
“أمراء الموت” .. قياديو “داعش” في الساحل من الصحراوي إلى البرناوي
“بتكليف وتحريض مباشر من قيادي بارز في تنظيم “داعش” الإرهابي بمنطقة الساحل الإفريقي”، حاول 12 متطرفا إحداث “حمّام دم” بمدن المملكة، قبل أن تنجح السلطات المغربية من جديد، بخبرتها الطويلة، في إنهاء مخطط يعيد إلى الأذهان هويات أخطر قيادات تنظيم الدولة الإسلامية في “بلاد السودان” قديما.
قاسم مشترك بين تفكيك “خلية الإخوة الثلاثة” بحد السوالم وتلك المفككة يوم الأربعاء 19 فبراير الجاري، وهي تنظيم “داعش” الإرهابي بالساحل الإفريقي، والذي يستمد قوته من حالة الاضطراب الأمني والاجتماعي والاقتصادي التي تصيب غالبية دول المنطقة منذ سنوات، ويطمح إلى نشر “بروباغندا الاستقطاب” على إثرها.
الصحراوي والبرناوي وبا لوان
يبدأ الحديث عن فرع “داعش في الصحراء الكبرى/ ولاية الساحل” في منطقة الساحل في سنة 2015، وفق المركز الوطني لمكافحة الإرهاب التابع للحكومة الأمريكية، عندما أعلن الملقب بـ”عدنان أبي الوليد الصحراوي”، وهو مجنّد سابق في جماعة “البوليساريو” الانفصالية المدعومة من الجزائر، ولاءه الكامل لزعيم “داعش” وقتها أبي بكر البغدادي، بعد تجربة طويلة مع تنظيم القاعدة وحركة التوحيد والجهاد الإرهابيتين.
وقضى الجيش الفرنسي، في غارة جوية عبر مسيرة عام 2021، على الصحراوي، مسدلا الستار على تاريخ طويل من الأعمال الإرهابية التي تزعمها تحت لواء “داعش”؛ أبرزها “هجوم عام 2017 على دورية مشتركة أمريكية نيجيرية من قبل نحو 100 مسلح من “داعش” في الساحل وخلف مقتل أربعة أمريكيين و6 نيجيريين، والهجوم على قرويين في مالي وقتل 40 منهم عام 2018، والهجوم على قاعدة عسكرية نيجيرية بالقرب من الحدود بين النيجر ومالي الذي خلف مقتل 89 عسكريا، والهجوم على عمال إغاثة فرنسيين ومرشدين سياحيين عام 2020 أدى إلى مقتل ستة منهم”.
يعيش تنظيم “داعش” في منطقة الساحل، حاليا، على وقع غموض واسع حول أسماء قياداته؛ إلا أن مصادر متنوعة تداولت اسم عبد البراء الأنصاري الصحراوي، الذي يزعم أنه “القائد/ الأمير الحالي” للتنظيم الإرهابي المسمى بـ”داعش”، ولاية الساحل”.
وأشارت المصادر عينها إلى أنه منذ مقتل أبي بكر الشكوي، زعيم “بوكو حرام” بنيجيريا، ظهر اسم “أبي مصعب البرناوي”، مؤسس فرع “داعش بغرب إفريقيا”، الذي جاء بعد صراعات داخلية نشبت بالجماعة النيجيرية الإرهابية.
ويعد البرناوي، الذي أعلن الجيش النيجيري مقتله عام 2021، مسؤولا مباشرا عن قتل مئات الجنود واختطاف مئات الطالبات في ظرف سنتين فقط (2018/ 2020) بنيجيريا، ومن جهة سببا في هجوم في ماي 2021 أدى إلى انتحار أبي بكر الشكوي، زعيم تنظيم “بوكو حرام” الإرهابي.
وبجانبه، وفق المصادر ذاتها، ظهرت أسماء أمراء آخرين لـ”داعش” بفرعه بغرب إفريقيا، وهما “با لوان/ عبد الواحد عمر البرناوي”.
على الرغم من الضربات الكبيرة التي تلقاها في العراق وسوريا، فإن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال صامدا بمنطقة الساحل، جراء الاضطراب الأمني والسياسي الحاصل. وعلى مستوى القارة الإفريقية، لا تزال الصومال تحارب هذه المعضلة، مواجهة الأمير الداعشي عبد القادر مؤمن”.
ولا توجد معطيات رسمية تؤكد مقتل مؤمن؛ لكن المركز الوطني لمكافحة الإرهاب التابع للحكومة الأمريكية شدد على أنه مسؤول مباشر على عمليات اختطاف واغتيال مروّعة في الصومال منذ عام 2016.
ونجح المغرب في صد مخططين إرهابيين “خطيرين” لتنظيم داعش بالساحل، بين يناير وفبراير الجاري. وسجّل بلاغ السلطات المغربية فيما يتعلق بخلية “الأشقاء الثلاثة” بحد السوالم أن المشتبه فيهم كانوا يعتزمون تنفيذ عمليات تخريبية باستخدام مواد متفجرة، قبل الالتحاق بمعسكرات تنظيم “داعش” في منطقة الساحل.
وفيما يتعلق بخلية الأربعاء 19 فبراير 2025، والتي كانت متفرقة على عدد من المدن المغربية، وعدد أفرادها 12، كشف بيان السلطات أن “أعضاء هذه الخلية الإرهابية كانوا على ارتباط بقيادي بارز في تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل، يشغل منصب مسؤول في ما يسمى بـ”لجنة العمليات الخارجية”، المكلفة بتدويل الأنشطة الإرهابية خارج منطقة الساحل والصحراء. وقد أشرف هذا القيادي على عمليات التمويل المالي وتوفير الدعم اللوجستيكي، كما زوّد أعضاء الخلية بمحتويات رقمية تشرح كيفية تنفيذ العمليات الإرهابية ميدانيا.
وفق البيان ذاته، فإن “هذه الخلية الإرهابية اعتمدت أسلوبا تنظيميا دقيقا، بتوجيه من القيادي نفسه في تنظيم “داعش”، حيث كانت المخططات الإرهابية توجه حصريا لفريق “المنسقين”، الذين يتكفلون بتبليغ هذه المخططات إلى باقي الأعضاء إما بشكل مباشر أو عبر قنوات غير مباشرة؛ فيما يتولى فريق “المنخرطين” تنفيذ العمليات الإرهابية، بالإضافة إلى فرع مكلف بالدعم والتمويل، الذي تلقى بشكل مباشر دفعات مالية من تنظيم “داعش” دون المرور بالشبكة البنكية”.