أسعار بذور البطاطس تهوي إلى 20 درهما.. وانخفاض السعر ينتظر المطر
تزامنا مع شروع مناطق فلاحية عديدة بالمملكة في زراعة البطاطس، طمأن مزارعون مغاربة لهذه المادة الحيوية بتمكنهم هذه السنة من شراء البذور المستوردة، وخاصة الهولندية، بأسعار منخفضة مقارنة بالسنة التي قبلها، إذ لم تتجاوز 20 درهما للكيلوغرام الواحد؛ ما يعني أن الارتفاعات الحاصلة والمرتقبة في أسعار هذه البذور على مستوى الدول الأوروبية لن تؤثر على كُلفة إنتاج فلاحي المغرب للبطاطس، غير أنهم أكدوا “استحالة التنبؤ بانخفاض أسعارها بالسوق هذه السنة”.
ومع تأكيد موقع “Potatoes”، المتخصص في الأنباء المتصلة بزراعة البطاطس وتسويقها، في مقال حديث، على أن المزارعين الأوروبيين واجهوا خلال السنة المنصرمة تحدي نقصِ البذور عالية الجودة لهذه المادة الحيوية، وارتفاع أسعارها، ما ساهم في رفع كلفة المدخلات ب10 في المئة، أفادت منصة “إيست فروت”، نقلا عن صاحب مقاولة فلاحية أوكرانية تزرع البذور الهولندية، بأن أسعار البذور سترتفع خلال الربيع المُقبل، “نظرا لنقصها في أوروبا (..) وتخفيض الحرّ لإنتاجيتها بـ30 في المائة”.
وسبق للمنصة عينها أن كشفت أن المغرب استورد، خلال الموسم الفلاحي 2022/2023، 60 ألف طن من بذور البطاطس من دول أوروبية، هي المملكة المتحدة والدنمارك وفرنسا وهولندا؛ هذه الأخيرة التي يتربّع مُوردوها على عرش مصدري هذه البذور إلى المغرب.
وأوضح أحمد العسري، أحد مزارعي البطاطس بجماعة العوامرة إقليم العرائش، أن “زراعة بذور البطاطس المستوردة، الهولندية أساسا، بدأت في أواخر دجنبر الماضي ويرتقب أن تستمر حتى الـ25 من شهر ينتاير الجاري، على أقصى تقدير؛ فيما كانت زراعة البذور المحلية الإنتاج قد انتهت في أوائل الشهر الفائت”، مُطمئنا “بكون أسعار البذور المستوردة، وتحديدا نوع “مينفيش”، التي يزرعها حوالي 81 في المائة من فلاحي المنطقة، انخفضت إلى ما بين 18 و20 درهما للكيلوغرام”.
وأفاد العسري، في تصريح لجريدة جريدة النهار الإكترونية، “بكون البذور المستوردة من نوع “مانيتو” أو “الريدبول” التي تُزرع بمناطق أخرى تكون مرتفعة نسبيا، إذ وصلت السنة الماضية إلى 35 درهما للكيلوغرام الواحد، على أن الأسعار تختلف حسب جودة البذور”.
وأكدّ المزارع ذاته أن “فلاحي المنطقة لا يشترون بذور البطاطس المستوردة ‘المحوّلة’ مرتين (التي تمّت زراعتها مرة ثم حصادها ثم إعادة زرعها لتصييرها بذورا)”. والتي أفادت منصة “Fresh Plaza” بأن أسعارها ارتفعت بنسبة 18 في المائة على أساس شهري، دجنبر الماضي.
وبشأن حجم الأثر المرتقب للارتفاع الحالي والمحتمل لأسعار البذور عالميا، أكد العسري أن “هناك فائضا في البذور الهولندية المستوردة لدى فلاحي المنطقة؛ ما يجعل هذا الأثر غائبا”، مستبعدا “إمكانية الحسم بأن انخفاض سعر البذور سيؤدي إلى انخفاض سعر تسويق منتج البطاطس، خصوصا أن كلفة الإنتاج لا يحددها ثمن البذور فقط، وإنما أيضا الأدوية التي ارتفعت أثمنتها في الآونة الأخيرة”.
وشددّ المزارع ذاته على أن “أسعار تسويق منتج البطاطس تحسم فيها، في نهاية المطاف، طبيعة الموسم الفلاحي؛ فإذا كان ماطرا وخلا من أية ظروف جوية سيئة فسوف تكون منخفضة بعد الحصاد. أما إذا جاءت ظروف جوية سيئة، مثل موجات الصقيع الحاد والرياح العاتية، فسوف ترتفع كما في السنة الماضية؛ على اعتبار أن هذه الظروف قد تؤدي إلى تناقص حجم الإنتاج ثلاث مرات، فمثلا الهكتار الذي ينتج 60 طنا عادة قد ينتج 20 طنا فقط”.
من جانبه، أكد محمد الزمراني، رئيس الجمعية المغربية لمصدري مختلف السلع نحو إفريقيا والخارج، أن “أسعار تسويق البذور المستوردة بمنطقة العرائش انخفضت إلى 17 درهما للكيلوغرام الواحد حاليا، أي بانخفاض أكثر من 50 في المائة مقارنة بالسنة الفائتة”، مُضيفا أنه “بالنسبة لمنطقة سوس (أكادير) هوت أسعار هذه البذور ما بين 12 و14 درهما للكيلوغرام”.
وأوضح الزمراني، في تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، أنه “مبدئيا، فإن كل انخفاض في أسعار بذور منتج فلاحي يصاحبه تراجع في أثمان تسويقه لتجار الجملة وللمستهلكين النهائيين”، مُستدركا أن “تأثير الانخفاض الحاصل في أسعار البذور المستوردة، التي زرعها الفلاحون المغاربة، لن يتم لمسه إلا بعد حصاد الغلّة، أي بعد ثلاثة أشهر تقريبا؛ حيث قد يمكن أن يصل سعر تسويق المنتج للمستهلك إلى أربعة دراهم”.
وشددّ رئيس الجمعية المغربية لمصدري مختلف السلع نحو إفريقيا والخارج على أن المعروض من البطاطس وافر في الوقت الحالي، والأسعار في المتناول حيث تتراوح ما بين 3 و4 دراهم للكيلوغرام الواحد بالجملة؛ ما يعني أنه بإمكان المغرب مواصلة التصدير نحو إفريقيا دون أي يواجه أي ارتفاع في أسعار هذه المادة الحيوية على المستوى الوطني”.
واستدرك الزمراني بالقول إن “الظروف المناخية التي لا يمكن التكهن بها، قد تؤثر في أسعار البطاطس في الفترة المقبلة؛ فإذا حدثت موجة صقيع فقد تنقص كمية المحصول، فترتفع أسعار تسويقه، والسيناريو ذاته إذا واجهت مناطق هذه الزراعة موجة حرّ شديد”، لافتا إلى أنه “في حال بقيت الأحوال الجوية بالمغرب مستقرة كما هي حاليا، فإنه سوف يتمكّن هذه السنة من الاحتفاظ بقدرته على تغطية الطلب الداخلي من البطاطس، وطلب الأسواق الإفريقية التي يصدر إليها”.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News