خبراء يعددون القواسم المشتركة للتحكيم في الأداء الرياضي والنشاط التجاري

أكد سعيد إبراهيمي، المدير العام للقطب المالي للدار البيضاء، أن الخطاب الملكي بمناسبة الدخول البرلماني أعطى الوساطة والتحكيم دورا كبيرا لتعزيز الثقة في المملكة، موضحا أن هذه الآليات تعد عاملا مهما لتحفيز جاذبية البلاد، وتحظى بمكانة خاصة ضمن النموذج التنموي الجديد، مشيرا إلى أهمية مركز الوساطة والتحكيم بالدار البيضاء كمؤسسة رائدة أطلقت منذ 2016 وما فتئت ترسخ مكانتها وطنيا وإقليميا ودوليا بين مراكز وساطة وتحكيم رائدة.

وأضاف إبراهيمي في كلمة له خلال افتتاح النسخة الثامنة من أيام التحكيم بالدار البيضاء، أن الحدث يشكل مناسبة لمناقشة الحدود المشتركة بين التحكيم التجاري والرياضي، باعتبار أن الخدمة التحكيمية تظل منفتحة على قطاعات مختلفة، مشددا على أهمية حضور “بيير لويجي كولينا”، رئيس لجنة التحكيم لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، المعروف بصرامته وحزمه واحترافيته العالية، حيث ستوفر تجاربه فرصة للتعرف على السبل الكفيلة باتخاذ القرارات الصائبة، سواء في القطاع المالي أو الرياضي.

من جهته، أفاد هشام زكراري، الكاتب العام لمركز الوساطة والتحكيم بالدار البيضاء، بأن حضور “كولينا”، الحكم الدولي السابق ومسؤول “فيفا” الحالي، “جاء ليثري النقاش حول المشترك بين التحكيم الرياضي والتجاري، وهو وما يمثل أهمية بالنسبة إلينا في هذه الدورة الثامنة من أيام التحكيم، حيث أتيحت لنا فرصة الاستفادة من تجارب خبير في التحكيم الرياضي، واستقطاب مشاركين من دول أوروبا، خصوصا سويسرا وفرنسا، وكذا المكسيك، ومن إفريقيا ودول الخليج أيضا”.

وأضاف زكراري، في تصريح لجريدة النهار على هامش الحدث الذي رفع شعار “الحدود المشتركة بين التحكيم التجاري والرياضي”، أن مركز الوساطة والتحكيم بالدار البيضاء “سيحتفل بعشر سنوات على إنشائه بحلول 2026، وستكون هذه المناسبة فرصة لاستعراض المنجزات المحققة خلال السنوات الماضية”، مبرزا أن مشروع المركز بدأ العمل عليه منذ 2010 بالتنسيق مع القطب المالي للدار البيضاء، وما فتئ يرسخ مكانته بين مراكز عتيدة في التحكيم التجاري، خصوصا في إفريقيا، مشددا على أن “عمر المركز لا يقاس بعراقة مراكز تحكيم لندن وسنغافورة وفرنسا وغيرها”.

وخلال جلسة تفاعلية في افتتاح أشغال “أيام التحكيم بالدار البيضاء”، استعرض الحكم الإيطالي بييرلويجي كولينا، الشهير بصرامته وحزمه في الملاعب مساره التحكيمي، الذي بدأ بالصدفة، بعدما جذب انتباهه زميل له في الدراسة الثانوية إلى الخضوع للتكوين في مجال التحكيم، ليكمل هو المشوار، فيما رفض صديقه لفشله في اجتياز الاختبارات الطبية، بسبب قصر نظره، موردا أن الخطأ جزء من طبيعة الإنسان، إلا أن الاستعداد الجيد هو الحاسم دائما في اتخاذ قرارات تحكيمية صحيحة، والتقليل من هامش الوقوع في الخطأ، مستحضرا أن تطور وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيات الحديثة سهل عملية الاستعداد لممارسة الدور التحكيمي، الذي لا يختلف من مجال إلى آخر.

وشدد المتحدث ذاته على أهمية العامل النفسي خلال العملية التحكيمية، مستدلا بمقولة فيلسوف ألماني “أخطائي تقويني”، في إشارة إلى ضرورة تقبل إمكانية الوقوع في الخطأ والاستمرار في المحاولة من أجل تحسين الأداء، مؤكدا أن التحكيم يرتكز على التزود بالمعلومات حول موضوع الوساطة أو الآراء التحكيمية، مشيرا إلى أن الولوج إلى هذه المعلومات أصبح يسيرا في عصر الذكاء الاصطناعي، موضحا أن الظرفية الراهنة أصبحت تشهد تداخلا كبيرا بين القطاعين المالي والرياضي وتأثيرات من عوامل مختلفة على الرأي التحكيمي، منبها إلى أن المسؤول عن التحكيم يجب أن يركز على صلب المشكل المعروض عليه، ولا يشتت انتباهه بمحاولة تفسير وتحليل أحداث جانبية لا تخدم جهوده.

Exit mobile version