هل يحتاج السياح تقوية معارض الصناعة التقليدية المغربية في الخارج؟

وسط مواصلة القطاع السياحي البصم على أداء قياسي، أكده تسجيل المغرب حتى نهاية نونبر الماضي 15,9 مليون سائح، وفقا لوزارة السياحة، شدد باحثون وفاعلون في القطاع على أهمية زيادة عدد المعارض الدولية التي تنظمها الوزارة لفائدة الحرفيين والصناع التقليديين، معتبرين أن “تواضع هذا العدد خلال السنة الفارطة”، فضلا عما “يطرح من إشكاليات بشأن انتقاء العارضين فيها”، يجعل “قدرتها على جلب أكبر عدد من السياح للصناعة التقليدية المغربية، دون المستوى المطلوب”.

الفاعلون الذين تحدثوا لجريدة النهار تعقيبا على إفادة كاتب الدولة لدى وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني المكلف بالصناعة التقليدية، لحسن السعدي، خلال الجلسة العامة للأسئلة الشفهية بمجلس النواب، بـ”تنظيم الوزارة خلال هذه السنة عشرة معارض في عدة دول، استفاد منها أزيد من 250 عارضا”، أكدوا ضرورة تعزيز الالتقائية بين قطاعي السياحة، أساسا المكتب الوطني المغربي للسياحة، والصناعة التقليدية، على مستوى الترويج لمنتجات الأخيرة وللوجهة السياحية المغربية.

وأوضح بعض هؤلاء أن ذلك يستدعي أساسا، “العمل على تنظيم معارض الصناعة التقليدية في الأسواق المستهدفة، تزامنا مع مشاركة المكتب الوطني المغربي للسياحة في المعارض الدولية المقامة بهذه الأسواق”، فيما يرى البعض الأخر أنه “يتعين أن يتم توسيع أروقة المكتب بهذه المعارض لكي تسمح للحرفيين والصناع التقليديين بعرض منتجاتهم، عوض اقتصارها على ترويج منتجات سياحية مغربية معينة”.

العدد والاستهداف

قال الزوبير بوحوت، خبير سياحي، إن “تنظيم عشرة معارض دولية فقط للصناعة التقليدية يظل غير كاف للترويج لمنتجات هذه الصناعة لدى السياح الأجانب”، مستحضرا أن “عدد المعارض التي يشارك فيها المكتب المغربي للسياحة، الذي تشرف عليه الوزارة ذاتها المشرفة على القطاع، في الأسواق التقليدية وبعض الأسواق الصاعدة، فاق 30 معرضا، ما يفرض ضرورة رفع عدد معارض الصناعة التقليدية المغربية بالخارج كذلك”.

وأضاف بوحوت، في تصريح لجريدة النهار، أن “زيادة عدد معارض الصناعة التقليدية بالخارج يبقى مهما لتعزيز نجاعتها في الترويج لمنتجات الحرفيين والصناع التقليديين المغاربة، غير أنه لا يجب إغفال أهمية تحسين طريقة الاستهداف”، موضحا أنه “يتعين أن تكون هناك التقائية بين قطاع السياحة وقطاع الصناعة التقليدية في الاستهداف، من خلال تنظيم معارض هذه الصناعة بالتزامن مع إقامة المعارض الدولية التي يشارك فيها المكتب المغربي للسياحة في الأسواق المهمة التي يفد منها السياح إلى المغرب”.

وأكد الخبير السياحي أهمية “تزامن تنظيم معارض الصناعة التقليدية والمعارض الدولية التي يشارك فيها المغرب؛ إذ سيضمن استفادة الصناعة التقليدية من فرص مرتفعة للترويج لمنتجاتها، ويزيد من إشعاع الوجهة السياحية المغربية”، مشددا على أن “الالتقائية ما بين سياسات القطاع السياحي وقطاع الصناعة التقليدية، هي الكفيلة بتقوية الجاذبية السياحية للأخير”.

وذكر بوحوت أن “هذه التقوية تتطلب استفادة الصانع التقليدي من الاستثمارات الضخمة في القطاع الفندقي التي يقبل عليها المغرب، وذلك من خلال الحرص على مشاركته في تجهيز الوحدات الفندقية التي سيتم إحداثها بمجموعة من الديكورات والمنتجات التقليدية التي ينجزها”، مسجلا أن “هذه الديكورات سوف تساهم في الترويج للصناعة التقليدية المغربية لدى السياح الذين سيفدون على الفنادق المعنية ودفعهم للإقبال على اقتنائها”.

توحيد المعارض

ذكر جمال السعدي، فاعل سياحي، أن “أكبر عدد من مبيعات منتجات الصناعة التقليدية يسجل بالبازارات السياحية، فيما يبقى عدد تلك التي تسجل بالمعارض الوطنية والدولية لهذه المنتجات متواضعا نسبيا”، مشيرا إلى أن ذلك لا يلغي “أهمية المعارض في الترويج لهذه المنتجات، ما يدفع الزائر إلى شرائها عند قدومه إلى المغرب”.

ولم يبد السعدي، في تصريحه لجريدة النهار، تحمسا للاشتغال على جانب رفع عدد هذه المعارض، “بما أن الإمكانيات المادية قد تمنع ذلك”، إذ شدد على أن “الأساس هو جعل معايير انتقاء الغرف المهنية للصناع التقليديين العارضين بهذه المعارض أكثر شفافية ونزاهة”، مستدركا بأن “الإجراء الأكثر ملحاحية لتطوير الجاذبية السياحية لمنتجات الصناعة التقليدية المغربية، هو توسيع أروقة المكتب المغربي للسياحة بالمعارض الدولية لعرض هذه المنتجات إلى جانب المنتجات السياحية الأخرى”.

وتساءل الفاعل السياحي عينه عن “السبب وراء المشاركة المحتشمة للصناع التقليديين في المعارض الدولية للسياحة التي يشارك فيها المكتب المغربي للسياحة، رغم أنه ينتمي إلى وزارة تجمع بين قطاع السياحة وقطاع الصناعة التقليدية”، مؤكدا أن “عرض المنتجات التقليدية المغربية في هذه المعارض سوف يساهم في ترويجها وتسويقها، ويعطي قيمة مضافة للوجهة السياحية الوطنية”.

وشدد السعدي على “ضرورة اتفاق كل من المكتب الوطني المغربي للسياحة والغرف الجهوية للصناعة التقليدية على عرض المنتجات المغربية العتيقة في أروقة المكتب بالمعارض الدولية، على أن يتم توسيعه بموجب ذلك حسب عدد الحرفيين المغاربة الذين سيشاركون في المعرض المعني”.

Exit mobile version