قال أحمد الوكيلي، رئيس اتحادات الغرف المصرية والإفريقية والأورومتوسطية، إن القارة الإفريقية تسجل حاليا أعلى معدل نمو اقتصادي في العالم موسوم باستقرار سياسي واقتصادي.
وأضاف الوكيلي، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الاقتصادي الإفريقي- العربي الأول، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، أن “الغرف الإفريقية وعشرات الملايين من الشركات الأعضاء فيها تعمل جاهدة لجذب الاستثمارات والتكنولوجيات الجديدة في جميع أنحاء القارة، وزيادة التجارة والاستثمار بين البلدان الإفريقية، وتحسين الاتصال بوسائل النقل، وتبسيط الوصول إلى تمويل التنمية، ودعم الابتكار والشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال دعم اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية”.
وأشار المسؤول الاقتصادي، في مستهل المؤتمر الذي تحتضنه مدينة الداخلة يومي 20 و21 دجنبر الجاري تحت شعار “اسـتثمار وشراكات استراتيجية مسـتدامة”، إلى أن “هدف المؤتمر هو استبدال صادرات المواد الخام الإفريقية بمنتجات مصنعة في إفريقيا بأيادي شباب المنطقة، إلى جانب إنشاء غرف ثنائية إفريقية مع الاتحاد الأوروبي والدول العربية ودول البحر الأبيض المتوسط والصين وتركيا واليابان وكوريا”.
وفي كلمة له بالمناسبة، أبرز ينجا الخطاط، رئيس مجلس جهة الداخلة- وادي الذهب، أن “تنظيم هذا الملتقى في المغرب، وبالذات في هاته المدينة من صحرائه، لا يحكمه فقط انتماؤه الجغرافي إلى القارة الإفريقية وعروبته فقط، بل كذلك حرصه على أن ما يجمعه بالوطن العربي وبالقارة الإفريقية ينبع من تاريخ ومصير مشتركين”.
وأضاف الخطاط أن “موضوع هذا الملتقى يسائلنا جميعا، كفاعلين مؤسساتيين مركزيين ومحليين، وفاعلين اقتصاديين، حول آفاق الانفتاح على مسارات جديدة للتعاون الاقتصادي والتنمية المشتركة بين دول القارة الإفريقية والدول العربية، خصوصا مع وجود الإمكانيات المتاحة لدى الجانبين، من موارد طبيعية وتموقع جغرافي متميز وثروة بشرية واعدة، فضلا عن التقارب في الثقافة والجغرافيا والقواسم المشتركة بين الشعوب”.
وأكد أن “دعم هاته الشراكات العربية- الإفريقية سيساهم في تعزيز صوت العالم العربي والقارة الإفريقية على المستوى الكوني اعتبارا لأهمية وقيمة وجهات النظر المختلفة في تشكيل السياسات العالمية، والإيمان بأن صوت العرب والأفارقة مهم على المستوى الدولي، من قبيل العضوية الدائمة بمجموعة العشرين، والمجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، إلى غير ذلك من المحافل الدولية”.
ويرمي هذا المؤتمر، الذي يأتي استجابة لما يشهده العالم من متغيرات سياسية واقتصادية حتمت قيام تكتلات اقتصادية إقليمية، إلى تعزيز سبل التعاون الاقتصادي العربي- الإفريقي في ظل توافر الموارد الطبيعية والإمكانات والفرص الاستثمارية الواسعة والمجدية، وإرساء شراكة اقتصادية عربية- إفريقية فعالة ومتكافئة، وإحداث سوق واسعة للتجارة والخدمات لبعث دينامية جديدة في التعاون جنوب- جنوب.
ويشكل هذا الملتقى، بالنظر إلى الموقع الجيوستراتيجي للمملكة المغربية، مناسبة لتنظيم لقاءات مشتركة بين أصحاب الأعمال بالعالم العربي والإفريقي والمغاربة، وبحث فرص الاستثمار المشترك بهدف تقوية الاستثمارات في كلتا المنطقتين.
ويقام المؤتمر الاقتصادي الإفريقي- العربي الأول بشراكة مع عدد مـن المنظمات الإقليمية بالمنطقة، على غرار مكتـب اليونيدو لترويج الاسـتثمار والتكنولوجيا بالبحرين والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية بإفريقيا باديا. ويهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجارة والاسـتثمار بيـن العالم العربي وإفريقيا، وتهيئـة بيـئة اقتصادية مشتركة تعزز النمو والتنمية والازدهار.
حري بالذكر أن المشاركين في أشغال هذا المؤتمر عكفوا على التداول فـي مجموعة مـن المحاور ذات الاهتمـام المشـترك، علـى رأسـها منـاخ الأعمـال بالمملكـة المغربيـة، والشـراكة العربيـة- الإفريقـية، وواقع التجارة البينية بين الدول العربية وإفريقيا ووسائل تعزيزها، واستكشاف الفرص الاسـتثمارية المتاحة في القطاعات الإنتاجية الأساسـية، ودور مؤسسـات التمويل في تشــجيع التجارة والاستثمار العربي- الإفريقي، وسبل تطوير البنى التحتيــة ووسائل النقل واللوجســتيات لتعزيز وتطويــر التجارة، والاستثمار في القطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي، وكذا ريادة الأعمال ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.