مراكش .. إيداع 4 متهمين ضمنهم ممرض السجن في قضية احتجاز مرضى عقليين بضيعة
قرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمراكش، أمس الاثنين، إيداع 4 مشتبها فيهم المركب السجني لوداية، رهن الاعتقال الاحتياطي، وإخلاء سبيل امرأتين وتابعتهما في حالة سراح في قضية احتجاز 19 مريضا نفسيا وعقليا بضيعة فلاحية بإقليم قلعة السراغنة.
وجاء ذلك في إطار التحقيق الإعدادي الجاري في مواجهتهم، للاشتباه في ارتكابهم لجنايات تتعلق بـ “الاتجار بالبشر عن طريق التجنيد، واستدراج ونقل واستقبال وإيواء أشخاص يعانون من وضعية صعبة بسبب المرض والنقص البدني والنفسي وتلقي مبالغ مالية بصفة اعتيادية في إطار عصابة إجرامية منظمة مع تعريض الضحايا للتعذيب واستعمال أعمال وحشية لغرض الاستغلال عن طريق العمل الجبري والسخرة”، الأفعال المنصوص عليها وعلى عقوبتها في القانون الجنائي.
وجاء قرار قاضي التحقيق بعد انتهاء جلسة الاستنطاق الابتدائي للمتهمين الستة، بناء على ملتمس من الوكيل العام للملك لدى المحكمة نفسها، بشأن إجراء تحقيق إعدادي معهم مع الاحتفاظ بأربعة منهم رهن الاعتقال الاحتياطي على ذمة التحقيق، وهو الملتمس الذي أيده قاضي التحقيق، محررا أمرا مكتوبا بإيداع أربعة متهمين السجن ويتعلق الأمر بصاحب الضيعة (58 سنة)، وابنيه، البالغ أحدهما من العمر 36 سنة والآخر 32 سنة، واللذين كانا يساعدانه في إيواء المرضى العقليين والمدمنين على المخدرات بها، وممرض (57 سنة) بمركز صحي بتطوان كان يقوم بدور التنسيق بين عائلات مرضى من مدن الشمال وصاحب الضيعة من أجل إيوائهم بها، في انتظار مثولهم أمامه مجددا في إطار جلسة الاستنطاق التفصيلي.
و قبل الاستنطاق الابتدائي، أجرى المركز القضائي للدرك الملكي بقلعة السراغنة، مسطرة التقديم للمشتبه بهم، في حالة اعتقال، أمام أحد نواب الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بمراكش، لاخضاعهم للاستنطاق ومواجهتهم بالتهم المنسوبة إليهم، قبل أن تقرر النيابة العامة إحالتهم على قاضي التحقيق، ملتمسة منه إجراء تحقيق إعدادي معهم بشأن جنايات متعلقة ب”الاتجار بالبشر عن طريق التجنيد، واستدراج ونقل واستقبال وإيواء أشخاص يعانون من وضعية صعبة بسبب المرض والنقص البدني والنفسي وتلقي مبالغ مالية بصفة اعتيادية في إطار عصابة إجرامية منظمة مع تعريض الضحايا للتعذيب واستعمال أعمال وحشية لغرض الاستغلال عن طريق العمل الجبري والسخرة”، مما تسبب في حدوث مرض عضوي ونفسي عضال للضحايا ووفاة أحدهم، من طرف مجموعة من الأشخاص يحمل أحدهم سلاحا مخبأ.
وكانت فرقة من الدرك الملكي مكونة من 14 دركيا تابعين للمركز القضائي للدرك بقلعة السراغنة وسرية الدرك بالعطاوية، فككت، الخميس الماضي، محتجز سري بضيعة فلاحية يؤوي 16 مريضا نفسيا من أثر الإدمان على المخدرات والأقراص المهلوسة، بالإضافة إلى 3 مرضى عقليين، بدوارالطواهرة لقصور بجماعة الشعرا التابعة لدائرة العطاوية، ليجري ايقاف صاحب الضيعة وابنه الذي كان يقوم بمساعدته في إيواء المرضى، بالإضافة إلى الممرض، والذين جرى الاحتفاظ بهم رهن إشارة البحت القضائي الذي أشرفت عليه النيابة العامة المختصة، لتحديد جميع ظروف وملابسات هذه القضية.
وجاءت مداهمة الضيعة الفلاحية المذكورة، بعد شكاية توصلت بها مصالح الدرك الملكي بالإقليم، من لدن والدة أحد النزلاء السابقين بالضيعة، توضح فيها أن ابنها، البالغ من العمر 28 سنة، قضى بها زهاء سنة و نصف، قبل أن يرجعه مالك الضيعة إلى منزل أسرته بإقليم سيدي بنور، وهو مصاب بمرض الربو ويعاني من احتباس الماء في بطنه.
وجرى إخضاع الضيعة الفلاحية المذكورة، لمراقبة أمنية طيلة خمسة أيام متواصلة، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، قبل تنفيذ المداهمة التي أسفرت عن العثور على مرضى نفسيين وعقليين، تتراوح أعمارهم بين 25 و 52 سنة، منحدرين من تطوان، طنجة، الدار البيضاء، مكناس، ومراكش، وموزعين على 9 غرف بمنزل مقام على ثلاثة طوابق وسط الضيعة.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها “الصحراء المغربية”، فإن صاحب الضيعة كان يخصص غرفة لكل نزيلين من المرضى الذين كانوا يفترشون أسرة بدون إطارات حديدية، ويقدم لهم وجبات غذائية مقابل مبالغ تتراوح، بين 1000 و 1500 درهم، تؤديها له عائلاتهم شهريا، مشيرة إلى أن النزلاء أمضوا حوالي سنتين ممنوعين من مغادرة الضيعة.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News