فاعلون سياحيون يبسطون أهمية الخط الجوي الجديد بين مراكش وأتلانتا

قال فاعلون سياحيون إن إطلاق خط جوي جديد يربط بين مراكش وأتلانتا الأمريكية يعد بمثابة “تحفيز إضافي للعرض السياحي المغربي”، مسجلين أن “السوق الأمريكية توفر مميزات كثيرة بالمقارنة مع الأسواق التقليدية التي تستهدفها الاستراتيجيات السياحية الوطنية، لا سيما أن القدرة الإنفاقية للسائح القادم من بلاد “العم سام” ذات أثر واضح سواء بالنسبة إلى المرشدين السياحيين أو المحلات التجارية وكذا المؤسسات الفندقية”.

المكتب الوطني المغربي للسياحة أعلن، الجمعة، عن إبرام اتفاقية مع شركة الطيران الأمريكية “دلتا إيرلاينز” لإطلاق أول خط مباشر يربط بين مدينة أتلانتا الأمريكية ومراكش، ابتداء من أكتوبر 2025. وسيعزز هذا الخط “الحضور القوي للمغرب على خارطة السياحة العالمية، حيث يُعد ثاني خط مباشر بين المملكة والولايات المتحدة في غضون عامين فقط، بعد تدشين خط نيويورك-مراكش”.

إعلان فاعلون سياحيون يبسطون أهمية الخط الجوي الجديد بين مراكش وأتلانتا

أهمية استراتيجية

الزبير بوحوت، خبير سياحي، أبرز أن “الخط يأتي ضمن استراتيجية واضحة تستند إلى تقوية الربط الجوي، خصوصا مع معاينة توقيع اتفاقيات مهمة تبتغي تمتين النقل عبر الطائرات سواء داخليا أو خارجيا”، مضيفا أن “الخط الذي يربط مدينة النخيل بأتلانتا يؤازر المراهنة على السوق الأمريكية بوصفها من الأسواق الصاعدة، رغم أنها كانت سابقا تعد من الأسواق العشرة الأولى بالنسبة للمملكة”، وزاد: “الوافدون منها لم يتخط عددهم نصف المليون مقارنة مع فرنسا وإسبانيا أو بريطانيا”.

وشدد بوحوت، ضمن تصريحه لجريدة النهار، على أن “أهميته كذلك أن الشركة أمريكية، والمواطن الأمريكي يثق كثيرا في شركات بلاده”، مسجلا أن “الأمر يرفع من درجة الإقبال مباشرة على الوجهة المغربية”، لا سيما أن الإعلان عن هذا الخط يتم بعد خط يونايتد إيرلاينز، الذي يربط المدينة الحمراء بنيويورك”.

وتابع الخبير السياحي: “إقدام هذه الشركات على تفعيل خطوط نحو المغرب يرفع الثقة في السوق المغربية، وشركات الطيران الأمريكية باتت تساهم في تعزيز العرض السياحي الوطني”.

كما أورد المتحدث أن “الخط يوفر أبعادا استراتيجية سياحية مهمة”، موضحا أن “السائح الأمريكي يتميز بدرجة إنفاق عالية بالمقارنة مع السياح الآخرين”، مشيرا إلى أن “هذه السوق ستكون بمثابة انعطافة إيجابية إضافية حين ينطلق التفعيل بمدة طويلة ثم ينفذ رحلات ذهاب وإياب متواصلة”.

وزاد بوحوت: “في البداية، لن يحقق نتائج كبيرة، وهذا طبيعي؛ ولكن مع الوقت سيبرهن تدريجيا وبالملموس على الأهمية التي تحتلها أمريكا في السياحة العالمية”.

“سوق مميزة”

جمال السعدي، خبير سياحي الرئيس السابق للفيدرالية الوطنية للمرشدين السياحيين، شدد على أن “الشهية صارت تنفتح بالنسبة لشركات الطيران مع الإقبال الكبير الذي أضحت تسجله الوجهة المغربية”، معتبرا أن “الربط الجديد سيكون قيمة مضافة بالنسبة للحركية السياحية الوطنية، خصوصا أن السياح القادمين من هذا البلد يعرفون بأنهم من أكثر الشعوب إنفاقا حين يسافرون”، وقال: “سيخلق ذلك حركية كبيرة بالنسبة لمختلف الفاعلين في المجال السياحي المغربي”.

وأفاد السعدي لجريدة النهار بأن “المكتب الوطني المغربي للسياحة يخصص تحفيزات جيدة لفائدة هذه الشركات، وهذا يساهم كذلك في تشجيع المقاولات المتخصصة في الطيران إلى القيام بحملات ترويجية مكثفة وواسعة النطاق في الولايات المتحدة الأمريكية”، مضيفا أن “الرابح استراتيجيا هو المغرب”، وأورد: “مراكش ستستفيد من هذا الخط كثيرا. كما أن مدنا أخرى ستكون مستفيدة بالتبعة، بالنظر إلى حركية الطيران الداخلي بين مختلف المطارات الوطنية”.

وأورد الفاعل السياحي عينه أن “الخطوة ضرورية كذلك لفائدة المغاربة المتواجدين في الولايات القريبة من أتلانتا وكذا بالنسبة لليهود المغاربة الذين يعيشون في أمريكا الشمالية، لا سيما أنه يوجد خط يربط المدينة الحمراء بمونتريال وآخر يربطها بنيويورك”، خالصا إلى أن “هذه الدينامية محورية بالنسبة للمشهد الوطني؛ مع ضرورة الانفتاح على أسواق أخرى تراهن عليها الكثير من البلدان، خصوصا أننا مقبلون على تظاهرات كروية عالمية”.

زر الذهاب إلى الأعلى