تلقى رجال الأعمال والمستثمرون شمال البلاد خبر تعيين ياسين التازي مديرا جديدا للمركز الجهوي للاستثمار لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة بترحيب وتفاؤل كبيرين، وسط توقعات بتجاوز الركود والتعثر اللذين لازما العديد من المشاريع والاستثمارات بالجهة التي مازالت تنتظر التأشير.
ويمثل المدير الجديد للمركز الجهوي للاستثمار لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة أحد الأسماء الشابة التي بصمت على تجربة مهمة في مجال التدبير؛ فقد نجح خلال السنوات الماضية في إطلاق دينامية مهمة على مستوى جهة مكناس فاس، التي قاد المركز الجهوي للاستثمار فيها، قبل أن يجري تعيينه في الجهة التي تمثل إحدى أكثر المناطق جذبا للاستثمار في البلاد.
وتنتظر التازي في مهمته الجديدة بعاصمة البوغاز تحديات كبرى، تتمثل في بناء علاقة قوية مع رجال المال والأعمال قائمة على التعاون والتكامل لتحقيق الأهداف المرجوة من خلال إطلاق دينامية جديدة بالجهة تفتح المجال واسعا أمام إحداث مناصب الشغل التي تراهن عليها الحكومة من أجل تقليص حجم ومعدل البطالة.
في تعليقه على تعيين المدير الجديد، قال رشيد الورديغي، رئيس الهيئة المغربية للمقاولات، إن هناك مجموعة من الرهانات المنتظرة من تعيين ياسين التازي على رأس المركز الجهوي للاستثمار لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة هو إنعاش الدينامية الاستثمارية التي تعيشها الجهة.
وأضاف الودغيري، ضمن تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، أن هذا التعيين يأتي في سياق الحديث عن إخراج ميثاق استثمار المقاولات الصغرى والمتوسطة إلى حيز الوجود في الأيام المقبلة، والذي سيشجع المقاولات أكثر على الاستثمار، معربا عن أمله في أن يسرع المدير الجديد “وتيرة المساطر الإدارية للمقاولات”.
وأكد المدير الجديد للمركز الجهوي للاستثمار لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة أن المستثمرين وممثليهم يتطلعون إلى الرفع من مستوى الثقة بين الإدارة والمقاول، وتعميق المسيرة التي بدأها المدير السابق جلال بنحيون.
وزاد رئيس الهيئة المغربية للمقاولات مبينا أن الرهان على المدير الجديد هو “من أجل استكمال العمل الذي بدأه سلفه ويخدم التسويق الترابي للجهة في الخارج، ونأمل أن يشتغل بجدية وفعالية لتحقيق الأفضل للجهة وينجح في مهامه”.
أما مصطفى بنعبد الغفور، الكاتب الجهوي للفضاء المغربي للمهنيين، أن المراكز الجهوية للاستثمار ما زالت تعاني مشاكل وتحديات العملية الانتقالية من الوضع السابق إلى مؤسسة لها ميزانيات مستقلة وصلاحيات تقريرية تمنحها هامشا أكبر للحركة والفعل في المجال الاستثماري والاقتصادي.
وأضاف بنعبد الغفور، ضمن تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، أن الصلاحيات التي يتمتع بها المركز الجهوي للاستثمار تجعل منه “مؤسسة عمومية حقيقية وجهازا وسيطا ما بين المستثمر والإدارة ينبغي أن يلعب الأدوار المطلوبة منه”.
وسجل عضو غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة أن المدير الجديد عليه أن يبذل “جهدا مضاعفا من أجل توجيه الاستثمار؛ لأن هذا التوجيه هو الذي يحدد الزمن والمكان”، مؤكدا الحاجة إلى دينامية تواكب “التطور الحالي والسرعة في التجاوب مع الملفات والرخص وفق مقاربة استعجالية تنهي الانتظارية التي يواجهها العديد من المستثمرين”.
وأشار بنعبد الغفور إلى أن المركز يتفاعل بـ”شكل بطيء، والملفات التي تتأخر تتطلب تسريعا للبت فيها، وينبغي القطع مع التمييز الذي يتعرض له المستثمر المغربي عكس المستثمر الأجنبي”، وأكد تطلع المستثمرين في الجهة إلى المدير الجديد وقدرته على “القطع مع سلاح البيروقراطية الذي يواجه المستثمرين ويعالج الملفات العالقة ويعزز الشفافية في التعامل مع الملفات من دون جرجرة، ويفتح باب التواصل أمام المستثمرين”، وفق تعبيره.