تربعت المملكة المغربية على عرش مستوردي التمور التونسية خلال شهر دجنبر الماضي، إذ استحوذت على ما نسبته 19.7 في المائة من مجموع صادرات تونس من هذه المادة، متبوعة بكل من إيطاليا وتركيا اللتين بلغت حصتهما 7.5 في المائة و6.8 في المائة على التوالي، حسب البيانات التي كشف عنها المرصد الوطني للفلاحة في هذا البلد المغاربي.
وأشارت البيانات ذاتها، اطلعت عليها جريدة جريدة النهار الإلكترونية، إلى ارتفاع عائدات صادرات التمور التونسية عند نهاية العام الماضي بـ 11.4 في المائة لتصل إلى أكثر من 342 مليون دينار (أكثر من 107 ملايين دولار بسعر الصرف الحالي).
وسجلت المصادر نفسها أن حجم التمور التونسية المصدرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الموسم الفلاحي 2024/2025 وصل إلى أكثر من 51 ألف طن، بزيادة قدرت بأكثر من 10 في المائة مقارنة بالأرقام المسجلة في الفترة ذاتها من الموسم السابق، لافتة إلى أن السعر المتوسط لهذه التمور سجل عند نهاية دجنبر الماضي ارتفاعا طفيفا ليصل إلى 6.67 دينارا للكيلوغرام الواحد (أكثر من دولارين).
وفيما يتعلق بالتمور البيولوجية، أفادت بيانات المرصد الوطني للفلاحة بتونس أن عائداتها بلغت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الموسم الفلاحي 2024/2025 نحو 18.9 مليون دينار (قرابة 6 ملايين دولار أمريكي)، وتعد ألمانيا الوجهة الرئيسية لهذا النوع من التمور، تليها كل من هولندا وسويسرا.
جدير بالذكر أن مهنيين في قطاع التمور بالمغرب سبق أن أكدوا لجريدة جريدة النهار الإلكترونية أن أسعار التمور الأكثر استهلاكًا من طرف المغاربة لن تشهد زيادة كبيرة خلال شهر رمضان.
وكان أنور الحراثي، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف بالتجارة الداخلية والمغاربية والتسويق، قد كشف في تصريحات إعلامية عن انخفاض في صادرات التمور إلى المملكة المغربية خلال السنوات الأخيرة، بسبب منافسة كل من الإمارات والسعودية ومصر على السوق المغربية، ثم استراتيجية الحكومة في الرباط لتعزيز الإنتاج الوطني على هذا المستوى.
وأكد خبراء فلاحيون تحدثوا لجريدة النهار في هذا الشأن وجود مستثمرين تونسيين في المملكة يقومون باستيراد تمور بلادهم لإعادة بيعها في الأسواق الوطنية، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن منتجي التمور في الجزائر يقومون بتصدير تمورهم إلى تونس لإعادة تغليفها وإعادة تصديرها إلى المغرب على أساس أنها منتجات تونسية المنشأ، خاصة بعد تأزّم العلاقات بين الرباط والجزائر.