون “المجهول”.

فمنذ أشهر و(ر.ك)، أحد مربي الأغنام الصغار بإقليم العرائش، يعمل على رعاية وتربية القطيع الذي يقارب الثلاثين رأسا لديه، استعدادا لتسويقها في عيد الأضحى المبارك، قبل أن يأتي قرار الإلغاء لـ”يخلط كل أوراقه ويضعه في مواجهة مصير غامض”.

إعلان "الكسابة" يطالبون الحكومة بالدعم

يحكي الرجل الذي يعيش رفقة زوجته و3 أبناء بإحدى قرى الإقليم مترامي الأطراف، لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، جانبا من الأضرار التي تهدده بعد إلغاء نحر الأضحية، موردا: “صدمت بالقرار وفوجئت به، لكن لا اعتراض على أوامر ‘سيدنا’ (الملك)”.

وأضاف الشاب الذي بدا متأثرا من نبرة صوته: “المغاربة فرحون بالقرار، لكن أنا وأمثالي لا، ‘باش منكذبوش على راسنا’ (حتى نكون واضحين)”، مؤكدا أن القرار بالنسبة له “ينسف جهود وتعب أزيد من سنة من الكد والاجتهاد ليل نهار”.

وتابع الرجل: “التبن والعلف وكل شيء غال مع الجفاف، وجاء هذا القرار ليقضي على ما تبقى لدينا”، وزاد: “مصيرنا بات مجهولا، ويصعب علي أن أحتفظ بالقطيع حتى العام المقبل في غياب أي دعم من طرف الحكومة”.

وتساءل “الكساب” قائلا: “قرار ‘سيدنا’ على رأسنا، لكن أين الحكومة مما ينتظرنا ويواجهنا؟”، ومضى مناشدا العاهل المغربي: “أتمنى من ‘سيدنا’ أن يوجه تعليماته للحكومة من أجل دعم ‘الكسابة’ والفلاحين الصغار في البوادي للحفاظ على القطيع واستمرارهم في العمل”.

حال “الكساب” الصغير بإقليم العرائش لا يختلف كثيرا عن نظيره في أقاليم أخرى مثل آسفي، حيث يرى محمد الصغير من سبت كزولة، المنطقة المعرفة بتربية الأغنام، أن إلغاء العيد “ضربة قوية لـ’الكسابة’ وستجهز على الكثير منهم”، موضحا أن الحديث الرائج بخصوص “الشناقة” وتضررهم “غير صحيح”.

وقال الصغير في اتصال هاتفي مع جريدة جريدة النهار الإلكترونية إن “‘الشناق’ لم يخسر شيئا لأنه يشتري بثمن السوق ويعيد البيع، وفي جميع الأحوال يربح؛ لكن ‘الكساب’ هو الخاسر الأكبر”، مبرزا أن الأسعار تراجعت في السوق بحوالي النصف.

وأضاف “الكساب” الذي يمتلك حوالي 50 رأسا: “الأزمة ستظهر بعد 3 أشهر من الآن، لأن التحدي هو بعد تكبد ‘الكسابة’ هذه الخسائر وتراكمها على الديون التي في ذمتهم بسبب غلاء الأعلاف والجفاف كيف سيوفرون الكلأ في الأشهر الطويلة المقبلة؟”.

ودعا الصغير الحكومة إلى “التدخل بشكل عاجل من أجل طمأنة ‘الكساب’ وتقديم الدعم المناسب من أجل الحفاظ على الثروة الحيوانية، لأن الكل سيذبح إذا لم يتم التدخل ولن يبقى شيء للعام المقبل”، وتابع: “نحن أحق بـ500 درهم التي تمنح لمستوردي الأغنام من الخارج، وإذا تم إقرار دعم لـ’الكسابة’ فسيشجعهم على الاحتفاظ بالقطيع وعدم التخلص منه بأبخس الأثمان”.

زر الذهاب إلى الأعلى