أسعار المواشي تواصل الارتفاع بالمغرب
في ظل بوادر موسم جفاف جديد يلوح في الأفق، تواصل أسعار المواشي التحليق عاليا في سماء الأسواق المغربية، بعدما سجلت أرقاما غير مسبوقة جعلت الكثير من سكان البوادي والفلاحين الصغار عاجزين عن الشراء؛ الأمر الذي يفسح المجال أمام تركيز تربيتها في أيدي أصحاب رؤوس الأموال المهمة.
وعلى الرغم من الوضع المعقد بخصوص تأمين الأعلاف والكلأ الخاص بالمواشي، فإن الكثير من الكسابة والفلاحين الصغار يتمسكون بالاحتفاظ برؤوس المواشي التي يملكونها، وأعينهم ترقب السماء علها تجود بتساقطات تقلب الوضع من سيء إلى أحسن في وقت وجيز.
وأمام الواقع الذي توالت المبادرات الحكومية من أجل التغلب عليه دون جدوى، تسجل أرقام الأبقار والأغنام معا ارتفاعات صاروخية في الأسعار بالأسواق محطمة كل التوقعات، إلى درجة أن الكثير من سكان البوادي والقرى يصدمون بالأرقام التي يسمعونها بعدما ألفوا بيعها بأثمان أقل بكثير.
يحكي م.ع، الفلاح ومربي المواشي المتحدر من دوار معيزات بإقليم العرائش، أن أهل قريته ما زالوا لا يصدقون أن سعر “الشاة” يقارب الـ10 آلاف أو يفوقها في بعض الأحيان. أما سعر الأبقار فلا أحد يقدر عليه، إذ بلغ أزيد من 4 ملايين في بعض الحالات.
وحول التقلبات التي يعيش على إيقاعها سوق المواشي بالبلاد، قال الرجل الخمسيني، في اتصال هاتفي مع جريدة جريدة النهار الإلكترونية، إن “الثمن مرتفع جدا، ولم يعد “الدرويش” الفلاح الصغير قادرا على شراء بقرة واحدة من السوق”.
وأضاف الفلاح ذاته موضحا: “سعر البقرة بلغ 4 ملايين سنتيم، وهذا ربما كان ضربا من الخيال قبل سنوات قليلة”، معتبرا أن “لا أحد منا أصبح قادرا على شراء أو بيع أية بقرة، الكل خائف من المستقبل”.
وتابع الفلاح، الذي يملك بقرتين وحوالي 20 شاة: “نحن نكافح مع ما نملك من بهائم حتى يحن علينا الله، هناك من باع وندم أشد الندم، بعدما لم يجد سبيلا للشراء مع الأسعار التي تضاعفت لأكثر من مرة”.
وبخصوص الأغنام والأسعار المرتفعة التي بلغتها، سجل بوسلهام الغرباوي، وهو أحد التجار المعروفين بالبيع والشراء في الأصناف المختلفة من الأغنام، أن الأرقام التي تعرفها الأسواق “غير مسبوقة”، موضحا أنه طيلة تجربته الممتدة لعقود من الزمن لم “نشهد مثل هذا الغلاء”.
وأضاف الغرباوي، في تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، مبينا أن الأسعار تختلف وتتباين حسب النوع والحالة الصحية للشاة، مبرزا أن شاة مع حملين يمكن أن تتجاوز 10 آلاف درهم وهو ثمن باهظ بالنسبة لساكنة البوادي.
وزاد الرجل، الذي ظل ينتقل لعقود من الزمان بين أسواق الغرب وشمال البلاد، موضحا “الأسعار تضاعفت أكثر من مرة، والشاة التي كان سعرها قبل عامين 2000 درهم بات يفوق 5000 في الوقت الحالي”، معتبرا أن الحركة شبه متوقفة، وعملية البيع والشراء “ضعيفة” ويزيد من حدة الوضع الجفاف.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News