سلط لقاء دولي علمي، أمس الخميس 5 دجنبر بفاس، وبمناسبة اليوم العالمي للتطوع المتزامن مع نفس اليوم، الضوء على مبادرات وجهود العمل التطوعي خدمة للمجتمع في علاقتها ومع الجامعة المغربية.
وتم خلال اللقاء المنظم من طرف المنتدى الوطني للتعليم العالي والبحث العلمي فرع فاس بشراكة مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله، والذي يحمل عنوان: “الجامعة المغربية وسؤال العمل التطوعي”، عرض تجارب وطنية في تعزيز تطوع الشباب، وتجارب دولية في تعزيز التطوع الجامعي، مع استعراض تجربة العمل التطوعي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، وتقديم أفكار لاستثمار التطوع الرقمي الجامعي والنهوض بالمبادرات التطوعية الإبداعية في الجامعات المغربية.
عرض تجارب دولية رائدة في العمل التطوعي مثل التجربة القطرية والتجربة التركية والبريطانية
كما استعرض المتدخلون باللقاء تجارب دولية رائدة في العمل التطوعي مثل التجربة القطرية والتجربة التركية والبريطانية، فضلا عن فسح المجال للشباب والطلبة لتقديم إبداعاتهم التطوعية في معرض تعريفي بالنوادي الجامعية بالمؤسسات التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، بالإضافة إلى تتويج خريجي “مبادرة شباب متطوع” التي سهر عليها المنتدى بشراكة وتعاون مع مؤسسات أخرى.
وشدد المتدخلون في الندوة المنظمة بالتعاون مع المنسقية الجهوية للتعاون الوطني بفاس مكناس، والمديرية الجهوية لقطاع الشباب بجهة فاس مكناس، والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بفاس، والمدرسة العليا للأساتذة بفاس، وشبكة القرويين للتنمية والحكامة فاس مكناس، ومنصة بيفول الدولية، على ضرورة تضافر جهود جميع الفاعلين من مؤسسات عمومية وخاصة وفعاليات النسيج المدني، للتطوير العمل التطوعي، ورصد وتثمين وظيفة الجامعة المغربية في مجال خدمة المجتمع.
العمل التطوعي يشكل أداة لتنمية مهارات الطلبة الشخصية والحياتية والقيادية
وذكرت المداخلات المقدمة بأن الجامعة، تعد مؤسسة مجتمعية تناط بها عدة مهام من بينها تنمية مهارات الشباب وإعدادهم للإندماج في الحياة العملية والمساهمة في التنمية الشامة للبلاد، وذلك من خلال العمل الوظيفي العام والخاص، وأيضا من خلال العمل التطوعي الذي يشكل أحد السبل الأساسية التي تسهم في تنمية مهارات الطلبة الشخصية والحياتية والقيادية من جهة، وفي دعم مشاركتهم في تحقيق التنمية الاجتماعية بمختلف القطاعات من جهة أخرى.
وأشاروا إلى دستور المملكة المغربية لسن 2011، الذي أكد تعميم مشاركة الشباب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، ومساعدة الشباب على الإندماج في الحياة النشيطة والجمعوية.
وأكدوا على أن دراسات عديدة أظهرت أهمية التطوع عند الشباب الجامعي، وإسهامه في التنمية الشخصية والاجتماعية للأفراد، إذ تعتبر في هذا الإطار، دول ومنظمات التطوع والمبادرات التطوعية، عاملا مهما في حل المشاكل المحلية وإشاعة ثقافة الحوار والتسامح والتعايش واحترام حقوق الإنسان، ومن أجل ذلك بادرت منظمة الأمم المتحدة إلى جعل 5 دجنبر من كل سنة يوما عالميا للعمل التطوعي.
الدعوة إلى ترصيد التجارب الناجحة وتحفيز ودعم مبادرات الطلبة
وقدم أحمد مزهار، رئيس المنتدى الوطني للتعليم العالي والبحث العلمي فرع فاس، في مداخلة له مجموعة من الأفكار الإيداعية بغاية النهوض بالمبادرات التطوعية من داخل الجامعة، مستحضرا في ذات السياق تجارب وأنشطة إبداعية للطلبة همت مختلف المجالات، داعيا إلى ترصيد التجارب الناجحة وتحفيز الطلبة على بذل المزيد من الجهد لإخراج مبادرات تطوعية تساعدهم على التنمية شخصيتهم واكتساب مهارات أساسية تعزز من رصيدهم المعرفي والعلمي الذي يتلقونه داخل مؤسساتهم الجامعية.
وأكد مصطفى إجاعلي، رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله في كلمة افتتاحية بالندوة، على أن الجامعة تعتبر منارة للعلم والمعرفة، وفضاء للحوار الفكري والتفاعل المجتمعي، مضيفا أن الجامعة ليست فقط فضاء لنقل المعرفة بل هي شريك أساسي في بناء مجتمع متضامن ومتماسك، إذ أن العمل التطوعي بالإضافة إلى أنه أداة لتنمية المجتمع هو مدرسة للقيم الإنسانية النبيلة، وفرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية، وتنمية المهارات الحياتية.
وأشار إلى أن إيمانهم الراسخ بأن دور الطالب لا يقتصر على النجاح الأكاديمي، إذ يجب أن يكون فاعلا في خدمة مجتمعه ومشاركا في قضاياه، لذا تولي الجامعة أهمية كبيرة لتعزيز ثقافة التطوع داخل المؤسسات التابعة للجامعة.
وأكد علي حيتوف، مدير المدرسة العليا للأساتذة بفاس، على أن التطوع ليس مجرد واجب اجتماعي بقدر ما هو فرصة لتنمية المهارات الشخصية من خلال الانخراط في مختلف المبادرات التطوعية، إذ تكون لهذه المبادرات قيمة في حياة المبادرين، والتطوع يعد كذلك تجربة غنية تعزز من مهارة القيادة والعمل الجماعي والتفكير النقدي.
وأضاف في هذا السياق، على أنهم عملوا على نشر ثقافة التطوع داخل المؤسسة ويتوفرون على ثماني نوادي ترتكز على قواعد ومبادئ العلم التطوعي والتقاسم وروح المبادرة.
هذا واختارت منظمة الأمم المتحدة موضوع الاحتفال باليوم العالمي للتطوع لهذا العام: “التطوع المتنوع يقوي المجتمعات”، وذلك بجعل العمل التطوعي للناس جزءًا من الحلول ويسمح لهم بالمشاركة في تطوير مجتمعاتهم.، إذ بالرغم من تحديات تغير المناخ والصراعات…إلا أن روح التطوع تتألق في هذه اللحظات العصيبة أكثر من أي وقت مضى. وعادة ما يكون المتطوعون هم أول من يستجيبون وينهضون لمواجهة التحديات بشجاعة وتفانٍ ونكران للذات.
محمد الزغاري