بعثة مغربية تزور جنوب شرق آسيا لتعزيز صادرات الفواكه والخضروات

يستعد ما قد يصل إلى 15 مصدرا مغربيا للخضر والفواكه للالتحاق ببعثة تجارية إلى سنغافورة وماليزيا، الشهر المقبل، بتنظيم من منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)، وبتعاون مع “فود إكس المغرب”، في خطوة يراهن عليها وفق فاعلين في القطاع الفلاحي لاستكشاف الفرص التي تتيحها هذه الأسواق الجنوب شرق آسيوية للمنتجات الزراعية المغربية.

ووفق المعطيات التي وفرتها المؤسسات المنظمة، ونقلتها “إيست فروت”، فإن المبادرة تهدف إلى “ربط المغرب، وهو دولة رائدة في مجال المنتجات الطازجة والمجمدة عالميًا، بجنوب شرق آسيا، إحدى المناطق القليلة في العالم التي تشهد نموًا مستمرًا في واردات الفواكه والخضروات”.

إعلان بعثة مغربية تزور جنوب شرق آسيا لتعزيز صادرات الفواكه والخضروات

ويشمل برنامج البعثة المرتقب إيفادها عقد اجتماعات عمل بين الشركات (B2B) والمستوردين وتجار التجزئة السنغافوريين وكذا مع نظرائهم الماليزيين، في أبريل المقبل.

ويخطط المنظمون، وفق المصدر ذاته، إلى “ضم ما بين 10 و15 مستوردًا وتاجرا بالتقسيط من كل دولة لاجتماعات B2B”.

ويؤكد فاعلون ومتدخلون في القطاع الفلاحي “أهمية تنويع الأسواق، بما فيها الواقعة في جنوب شرق آسيا، خصوصا في ظل تحديات يطرحها الولوج للأسواق الأوروبية التقليدية، ضمنها التشويش المستمر من قبل تنظيمات مزارعين، أوروبية على المنتجات الزراعية المغربية، والمطالبة بوقف أو تخفيض تصديرها لبلدانهم، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال نشر ادعاءات بخصوص جودتها وسلامتها”.

في هذا الجانب استحضر رياض أوحتيتا، خبير ومستشار فلاحي معتمد، أنه “في فترة ما قبل جائحة كورونا كان المستوردون الفرنسيون والألمان يستوردون المنتجات المغربية ثم يعيدون بيعها لأسواق الدول الإسكندنافية والآسيوية وغيرها، وهو ما تغير بعدها”، مبرزا أنه مع ذلك هناك عدم رضا لدى الفلاحين الأجانب عن المنتجات الزراعية المغربية، وآخر دليل على ذلك “السخط الكبير للمزارعين الفرنسيين من تنامي صادرات الطماطم المغربية، الذي عبروا عنه بمعرض باريس”.

وأوضح أوحتيتا، ضمن تصريح لجريدة النهار، أن “تنويع الأسواق والانفتاح على الواعدة منها، كتلك الواقعة في جنوب شرق آسيا، يبقى فكرة مهمة ومحورية للنهوض بالصادرات الفلاحية المغربية”، موردا أنه “سيساهم في تسويق أكبر قدر ممكن من المنتجات الفلاحية للأسواق ذات القاعدة الاستهلاكية المهمة”.

وأكد الخبير والمستشار الفلاحي المعتمد أنه “رغم جاذبية المنتجات الزراعية المغربية، والإمكانيات الواعدة بالأسواق جنوب شرق آسيوية، يتعين على الفاعلين المغاربة أن يأخذوا بعين الاعتبار وجود منافسين كثر بهذه الأسواق، خصوصا من إيران ومصر وإسبانيا وبلدان أخرى، ما يفرض عليهم الحرص على جعل المنتج المغربي المعروض أكثر جاذبية وجودة”.

ووسط تنامي “حالة انزعاج” المزارعين الأوروبيين، خصوصا الفرنسيين والإسبان، من تنامي صادرات عدة منتجات فلاحية مغربية، أبرزها الطماطم و”الدلاح”، يرى إبراهيم الزين، مزارع للبطيخ الأحمر بزاكورة، أحد مصدري هذه المادة، أن “التاجر يتعين عليه أن يبحث دائما عن السوق سهل المنفذ بالنسبة له، سواء أوروبيا أو آسيويا أو إفريقيا”.

وأوضح الزين، ضمن تصريح لجريدة النهار، أنه “بالفعل تعد السوق الأوروبية الأقرب إلينا، غير أن الإشكال أن استهلاك البطيخ الأحمر بها، بخلاف بعض الأسواق، لا يبتدئ إلا منتصف أبريل”، مبرزا أن “الدلاح الزكوري أساسا لا يوجد منافس له على الصعيد الوطني والدولي، ما يجعل فرص تسويقه بالأسواق الآسيوية وغيرها قائمة”.

وذكر المصرح عينه بأن “المستوردين الأوروبيين قبل الشروع في الاستيراد أصبحوا يوجهون عينات من الضيعة التي سيتعاملون معها نحو المختبرات لأجل التأكد من خلوها من أي منتجات سامة أو ضارة”، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه “عادة ما يكون من الصعب على المزارعين تقدير حجم الإقبال الأوروبي المرتقب على محاصيلهم من ‘الدلاح’ إلا بعض نضوج المحصول ومرور هذه المسطرة”.

زر الذهاب إلى الأعلى