يواصل العمال المغاربة المنتشرون في عدد من مناطق إسبانيا المتضررة من فيضانات “دانا”، عملهم بتفانٍ، مؤكدين في تصريحات لموقع “إل دياريو” أنهم جاؤوا للعمل من أجل مساعدة إسبانيا.
ويضم الفريق حوالي 120 فردًا، بينهم عناصر ميدانية، ومترجمون ومنسقون، حيث تم توزيعهم عبر 15 بلدية، وتمكنوا من تنظيف وتصريف المياه من أكثر من 150 مرآبًا.
محمد طه، أحد العمال القادمين من مدينة القنيطرة، كان يحمل بفخر علم فالنسيا أهداه له أحد السكان المحليين، قال لزملائه: “أريد تعليق العلم بجانب العلم المغربي على الشاحنة”، ليشاركه زملاؤه اللحظة بروح من الود والتعاون.
بعد أيام من اجتياح الفيضانات لمناطق فالنسيا، وصلت 36 شاحنة مغربية متخصصة في شفط المياه والطين إلى إسبانيا، بعد عبورها من ميناء موتريل، في إطار أكبر بعثة إنسانية مغربية شهدتها إسبانيا مؤخرًا.
ويوضح غونزالو سانز رويز، منسق لجنة الحماية المدنية المشتركة، أن “الفرق المغربية تمكنت من إزالة كمية من الطين تكفي لملء 50 مسبحًا أولمبيًا”، مشيدًا بحجم المساهمة المغربية.
ويتكون الفريق المغربي من عمال مدنيين تابعين لشركات مغربية خاصة تتعاون مع مدن مختلفة مثل طنجة، وأكادير، والدار البيضاء، وتطوان وفاس، ويعملون بتنسيق مع السلطات الإسبانية عبر الحماية المدنية والجيش، بمشاركة العقيد المغربي جمال الدين المكنوني.
محمد العلوج، أحد العمال القادمين من الرباط، أكد للصحيفة الاسبانية قائلاً: “جئنا للعمل ومساعدة إسبانيا، وليس للراحة، وفقًا لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس في دعم المتضررين”. كما عبر عن امتنانه لحفاوة الاستقبال من قبل السلطات والسكان المحليين، مستذكرًا دعم إسبانيا للمغرب بعد زلزال الحوز في شتنبر 2023.
وينطلق العمل يوميًا في التاسعة صباحًا، حيث يتجمع الفريق المغربي في مركز العمليات بألفافار، ويتم توزيع المهام بناءً على خطة عمل محكمة تحدد المواقع المستهدفة. وداخل مرآب في سيداوي، يقوم شاب مغربي من القنيطرة بإزاحة العوائق لتمكين المضخات من سحب المياه، في وقت يستمر تدفق الوحل رغم مرور شهرين على الكارثة.
وفي فترة الغذاء، يتشارك العمال وجبات مغربية تقليدية، ويتبادلون التحايا بعبارات مثل “بصحة”، قبل أن يعودوا لاستكمال مهامهم في تنظيف المصارف والمرائب.
إن العلاقات المغربية الإسبانية في مجال الحماية المدنية تعود لاتفاقية تعاون موقعة في الرباط عام 1987، والتي تنص على تقديم المساعدات المتبادلة وتبادل الخبرات، وهو ما يتجلى اليوم في هذا التعاون النموذجي.