تسبب الإضراب الذي خاضته أكبر نقابة مهنية في هوليوود، والتي ينضوي تحت لوائها ما مجموعه 160 ألف عضو، في شلل صناعتي السينما والتلفزيون وتوقف جميع الإنتاجات عن التصوير خلال الشهور الأخيرة؛ الأمر الذي يطرح التساؤلات حول مدى تأثير هذا الأمر على تصوير الإنتاجات السينمائية الدولية داخل أستوديوهات منطقة ورززات المعروفة بـ”هوليوود المغرب”، والتي تستقطب سنويا صناع أهم الأفلام العالمية.
وكشف مصدر مهني في المجال السينمائي بمدينة ورزازات، في تصريح لجريدة النهار، أن الإضرابات التي خاضها نجوم هوليوود والمخرجون وكتاب السيناريو لم يصل صداها إلى المغرب؛ لأنها تزامنت مع فترة انتهاء تصوير جميع الإنتاجات الأمريكية بأستوديوهات ورزازات، والتي كان آخرها الفيلم العالمي الشهير “غلادياتور” والذي يحظى باهتمام كبير لدى عشاق السينما وأفلام هوليوود.
وأبرز المصدر ذاته أن الأخبار التي تم تداولها بخصوص توقيف تصوير الجزء الثاني من “غلادياتور” بالمغرب بسبب الإضرابات لا أساس لها من الصحة؛ لأن أفراد الطاقم الفني والتقني للعمل قد أنهوا تصوير المشاهد المتبقية بالمغرب منذ أشهر عديدة، لكن التوقيف طال بعض المشاهد التي كان من المرتقب تصويرها بمالطا والتي تزامنت مع أزمة صناع السينما الأمريكية، وبالتالي تم تأجيل طرح العمل بعدما كان من المقرر أن يرى النور شهر نونبر الماضي.
وتابع مصدر جريدة النهار أن مدينة ورزازات والنواحي تستعد، مع بداية السنة المقبلة، لاستقبال أطقم مجموعة من الإنتاجات السينمائية الضخمة، والذي حل البعض منها قبل شهور المنطقة من أجل استكشاف مناطق التصوير وتحديد المواقع والديكورات المناسبة للأعمال المرتقب تصويرها.
في سياق آخر، قال عبد اللطيف باغدي، مستشار بالجماعة الترابية لمدينة ورزازات رئيس جمعية الأعمال الاجتماعية، في تصريح سابق لجريدة النهار، إن تصوير فيلم “غلادياتور” بالمغرب استطاع أن ينقذ مجموعة من الشباب من البطالة، بتوفيره فرص شغل لهم في ظل الهجرة الكبيرة التي طالت الجنوب الشرقي في السنوات الأخيرة بسبب ظروف المعيشة وإغلاق الفنادق والمقاهي أبوابها جراء الأزمة.
وأورد باغدي أن “شركة الإنتاج المشرفة على “غلادياتور” بالمغرب قامت بتنظيم محكم بمعايير عالمية، وكانت رهن إشارة اليد العاملة لحل مشاكلها، وسط تعزيزات أمنية، وأسهمت في اقتصاد المنطقة بعد الركود الذي شهدته بسبب الجائحة، مبرزا أن الفيلم شهير عالميا، ومن شأنه أن يضيف الكثير إلى الإشعاع الذي تحظى به “هوليود المغرب”.