البنيوي: فيلم “أبي لم يمت” استثنائي

يطل الممثل المغربي عبد النبي البنيوي على محبيه من بوابة الفن السابع من خلال الشريط السينمائي الطويل “أبي لم يمت”، للمخرج عادل الفاضيلي، الذي استقبلته القاعات السينمائية المغربية بداية الأسبوع الجاري، ليصبح جاهزا للعرض والمنافسة ضمن شباك التذاكر.

وكشف البنيوي، في تصريح لجريدة جريدة النهار، أن شريط “أبي لم يمت” يعد “تجربة جميلة جدا واستثنائية” في مساره الفني كممثل، مضيفا أن نتيجته النهائية كانت مرضية، خاصة أنه حصد مجموعة من الجوائز بالمهرجانات الكبرى قبل أن يحط الرحال بدور العرض.

وتابع الممثل ذاته بأن الفيلم تم الاشتغال عليه من القلب وبحب تقاسمه رفقة باقي الطاقم الفني والتقني الذي كان هدفه الحصول على منتج سينمائي وطني في المستوى رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهته، مشيرا إلى أن الفيلم استغرق تصوير مشاهده 9 أسابيع مقسمة على مدار سنة ونصف السنة بسبب الظروف الاستثنائية التي كان يعيشها المغرب مع انتشار فيروس كورونا.

كما أبرز عبد النبي البنيوي أنه عاش في العمل أحاسيس متناقضة، حيث اشتغل مع “مخرج متمكن من أدواته كان يحرص على أدق التفاصيل بتصور وشاعرية والتزام احترافي”، مضيفا أن “الفاضيلي ارتدى في العمل قبعة المخرج وكاتب السيناريو والمنتج فكانت التكلفة المادية عالية جدا”.

وعن دوره في الشريط قال المتحدث ذاته إنه يجسد شخصية علي بلحسين، الذي يشتغل في “لافوار” داخل حلبة للدراجة النارية، أو ما تسمى “موطور الخطر”، موضحا أنه يتقمص دور “شاب يرفض الواقع المعاش ضمن القمع الذي كان خلال فترة سوداء من التاريخ المغربي، هذا الموضوع المزعج الذي اختار المخرج معالجته بتصور مختلف ومن منظور طفل صغير وأناس بسطاء يشتغلون بمدينة الملاهي”.

وأضاف البنيوي، في تصريحه لجريدة النهار، أن ما يجعل فيلم “أبي لم يمت” تجربة متميزة واستثنائية هو “تقديمه شخصية غير نمطية، لأنه يحرص على عدم التكرار، والاشتغال على الجانب السيكولوجي للعمل الذي يحمل عمقا كبيرا ومعالجة احتفالية”.

جدير بالذكر أن هذا الشريط على مدار العامين الماضيين جاب العديد من المهرجانات السينمائية المرموقة، حيث لفت الانتباه بجودته العالية ورؤيته الفنية المميزة، وهو ما ساعده على اكتساب شهرة واسعة داخل وخارج المغرب، وتمكن من إثارة النقاش حول القضايا الإنسانية والاجتماعية التي يعالجها، خاصة أنه يسلط الضوء على فترة سوداء من تاريخ المغرب، وهي سنوات الرصاص التي راح ضحيتها أناس أبرياء لا علاقة لهم بالسياسة، وذلك في قالب مؤثر يحكي عن قصص هذه الفئة من المجتمع التي لم تتم الإشارة إليها في أعمال سينمائية سابقة تطرقت لهذه الفترة الزمنية.

وإلى جانب البنيوي يعرف هذا المنتج السينمائي الجديد مشاركة كل من عمر لطفي، نادية كوندا، فاطمة عاطف، الرابور دون بيغ، فوزي بنسعيدي والراحل عزيز الفاضيلي.

Exit mobile version