على غرار مهنيي القطاعات الأخرى يأمل أرباب المخابز والحلويات وممونو الحفلات، بدورهم، الاستفادة من الدينامية التنظيمية التي من المرتقب أن تنتج عن استعدادات المغرب لاحتضان مجموعة من التظاهرات القارية والدولية في أفق 2030، على رأسها “المونديال”.
ولتعميق النقاش حول الموضوع فتحت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط سلا القنيطرة، بشراكة مع الجامعة الوطنية للمخابز والحلويات بالمغرب، الخميس، البابَ أمام هؤلاء المهنيين للاستماع إلى آرائهم واستقبال مقترحاتهم بهذا الخصوص، وذلك بهدف “الوصول إلى قطاع أكثر تنظيما يساهم في تجاوز إشكاليات عميقة، على رأسها العشوائية”.
متحدثا في كلمته الافتتاحية خلال اللقاء التواصلي الذي جرى تنظيمه تحت عنوان: “تنظيم القطاعات في أفق 2030″، أكد حسن صاخي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط سلا القنيطرة، على “أولوية الإنصات لمهنيي هذا القطاع ومعالجة المشاكل التي يكشفونها، وذلك في إطار رؤية المغرب في أفق 2030؛ فالهدف في نهاية المطاف هو الوصول إلى قطاع مهيكل ومنظم يعطي صورة طيبة وعصرية عن المملكة”.
واستدل صاخي بكون “النمو الاقتصادي للمملكة يوجب إعادة هيكلة مجموعة من القطاعات، من بينها هذا القطاع الذي صار يعاني كثيرا من المنافسة غير الشريفة من قبل القطاع غير المهيكل”، وزاد: “الهدف هو إيجاد حلول واقعية وتنظيم المهنيين ضمن قطاع مهيكل ومرخص بطريقة عصرية، من أجل خلق فرص شغل جديدة”.
كما شدد المتحدث على “أهمية التحدث إلى المهنيين بخصوص مختلف المشاكل التي يثيرونها، والارتقاء بوضعية هذه القطاعات، وذلك من خلال تطوير ما يلزم من برامج، بتشارك مع الهيئات المهنية، قصد تجويد الخدمات التي يتم تقديمها لفائدة المواطنين المغاربة”.
وطغت على اللقاء التواصلي نقاشاتٌ بخصوص الإشكاليات التي تؤرق أصحاب المخابز والحلويات ومموني الحفلات كذلك، خصوصا ما يتعلق بـ”العشوائية وسعي عدد من الغرباء إلى الاستثمار في هذا القطاع خارج أي شكل من أشكال التنظيم، بما لا يحقق مسألة المنافسة الشريفة”، وفق مختلف التدخلات.
“محاربة العشوائية”
كرئيس منتدب للجامعة الوطنية للمخابز والحلويات بالمغرب بيّن الحسين الزاز “وجود قطاع المخابز وسط دوامة من المعاناة منذ ما يقرب 3 عقود، أي منذ تحرير أسعار الحبوب، بعدما كان يُضرب به المثل في التنظيم وفي المقاولة الناجحة بالمملكة”، مردفا: “السياق كان يساعد المهنيين على توفير منتج الخبز على طول اليوم لسد حاجيات موائد المغاربة”.
وكشف الزاز ضمن كلمته أن “أولى المشاكل التي تؤرق بال المهنيين اليوم تتمثل في العشوائية، وتكاثر المحلات التي تنشط في صناعة مختلف أنواع الخبز بدون أن تستوفي الشروط اللازمة لتوفير هذا المنتج الذي يستلزم وجود أعلى درجات النظافة، ما دام الأمر يتعلق ببطون المغاربة”، متابعا بلسان دارج: “ها لي تيبيع خبز الدار، ها لي تيقول كاين خبز الزرع، كل واحد وشنو تيقول وتيْبيع”.
كما ذكر المتحدث ذاته أنه “في إطار رهانات تنزيل النموذج التنموي الجديد ومغرب 2030 من الضروري جدا أن يكون هذا القطاع مواكبا لهذه التطورات؛ فقد صرنا اليوم أمام تكاثرِ نقاط البيع العشوائي للخبز دون حسيب أو رقيب، فيما الأجدر أن يكون هذا الموضوع من اهتمامات الولاة والعمال”.
الرئيس المنتدب ذاته لفت كذلك إلى دراسة تم إنجازها على المستوى الوطني، وشخّصت إشكاليات يعرفها قطاع صناعة الخبز والحلويات بالمغرب، مضيفا: “هي إشكاليات ننتظر أن تنتفي بالتوقيع على البرنامج التعاقدي الجديد مع الحكومة، وذلك من خلال وضع هذا القطاع على الخط الصحيح وإعمال الصرامة في احترام قانون حرية الأسعار والمنافسة”.
التطفل على المهنة
في سياق متصل أوضح على الزوهري، نائب رئيس الاتحاد المغربي لأرباب ومسيري قاعات الحفلات بالمغرب، أن “التواصل مهم بخصوص هذا الموضوع، على اعتبار أن هناك مأزقا نحاول أن نخرج منه كمهنيين، إذ نأمل أن تكون هناك آذان صاغية وأن يطلعوا على المقترحات التي نقدمها”.
وقال الزوهري لجريدة النهار: “إن تنظيم المغرب منافسات مهمة في المستقبل يفرض علينا أن نكون في المستوى، وذلك من خلال تطوير إمكانياتنا البشرية وإنصاف هذا القطاع من الفوضى التي يعيشها؛ فعلى سبيل المثال يمكن لكثيرين أن يلجوا إلى المنصة الخاصة بصفقات تموين الحفلات دون أن يكون ذلك من اختصاصهم في الأساس، ولا علاقة لهم بالإطعام والتموين نهائيا”؛ كما بين أن “العشوائية من أبرز المشاكل التي يعاني منها المهنيون، بوجود أفراد يمسون بسمعة هذا القطاع، بما يؤكد ضرورة محاربتها، بالنظر إلى أن هذا الأخير يحمل حمولة ثقافية وتقاليد مغربية في نهاية المطاف”.