مهنيون يتبرؤون من “تسمم المستهلك”

في أعقاب النقاش المثار على المستوى الوطني بخصوص توالي حالات تسمم المواطنين المغاربة من مرتادي مطاعم وفضاءات مخصصة لتقديم مأكولات، ووجود دعوات من قبل “حُماة المستهلك” بغرض تأسيس “مؤسسة مستقلة لمراقبة محلات تقديم خدمات الإطعام لفائدة المغاربة”، دعا مهنيون ممثلون لأرباب المخابز والمطاعم ومموني الحفلات بدورهم إلى “اتخاذ إجراءات حاسمة، ومكافحة كل ما يسيء للمهنيين الحقيقيين”.

وتحدث مهنيون عن هذا الموضوع لجريدة النهار على هامش اللقاء التواصلي الذي نظمته غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط سلا القنيطرة أمس الخميس، إذ نفوا مسؤوليتهم عن هذه التسممات، موضحين أن “الأمر يتعلق أساسا ببعض المتطفلين على المهن التي تمثل هذا القطاع”.

متحدثا عن الموضوع لجريدة جريدة النهار الإلكترونية أكد حسن أيت سعيد، رئيس المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للمخابز والحلويات بجهة الرباط سلا القنيطرة، “عدم مسؤولية المهنيين المنظَّمين، بالنظر إلى أن الأمر يتعلق بمخلفات العشوائية”.

وقال أيت سعيد: “هذه القطاعات تعيش مشاكل عدة يتعرض إثرها بعض المواطنين لمجموعة من التسممات، وذلك لا يرجع إلى أصحاب المطاعم أو الممونين أو أرباب المخابز، بل يعود إلى مجموعة من الأفراد الذين يشتغلون أساسا في نوع من العشوائية”.

كما ذكر المتحدث أن “المفروض، اليوم، هو أن كل مهني يجب أن يعرف مختلف الشروط التي يجب الالتزام بها في عمله”، وزاد: “المعنيون إذن بموضوع التسممات لا علاقة لهم بمهن المطاعم وتموين الحفلات والمخابز”، موردا: “الهدف هو أن يلعب هذا القطاع دورا اقتصاديا وثقافيا؛ ولذلك قمنا باستدعاء بعض الإدارات لتنوير المهنيين”.

من جهته أوضح علي الزوهري، نائب رئيس الاتحاد المغربي لأرباب ومسيري قاعات الحفلات، أن “هناك من يريد تشويه سمعة ممون الحفلات”، مردفا: “صرنا نرى كوارث وتسممات تسيء في نهاية المطاف إلى مهنيي القطاع، صادرة عن أشخاص لا علاقة لهم بتموين الحفلات أساسا”.

وأكد المتحدث لجريدة النهار ما مفاده أن “مهنيي تموين الحفلات لديهم التزامات معينة في هذا الصدد، ويقومون بتأدية الضرائب، بينما يوجد أفراد يشتغلون دون أي التزامات من هذا القبيل، وفي ظروف غير صحية”.

كما بيّن الزوهري أن “ميدان تموين الحفلات ذو حمولة تاريخية تعبر عن الطبخ المغربي والتقاليد المغربية والكرم المغربي كذلك؛ الأمر الذي يستوجب توفير مختلف الشروط اللازمة للاشتغال في أفق 2030″، مؤكدا على “أولوية تنظيم القطاع ووقف العشوائية التي تتسبب في مثل هذه المسائل”.

تجدر الإشارة إلى تسجيل حالات تسمم مواطنين بعدد من المدن في الآونة الأخيرة، وذلك بعد استهلاكهم مأكولات معينة، سواء داخل مطاعم أو خلال حفلات أعراس، أو حتى لدى ممتهني الطهي بالرصيف؛ الأمر الذي أيقظ دعوات من أجل “ضبط هذا القطاع وإعمال الزجر في وجه المخالفين لشروط حفظ الصحة”، فضلا عن “رفع منسوب عمل اللجان المختلطة التي تعمل على مراقبة المحلات بشكل دوري”.

جدير بالذكر كذلك أن اللقاء الذي احتضنه مقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط سلا القنيطرة تحت عنوان “تنظيم القطاعات في أفق رؤية المغرب 2030″، وترأسه حسن صاخي، عرف مشاركة ممثلين عن القطاعات الحكومية المعنية بالملف، بما فيها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ووزارة الصناعة التجارة؛ فضلا عن ممثلة عن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والمديرية الجهوية لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل والكفاءات كذلك.

Exit mobile version