“كوسومار” ترفع تحدي الجفاف وارتفاع تكاليف الإنتاج لتطوير السلسلة السكرية

واصلت شركة “كوسومار”، الرائد الوطني في إنتاج وتصنيع السكر، توطيد شراكتها مع الفلاحين والحكومة لتطوير السلسلة السكرية بالمغرب ومواجهة تداعيات التغيرات المناخية على الإنتاج، خصوصا الجفاف، حيث شكلت ندرة التساقطات المطرية، التي أثرت على المناطق السكرية هذا الموسم، تحديا رئيسيا أمام تأمين المياه للمحاصيل، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج نتيجة الظروف الاقتصادية والمناخية الصعبة.

ومن أجل التخفيف من حدة هذه التحديات، انخرطت الشركة في تعاون وثيق مع المصالح الحكومية المعنية، التي تعمل على تنفيذ مشاريع هيكلية مرتبطة بالماء، مثل تحلية مياه البحر والربط بين الأحواض المائية، وذلك في أفق ضمان استدامة الموارد المائية. كما ساهمت في تأمين المدخلات الفلاحية، مثل البذور والأسمدة والمبيدات، بميزانية وصلت إلى 500 مليون درهم، إضافة إلى تقديمها الدعم التقني والمادي للفلاحين لتحسين إنتاجيتهم.

زيادة المساحة المزروعة

أثمرت جهود “كوسومار” تحقيق زيادة غير مسبوقة في المساحات المزروعة بالشمندر السكري هذا الموسم، حيث انتقلت من 23 ألف هكتار إلى 35 ألفا، أي بارتفاع نسبته 53 في المائة، فيما عكس هذا النمو نجاعة الشراكات القائمة بين الشركة والفلاحين والسلطات المحلية، التي ركزت على تحسين تدبير مياه الري وضمان استدامتها، وهو ما ظهر من خلال النتائج الإيجابية المسجلة خلال الموسم الماضي، حيث شهدت إنتاجية الهكتار والدخل الفلاحي تحسنا ملحوظا، ما ساهم في تعزيز ثقة الفلاحين بالسلسلة السكرية ورفع من تنافسية النباتات السكرية.

ودعم المنتج الوطني للسكر، تماشيا مع مشاريع الدولة لمواجهة تحديات الجفاف عبر تنويع مصادر المياه وتعزيز نقلها بين الأحواض المائية وتحلية مياه البحر، الفلاحين في تبني أنظمة ري اقتصادية، مثل الري بالتنقيط، التي تضمن تدبيرا فعالا للموارد المائية وتقليل نسب الهدر. كما ساهم في إدخال بذور مفعلة تتسم بقدرتها العالية على التكيف مع الظروف المناخية الصعبة، ما عزز الإنتاجية، حتى في ظل هذه التحديات، فيما وفرت الشركة أيضا برامج تكوين وتوعية للفلاحين حول أفضل الممارسات الفلاحية لتحقيق اقتصاد أكبر عند استخدام الموارد المائية.

وموازاة مع الدعم المالي الحكومي في تخفيض أسعار الأسمدة، وتمكين الفلاحين من مواجهة تقلبات الأسعار العالمية، عملت “كوسومار” على تزويد المزارعين بتقنيات حديثة مثل البذور المفعلة، ما عزز مقاومتهم للصدمات المناخية، وأتاح لهم تحقيق الاستفادة القصوى من الزيادة التي أقرتها الدولة في أسعار النباتات السكرية، وساعدهم على تحسين مداخيلهم وتعزيز استدامة إنتاجهم.

رهان على الابتكار

راهنت الشركة على الابتكار والتكنولوجيات الحديثة في تكوير السلسة السكرية؛ ذلك أنه بالإضافة إلى البذور المفعلة التي أثبتت فعاليتها في زيادة الإنتاجية، اعتمدت الشركة على أجهزة دقيقة متصلة بخوادم جد متطورة تقيس بانتظام نسبة الرطوبة في التربة ومعدل نمو النباتات، ما ساهم بشكل كبير في تعزيز كفاءة استخدام المياه.

وفي سياق رقمنة السلسلة السكرية، أطلقت “كوسومار” أيضا منصة “التيسير”، التي وفرت للفلاحين معلومات تقنية دقيقة ساعدتهم على تحسين تدبير محاصيلهم. كما استخدمت الشركة تجهيزات متطورة، مثل الخرائط الرقمية والطائرات بدون طيار “الدرون”، لمراقبة حالة المحاصيل والكشف عن الأمراض، ما أتاح إمكانية علاجها عن طريق رش المنتجات الضرورية.

وساهم المنتج الوطني للسكر، من خلال شراكته مع الدولة والسلطات المحلية والفلاحين، واعتماده على الابتكار والتقنيات الحديثة، في تعزيز استدامة السلسلة السكرية وجعلها أكثر مرونة في مواجهة التحديات المستقبلية، حيث لم تقتصر هذه جهوده على تحسين الإنتاجية فقط، بل شملت أيضا تنمية المناطق السكرية، ما جعل السلسلة نموذجا للاستدامة والشراكة الفعالة.

Exit mobile version