سيرة الملحوني في “حوار مع الذات”
بعنوان “على عتبة التسعين: حوار مع الذات” صدرت سيرة عبد الرحمن الملحوني، المتخصص المغربي البارز في الأدب الشعبي، والباحث خاصة في شعر الملحون.
وفي تصدير الكتاب ذكر المقدّم أنس الملحوني أن سيرة عبد الرحمن الملحوني تنطلق بإلقاء الضوء على “أهمية السرد في سياق مشروع السيرة الذاتية”، موجهة “الأنظار إلى العديد من الدروس المفيدة في الحياة، والبحث العلمي، والتربية”.
ويضيف المُصدّر: “في مرحلة الطفولة يفتح الأستاذ الملحوني الستار على خزان من العادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع المراكشي والمغربي على السواء، ويسافر بنا بعد ذلك إلى أيام الشباب في الجامعة اليوسفية، وهي مرحلة حياتية محورية، شكلت الأساس لمسيرته اللاحقة”.
ويتابع صاحب التقديم: “بين أجواء المدينة الحمراء مراكش وعائلته ‘آل الملحوني’ نلتقي بشيخ أشياخ مراكش، الحاج محمد بن عمر الملحوني، لنحلق عاليا مع الشيخ الكبير الجيلالي امتيرد، أحد كبار المجددين في شعر الملحون، وهو الاسم الذي توسلت به الجمعية التي يترأسها منذ أكثر من خمسين سنة. فضلا عن ذلك تبرز جمعية الشيخ الجيلالي امتيرد في الفصل الخامس، فيكشف لنا عن العديد من مساهماته الجمعوية في تطوير المجتمع، وإبراز دوره الفاعل في تعزيز الثقافة الشعبية”.
ويواصل التصدير: “تأخذنا صفحات الفصلين السادس والسابع إلى رحلة حافلة بالإصدارات، والأبحاث العلمية الثقافية، وذلك عبر إبراز مساهمات عبد الرحمن الملحوني في تعزيز الخزانة الثقافية الشعبية المغربية، ومن خلال دفاعه المستميت في المحافل الدولية مسلطا الضوء على أهمية فن الملحون في الثقافة المغربية، كمشاركته محاضرا في ندوة علمية بقاهرة مصر العربية بمعية ثلة من الأدباء والباحثين المغاربة خلال الأسبوع الثقافي المصري المغربي سنة 1994”.
وفي الفصلين الأخيرين من السيرة ينقل الملحوني قارئها “إلى عالم الصورة الفوتوغرافية، والوثيقة الإدارية، وبذلك يبين عن ملمح آخر من شخصيته الواعية بأهمية الصورة كمصدر من مصادر التوثيق والأرشفة، ونافذة شفافة مشرعة على ملامح أخرى من سيرته الذاتية، من قبيل الأزمنة التي عاش أحداثها، والأمكنة التي تردد عليها، والشخصيات التي قابلها وما شابه…”.
ويرى التصدير أن هذه السيرة تقدم “لحظات مختارة من زمن هارب، عكس قسمات وجه المؤلف، وروحه، ومشاعره، وهندامه، وتأمله، وشروده، وبنية جسده، وحركات يده، وتقدمه في السن… وهي بذلك تعكس جوانب أخرى من شخصيته لم تستوعبها كلمات، ونصوص هاته السيرة”.
وجوابا عن سؤال السيرة ودورها في المكتبة المغربية، والمكتبة الخاطّة باللغة العربية، تطرق الكتاب إلى “حاجة الأجيال على – تعاقبها – إلى الاستفادة من بعضها البعض”، التي “جاءت مؤكدة في حياة البشر، تدعو إليها ظروف الإنسان من حين لحين، بل تُعد محاولة جريئة في النبش في ذاكرة الماضي، وفي تدوين صفحات ذهبية أثيرة من فيض السيرة الذاتية التي تحوي زادا من المعارف والأفكار، وتجارب مثمرة متميزة”؛ وبالتالي “الهدف الأسمى من تقديم هاته السيرة موسَّعة ومفصَّلة هو إبراز بعض الدلائل والأعمال الاجتماعية والثقافية والفنية، مما تم إنجازه على مسافة زمانية بعيدة المدى (…) تمتد ستة عقود من رحيق الزمان الجميل”.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News