تعتبر نادية كوندا واحدة من الأسماء البارزة في مجال التمثيل بالمغرب، إذ استطاعت أن تفرض نفسها في عالم الفن المحلي والدولي بفضل موهبتها وحضورها المميز الذي حققت به نجاحات متتالية، مقدمة بذلك أدواراً تستحق الإشادة والتقدير.
في هذا الحوار مع جريدة جريدة النهار الإلكترونية، تفتح كوندا قلبها للجمهور وتتحدث عن تجربة لجنة تحكيم الدورة الأخيرة من مهرجان مراكش، الغياب عن التلفزيون، تطور السينما المغربية ومواضيع أخرى.
كيف مرت تجربة مشاركته كعضو في لجنة التحكيم بمهرجان مراكش؟
إنها سادس مرة أخوض فيها تجربة لجنة التحكيم، وهي تمرين يعجبني كثيرا تقديمه وأعرفه جيدا، لذلك لا أتردد في قبوله كلما عرض علي، ويعد فرصة جميلة أيضا لمشاهدة الأفلام التي لا تتاح لك في الحياة العادية رؤيتها.
ما سبب غيابك عن التلفزيون خلال السنوات الأخيرة وحضورك القوي في السينما؟
الإيقاع في العمل أولا؛ فالاشتغال في التلفزيون يجعلك تنشغل عن الأفلام السينمائية، وأنا أود لو أن هناك إمكانية للقيام بهما معا.
في التلفزيون يعرضون عليك العمل مدة قليلة قبل انطلاق تصويره، لكن في السينما يقدم لك السيناريو سنوات من قبل. فمثلا، الآن لدي مقترح مشروع منذ ثلاث سنوات سأصوره السنة المقبلة، وهذا الأمر يجعلك تدخلين في إبداع الشخصية ويتولد الانسجام مع المخرج وأشياء أخرى، خاصة أنني أحرص على إضافة لمستي في العمل، لذلك تجدني أرتبط بعقود عمل في السينما.
وهناك أيضا عامل الحياة الشخصية، التي تشكل أولوية بالنسبة لي عن كل شيء. لكن أرغب بشدة تقديم مسلسل تلفزيوني قريبا .
ما الذي يجذبك في المشاريع المقترحة عليك ويجعلك تقبلين بها؟
أولا السيناريو؛ عند قراءته يجب أن تعجبني قصته وأضع نفسي مكان الجمهور. ثانيا الشخصية وهل أنا على ثقة بها وهل ستضيف شيئا مهما لاسمي؟ وطبعا الاختيار الأخير على المستوى الإنساني هو المخرج الذي سأشتغل معه؛ لأنني لا تهمني فقط نتيجة العمل بل الجانب المعنوي أيضا، سواء كان فيلما طويلا أو قصيرا.
الكثير من النقاد يشتكون من جودة السيناريوهات، فهل نعيش بالفعل أزمة سيناريو في المغرب؟
نعم أظن أنه مازال لدينا مشكل في السيناريو؛ لأن الكاتب لا يأخذ وقته الكافي. فأنا شخصيا تصلني مقترحات ليست في المستوى، لذلك من الواجب أن تكون هناك خليات كتابة يكون فيها التبادل، إضافة إلى تقاسم الخبرات والتجارب والتكوين المستمر.
مؤخرا شاركت في فيلم قصير بعنوان “إخوة في الرضاعة” نال إشادة واسعة، فما هي تفاصيله؟
كنزة التازي مخرجة ومديرة تصوير رائعة. قبلت تقديم هذا الفيلم معها أولا لأنها امرأة ولديها إحساس قوي. يتحدث فيلمها عن اليتامى في زمن مضى عندما كانت النساء يزرن “دار الرضاعة” بمدينة فاس من أجل إرضاع الأطفال المتخلى عنهم، ودوري كان أمًّا تندمج مع أمهات آخرين وترضع طفلا يتيما فترتبط به إنسانيا مثل طفلها.
في تلك الفترة، المخرجة فكرت بي وأنا كنت وضعت مولودي في حينها، لذلك حرصت على تقديم مشهد الرضاعة لأنني أشجع على ذلك. ولكي تصل الأحاسيس إلى المتلقي، كنت أرضع ابني وأمثل بطفل آخر.
في نظرك هل مازالت السينما المغربية تعيش التحديات والصعوبات؟
أظن أن هناك اليوم تحديات أقل؛ لأن السينما المغربية أصبحت معروفة بفضل الأفلام التي يقدمها المهرجان وبفضل المخرجين الذين قدموا أعمالا جيدة وتركوا بصمة في مهرجانات عالمية مثل “كان”، ولدينا تنوع في الأفلام ونساء مخرجات يجعلننا نحس بأننا نسير للأمام وفي تطور مستمر.
ما هي مشاريعك الفنية الجديدة؟
انتهيت مؤخرا من فيلم طويل مع المخرجة مريم بنمبارك، صور في مدينة طنجة، تدور قصته حول شاب درس الهندسة لكن وجد نفسه ضحية للبطالة وأصبح عامل بناء لا يرضى بوضعه. تجمعه علاقة بشابة لكنه يدخل في حيرة بين اختيار قلبه وعقله عند لقائه بشابة أجنبية.