فضلا عن موقف سياسي قوي عبّرت عنه جمهورية كازاخستان بخصوص دعمها، من قلب العاصمة الرباط، لسيادة المملكة ووحدتها الترابية مع تأكيدها على المسار الأممي الحصري ومخطط الحكم الذاتي في ملف الصحراء المغربية، توّج البيان المشترك بين مراد نورتليو، نائب رئيس الوزراء وزير الشؤون الخارجية لجمهورية كازاخستان، وناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مباحثات مثمرة بين الطرفين.
ومن مخرجات زيارة الدبلوماسي الكازاخستاني إلى الرباط، برز تأكيد الإعلان عن قُرب “دخول اتفاقية الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الوطنية (العادية) حيز التنفيذ يوم 19 مارس الجاري”.
وحسب البيان المشترك ذاته، فإن البلدين قرّرا تعزيز علاقات التعاون الثنائي من خلال “خارطة طريق طموحة ومتعددة الأبعاد”، مُشيدين بإجراء تطبيق اتفاقية الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر العادية، التي وُقعت في شتنبر 2024 من قبل الوزيريْن على هامش الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
هذه الاتفاقية، حسب المعلن رسميا، تتوخى تحقيق غاية “تعزيز التعاون السياحي وتقوية الروابط الإنسانية والثقافية بين البلدين من جهة، وتحفيز التبادلات التجارية من جهة أخرى”.
الإعفاء من “الفيزا” لفائدةِ حاملي جوازات السفر الوطنية من كِلا البلدين من المأمول أن يفضي إلى عوائد اقتصادية وتقوية للروابط السياحية خاصة بالنسبة لأصناف واعدة من السياحة الطبيعية الجبلية أو السياحة الثقافية التراثية؛ بالنظر إلى ما يزخر به كل من المغرب كما في هذا البلد المنتمي إلى جغرافية آسيا الوسطى.
وعلى الرغم من محاولات متكررة تعذّر معها استقاء رأي مسؤولي ومهنيي القطاع السياحي المنضوين تحت تنظيم الكونفدرالية الوطنية للسياحة (خاصة مع تواجد رئيسها خارج المغرب وتعذّر التواصل معه) فإن فاعلين سياحيين مهنيين، تحدثت إليهم جريدة النهار، لم يُخفوا ثناء على الخطوة الدبلوماسية سالفة الذكر، مثمّنين في السياق “أهمية تفعيل هذه النوعية من الاتفاقيات التي تُعفي مواطني البلدين من التأشيرات للسفر بشكل متبادل، ما يرفع إمكانيات وفرص التعاون السياحي الثنائي في أبعادها الثقافية والإنسانية خصوصا، بشكل سيتضح مع مقبل الأشهر والأسابيع.
في هذا الإطار، قال سفيان بشار، مهني سياحي رئيس الجمعية الجهوية للصناعة الفندقية بدرعة تافيلالت، إن إفساح مسؤولي الدبلوماسية بالبلدين الطريق نحو تفعيل اتفاقية الإعفاء من تأشيرات السفر بالنسبة لحاملي جوازات السفر العادية “خطوة إيجابية نحو تعزيز إشعاع الوجهة السياحية المغربية أمام نوعية من السياح الجدد من خارج الأسواق التقليدية”.
واستحضر بشار، في حديث لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، ما اعتبرها “إمكانات واعدة وآفاقا جيدة يتيحها الانفتاح المغربي على أسواق سياحية جديدة في منطقة آسيا الوسطى”، لافتا إلى أن ذلك “سيزيد فرص استقطاب مزيد من السياح ويعزز روابط السياحة الثقافية وبعض أنواع السياحة الطبيعية؛ وهو ما يخدم المهنيين كما السلطات العمومية الوصية على صورة المغرب السياحية في وجهات ودول غير تقليدية”.
وشدد المهني السياحي ذاته على أن “رفع القيود عن تأشيرات السفر بالنسبة لحاملي جوازي البلدين خطوة ضرورية من أجل تحقيق أهداف زيادة عدد السياح الأجانب الوافدين على المملكة”، خاصة بعد الأرقام غير المسبوقة التي سجلتها زيارة سوّاح بعض البلدان إلى المغرب مع متم 2024 حسب الأرقام الرسمية.
وفضلا عن تعزيز إشعاع المملكة لتحقيق رهان جذب مزيد من السياح، تبرُز أهمية الخطوة المذكورة في “تمكين المغاربة من استكشاف وجهات جديدة في بلدان خارج دول أمريكا وأوروبا”، أبرز رئيس الجمعية الجهوية للصناعة الفندقية، مؤكدا أهمية “تصدير السياحة كمثال وكون كل سائح مغربي إلى الخارج سفيرا ممثلا لثقافة بلده ومُعرّفا بحضارتها وتاريخها العريق”.
كما أكد المتحدث ذاته أن “مهنيي القطاع السياحي في المغرب مستبشرون بإجراء قرب تنفيذ اتفاقية الإعفاء من تأشيرة كازاخستان في الاتجاهين؛ بالنظر إلى أنه إجراء مساهم بقوة في رفع القيمة المضافة للقطاع”، فضلا عن “عائدات مالية وكونها سوقا إضافية لتصريف المنتج السياحي والتراثي المغربي”، خاتما بأن هناك “تقارُبا مميزا في الخصائص السياحية بين المغرب وكازاخستان”.